مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
الصيداويون اختاروا سعد والبزري ومسعد بمُواجهة مُرشّحي أحزاب السلطة
لماذا خسر مُرشّحو «الثنائي» و«الوطني الحر».. وحاز «القوّات» مقعدين؟
الصيداويون اختاروا سعد والبزري ومسعد بمُواجهة مُرشّحي أحزاب السلطة ‎الأربعاء 18 05 2022 09:20 هيثم زعيتر
الصيداويون اختاروا سعد والبزري ومسعد بمُواجهة مُرشّحي أحزاب السلطة
النواب الثلاثة الفائزون من لائحة «ننتخب للتغيير» من اليسار: د. أسامة سعد، د. شربل مسعد ود. عبد الرحمن البزري

جنوبيات

سجّلت دائرة الجنوب الأولى، التي تضم (مدينة صيدا وقضاء جزين) مُفاجأة من العيار الثقيل، أقصت نوّاب أحزاب السلطة الثلاثة، الذين كانوا يُمثّلونها في الدورة النيابية السابقة.
وحده أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد بقي من دورة العام 2018، بعدما قرّرت رئيسة «كتلة المُستقبل النيابية» النائب بهية الحريري العزوف عن الترشّح، التزاماً بقرار رئيس «تيار المُستقبل» الرئيس سعد الحريري، تعليق العمل السياسي، وعدم المُشاركة في الانتخابات لا ترشّحاً ولا اقتراعاً.

وقد سُجّل عدد لا بأس به من المُشاركة، بلغ 63366 من أصل 129229 ناخباً، والأوراق البيضاء 623، والأوراق الباطلة 2076، والعدد المعمول عليه مع الأوراق البيضاء 61290 - أي ما نسبته 46.6%، فيما بلغ الحاصل الانتخابي 12258 صوت، ما أدّى إلى فوز 5 مرشّحين من لائحتين، من أصل 29 مُرشّحاً توزّعوا على 7 لوائح.

ناخبو «المُستقبل» أثبتوا الوفاء للنائب الحريري فقاطعوا الانتخابات!

 

لائحة «ننتخب للتغيير»
فقد تمكّنت لائحة «ننتخب للتغيير»، التي شكّلها النائب سعد بالتحالف مع رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري من تأمين 3 حواصل انتخابية، لتحل بالمرتبة الأولى، بعدما جمعت (18783 صوتاً)، ما أهّلها للفوز بـ3 مقاعد، فنال البزري (8526 صوتاً) وسعد (7341 صوتاً) ليفوزا بالمقعدين السنيين في مدينة صيدا والدكتور شربل مسعد نال (984 صوتاً) ففاز عن أحد المقعدين المارونيين في قضاء جزين.
فيما لم يُحالف الحظ الدكتور كميل سرحال، بعدما نال (795 صوتاً)، والعميد المتقاعد جميل داغر (382 صوتاً).
أثبت هذا التحالف نجاحه باستقطاب كثافة ناخبين اقترعوا للخيار، الذي رفعه سعد والبزري بخوض انتخابات تنطلق من قناعات وطنية، وثوابت برفض التحالف مع أي من أحزب السلطة، وهو ما أعطى دفعاً للناخبين بالاقتراع، في إعادة لنجاح تحالفهما في الانتخابات البلدية في العام 2004، فحلَّ البزري الأوّل في مدينة صيدا.
ومساء أمس، تداعى العشرات من شباب ومناصري «التنظيم الناصري» للمشاركة في مسيرة سيّارة احتفالاً بفوز النائب سعد مجدداً بمقعد نيابي في «عاصمة الجنوب»، حيث ضمّت المسيرة المئات من السيّارت، وانطلقت من أمام ساحة مركز معروف سعد الثقافي، لتجوب طرقات المدينة، رافعين أعلام لبنان ورايات «التنظيم الشعبي الناصري».

«القوّات» فازت بمقعدين
استطاع حزب «القوّات اللبنانية» أنْ يحصل على مقعدين في قضاء جزين، لصالح لائحة «وحدتنا في صيدا وجزين»، بعدما جمع (13948 صوتاً)، وفازت الدكتورة غادة أيوب أبو فاضل بالمقعد الكاثوليكي، بعدما نالت (7953 صوتاً) وسعيد الأسمر بأحد المقعدين المارونيين، بعدما نال (1102 صوت)، فيما لم يتمكّن حليفهما في صيدا رئيس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» المُهندس يوسف النقيب من الفوز بمقعد، بعدما نال (4380 صوتاً)، على الرغم من الدعم الذي تلقاه من الرئيس فؤاد السنيورة و«الجماعة الإسلامية».
لكن هذا التحالف منح «القوّات» مقعدين في جزين!
كما أنّ المرشّح عن أحد المقعدين المارونيين في قضاء جزين وسام الطويل نال (108 أصوات)، ولم يُحالفه الحظ.

