بأقلامهم >بأقلامهم
نعش الإعتراف
جنوبيات
شيرين : يا ابنة الكنيسة الرسالة الدعوة المحمولة على صليب الإيمان والتضحية والعذاب والوفاء والإخلاص والصدق والقوة والشهادة الآتية من درب الجلجلة الطويل الأليم . مارست قناعتك ، حملت قضيتك ، احترمت مهنتك ، عبّرت عن إيمانك ، وعبرت برسالتك قوية بأمانتك وفية لوجدانك . حاولت إيصال الحقيقة الى العالم . كنت قبل كل شيئ تدركين حقيقة ذاتك ، وانتمائك والتزامك وقيمك ومبادئك وفلسطينك !! ومعتقدك . الحرية مقدسة . والإيمان قناعة في التفكير وشجاعة في التعبير ، الصلاة واجب وغنى . العظة والخطبة درس للمؤمنين . جسّدت قيم الرسالة والدين . رنّمت بصوتك ورسمت بصورتك حقيقة ما يجري ، فأطربت وأغنيت وغذيت عقول أجيال وأحييت ذاكرة فكنت ساحرة شقية في عنادك وجهادك وكسرت جبروت أعدائك.\
كنت استثنائية في تغطية الحدث . اليوم أنت الحدث . أنت الصورة . أنت القضية . أنت الصوت. وكل العالم يغطي . يتابع . ويقول كلمة واحدة : " يوم التشييع استثنائي . حدث استثنائي . خطب جلل" . وإسرائيل أسيرة بين أسوار الإدانة بالحقد والكراهية واللاأخلاق ، وعدم احترام حرمة الموت والعادات والتقاليد والطقوس والقيم . خافوك في حياتك ، في مسيرة جلجلتك . خافوك على الأرض والشاشة . خافوا نقشك للحقيقة واليوم خافوا نعشك لأنه الحقيقة . أنت من نوع البشر الذين نعوشهم عروشهم يعطي الحياة القوة والأمل للمؤمنين فيما كثيرون عروشهم نعوشهم ينتظرون يوم دفنهم !! ولذلك الذين رفعوا نعشك منعوا المساس بعرشك . توّجت ملكة استثنائية وعرشك مستحق !!
شيرين أيتها الملكة الرائعة ، يا ابنة الكنيسة والإيمان والإعتراف الذي أمضيت حياتك تمارسينه أمام الله وعلى الكرسي أمام الرهبان والمطارنة ، حملة الأسرار ، وعلى الشاشات أمام العالم ومضمون كل رسائلك الحقيقة واعتراف بها ودعوة الى مناصرتها لرفع الظلم عن شعبك وبلدك.
اليوم في وداعك وأمام ما جرى كان نعشك مبعث رسالة الاعتراف . تعترفين أمام الرسل والملائكة حيث تقيمين . تعترفين بالنهاية بحقد المجرمين القتلة الإرهابيين ، تقدمين الحقيقة ، ولا أحد هناك سيتفاجأ . أولاً أنت صادقة . ثانياً : كل العالم أقرّ بحقيقتك علناً . وقبل ذلك والأهم هم يعرفون أن من قتلك صلب وعذّب السيد المسيح فلا غرابة في استهداف رسله ، رسل الحرية والإيمان والكرامة والعزة والوفاء وأنت اليوم الملكة الرسولة . مباركة جلساتك مع الرسل والملائكة حيث أنت . حيث الصدق والحقيقة هما العنوان . وعلى الأرض اعترف الإرهابيون بحقدهم . اعترضوا النعش الذي أخافهم . اعتدوا عليه . خافوا العلم الذي لف جسدك . والكوفية التي لفت رأسك المبارك . اعتدوا على أهلك وما نجحوا . اعتدوا على زملائك وأبناء شعبك وسقطوا أمامهم . كان نعشك على الأكتاف أقوى وأثبت من جبروتهم وغيّهم . انتهكوا حرمة الكنائس والمستشفى أمام كل العالم وسقطوا . أرعبتهم وحدة فلسطين في يوم تشييعك الحدث الاستثنائي . فتآلفت أصوات أجراس الكنائس المسيحية التي صدحت في آن واحد وللمرة الأولى إكراماً لك مع مآذن المساجد فقال الفلسطينيون لكل العالم : هذه هي فلسطين . هذه هي القدس ، هذه كنائسنا وجوامعنا وخلواتنا تكبّر الشهادة والعطاء والوفاء وترفض الحقد والكراهية والعنصرية وتتمسك بالحق والحرية . إنه مشهد استثنائي وصورة استثنائية أمام العالم كله .
شيرين أسقطت من نعشك إرادة إسرائيل . نعش الإعتراف دفع العالم كله الى إدانة الإقتراف . اقتراف الجريمة البشعة بحقك وحق الحرية وفلسطين . هي حقوق لن تموت . وحده الرئيس الأميركي قال : " لا أعرف تفاصيل ما جرى . لكن لا بدّ من التحقيق " . " وبيته الأبيض " كان قد أعلن أنه أصيب " بصدمة " في مشاهدة ما جرى أثناء تشييعك .أهكذا يعبّر عن الصدمة ؟؟ إنها أميركا يا زميلتنا العزيزة . يا ملكتنا التي لن ننسى صوتها وصورتها . لقد حملت ألمك وجلّلت علمك . ختمت رسالتك وقلت كلمتك وسلمت أمانتك وأتممت شهادتك . مباركة أنت حيث كنت وحيث أنت الآن . ولك منا كل الحب والتقدير . وداعك بداية مرحلة جديدة من الجهاد والكفاح ستكون معمّدة بالاستشهاد والنجاح . لتكون فلسطين حرة .
عن صفحة الوزير غازي العريضي على الفيسبوك