بأقلامهم >بأقلامهم
التطورات الأمنية مقلقة لكنها لا تزال تحت السيطرة حتى الآن
جنوبيات
ما شهدناه أمس من توترات أمنية وعسكرية واجتماعية وفوضوية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مرورا ببيروت يشير إلى أننا نعيش في أجواء توترات أمنية مقلقة وبعضها منظم وبعضها من خارج السياق لكنه نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والمالية الصعبة كمأساة غرق زورق المهاجرين في طرابلس وسقوط الشهداء وردود الفعل واما ما جرى في الجنوب من إطلاق صاروخ على الكيان الصهيوني ورد الجيش الإسرائيلي فهو مرتبط على الأغلب بالتطورات في فلسطين المحتلة واما ما جرى من اشتباك في بيروت فهو حادث فردي وهو يشبه حوادث فردية في العديد من المناطق واما الاعتداء على وزير الطاقة الدكتور وليد فياض فهو مرفوض شكلا وأسلوبا لأن لا يتحمل لوحده مسؤولية عدم انجرار الكهرباء والغاز بل الولايات المتحدة الأمريكية وعقوباتها وان كان عليه مسؤولية متابعة الأوضاع مع بقية المسؤولين والتخفيف من السياحة والسفر وقد نشهد اعتداءات أخرى وتطورات مقلقة في الأيام المقبلة وخصوصا بسبب الاعتراض غدا الثلاثاء على مشروع الكابيتال كونترول أمام مجلس النواب من قبل النقابات المهنية وغيرها من الجمعيات.
نحن أمام ايام صعبة ودقيقة لحين موعد الانتخابات في الخامس عشر من أيار والسؤال الأساسي : هل سيستمر التدهور الأمني والعسكري والاجتماعي لحين موعد الانتخابات ويكون سببا للتأجيل أو يتم السيطرة على كل هذه التطورات ؟.
ليس هناك جواب واضح وحاسم والأمر مرتبط بالتطورات على الأرض واذا كان هناك قرار خارجي او داخلي للتأجيل.
الحذر والانتباه واجب والأهم عدم جر البلاد إلى فتن داخلية وطائفية ومذهبية كما شهدنا من بعض الشعارات التي رفعت أمس في بعض المناطق واذا كان الجيش اللبناني يتحمل مسؤولية ما بشأن غرق القارب فيجب إجراء تحقيق ومتابعته وتحديد المسؤوليات ولكن من الخطأ الانجرار وراء عمليات الاعتداء على الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والأملاك الخاصة لأن ذلك يؤدي إلى الفتنة وعلينا أن نتعلم من دروس الحرب الأهلية التي عشنا ذكراها في الثالث عشر من نيسان.