إخفاق «الاعتدال قوّتنا»
وكانت الصدمة، عدم تمكّن لائحة «الاعتدال قوّتنا»، المدعومة من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري وحركة «أمل» و«حزب الله»، من تأمين الحاصل الانتخابي، حيث جمعت (11719 صوتاً)، فلم ينل النائب إبراهيم عازار إلا (7894 صوتاً)، فأخفق بالفوز بالمقعد الماروني الذي كان يشغله، وكذلك حليفه في صيدا المُهندس نبيل الزعتري، الذي نال (3242 صوتاً)، ويوسف سكاف المُرشّح عن المقعد الكاثوليك، الذي نال (108 أصوات). 
هذا على الرغم من الدعم الكبير الذي تلقته اللائحة، ووصل الأمر بإصدار «حزب الله» فتوى إلى محازبيه، والتشديد على حلفائه ومناصريه بضرورة الاقتراع بـ«الصوت التفضيلي» لصالح عازار في جزين والزعتري في صيدا، فنالا غالبية الأصوات الشيعية المُقترعة، في جبل الريحان التي فاقت الـ6000 صوت من أصل 6800 اقترعوا من بين حوالى 13 ألفاً.

خسارة «الوطني الحر»
ما كنّا قد أشرنا إليه مراراً.. حصل، بخسارة مُدوّية لـ»التيار الوطني الحر»، بعدما لم تتمكّن لائحة «معاً لصيدا وجزين» من تأمين الحاصل الانتخابي، فجمعت (9845 صوتاً)، ما أفقدها مقعدين، كانت تتمثّل بهما بالنائبين زياد أسود والدكتور سليم خوري.
فقد انعكست مواقف أسود ضد حلفاء وخصوم «التيار البرتقالي» على رفض أي من القوى الوازنة في مدينة صيدا التحالف معه، فضلاً عن خلافاته حتى مع أبو زيد، الذي نال أفضلية داخل «التيار» لدعم ترشيحه، فنال أبو زيد (5184 صوتاً) وأسود (3639 صوتاً) وخوري (447 صوتاً).
ولم يتمكّن المُرشّحان في صيدا، رئيس «المُنظّمة اللبنانية للعدالة» الدكتور علي الشيخ عمار إلا من نيل (77 صوتاً) و»البعثي» السابق محمد شاكر القوّاس (165 صوتاً)، ما أفقد اللائحة تأمين أي أصوات تُساهم بجمعها الحاصل، كما حصل في الانتخابات الماضية بتحالفهما مع البزري و«الجماعة الإسلامية» مُمثّلة بمُرشّحها في صيدا الدكتور بسام حمود.

قوّة «نحن التغيير»
أما المُفارقة، فكانت ما جمعته لائحة «نحن التغيير»، التي تمثّل الحراك المدني، وحصلت على (4919 صوتاً) نالت منها المُهندسة هانية الزعتري في صيدا (3028 صوتاً)، وهو ما يُعتبر رقماً هامّاً قياساً إلى المُشاركة الأولى، التي تفوّقت فيها على مُرشّحين تلقّوا دعماً من أحزاب وقوى لها تأثيرها الوازن.
فيما نال مرشّح اللائحة في جزين العميد المُتقاعد جوزاف الأسمر (570 صوتاً) والمُحامي سليمان مالك نال (424 صوتاً) عن المقعدين المارونيين، والدكتور روبير خوري نال (309 أصوات) عن المقعد الكاثوليكي.
واعتُبِرَ من باب تسجيل المواقف، مُشاركة:
- لائحة «قادرين»، التي حصلت على (1128 صوتاً)، وتضم 4 مُرشّحين: اسماعيل حفوضة ونال (40 صوتاً) وأحمد العاصي ونال (338 صوتاً) عن المقعدين السنيين، إيلي يوسف أبو طاس ونال (442 صوتاً) وإميليو طوني مطر ونال (210 أصواتً) عن المقعدين المارونيين، وهي مدعومة من أمين عام «حركة مُواطنون ومُواطنات في دولة» الوزير السابق شربل نحاس.
- لائحة «صوت التغيير»، وجمعت (324 صوتاً)، وتضم 3 مُرشّحين: رنا الطويل ونالت (79 صوتاً) ومحمد الطاهرة ونال (136 صوتاً) عن المقعدين السنيين، وجوزيف متري ونال (82 صوتاً) عن المقعد الكاثوليكي.

النائب الحريري «صوت تفضيلي»
هذا، وأثبتت النائب الحريري، أنّه على الرغم من عزوفها عن الترشّح إلا أنّها «صوت تفضيلي» وازن في صيدا، والتزم بتوجيهاتها ليس فقط حزبيون بالامتناع عن المُشاركة، بل أيضاً مُناصرون، وفاءً لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومُتابعةً للمسيرة مع نجله الرئيس سعد الحريري.
وكانت النائب الحريري الوحيدة في الدائرة التي أمّنت الحاصل في الانتخابات السابقة، فنالت (13739 صوتاً) وجمع «المُستقبل» (14765 صوتاً)، بينها (1026 صوتاً) منحاها لمرشّحه المُحامي حسن شمس الدين.
وأثبتت صيدا أنّها الميزان الترجيحي لأيٍّ من اللوائح، ومن دون التحالف مع قوى وازنة فيها لا يُمكن بلوغ الحاصل الانتخابي!

 

 

لماذا خسر مُرشّحو «الثنائي» و«الوطني الحر».. وحاز «القوّات» مقعدين؟
https://aliwaa.com.lb/%D8%AE%D8%A7%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AE%D8%B3%D8%B1-%D9%85-%D8%B1%D8%B4-%D8%AD%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1-%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88-%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%86/

الصيداويون اختاروا سعد والبزري ومسعد بمُواجهة مُرشّحي السلطة
http://saidacity.net/news/206933

المصدر : اللواء