كتب رئيس هيئة تنمية العلاقات الإقتصادية اللبنانية الخليجية ايلي رزق:

الى الدكتور سمير جعجع والوزير جبران باسيل بكل محبة، واحترام، وتقدير.

أمّا وقد انتهت مرحلة الإنتخابات النيابية وأنتجت ما أنتجته من نتائج، لا يسعنا إلا أن نبارك لكم بالمقاعد التي فزتم بها بناء على العهود والوعود التي أطلقتوها خلال حملاتكم الانتخابية.

وهنا نود أن نلفت إنتباهكم إلى انه رغم مشاركتكم بكل المجالس النيابية والحكومات التي تشكلت منذ ٢٠٠٥ حتى اليوم فلقد بلغ الفساد حده الأقصى مما أدى الى إنهيار كامل اجهزة الدولة ومؤسساتها، ناهيك عن إنهيار القطاع المصرفي، والقطاع الإستشفائي، والتعليمي، وانهيار العملة الوطنية وانعدام القدرة الشرائية للمواطنين، والإنتهاكات المتكررة لسيادة الدولة على أراضيها، وتنامي قوة الدويلة على الدولة.

اذا وكما ترون فأنتم مقبلون على اإستحقاقات مصيرية كما تقولون وأوضاع معيشية صعبة، أفلا ترون إنه لم يعد هناك من مجال للمناكفات وللإتهامات المتبادلة وللنكد السياسي الذي دأبتم عليه منذ وصولكم الى السلطة وحتى يومنا هذا. الم تلاحظوا أن هذه الخلافات لم تؤدي الا الى المزيد من الانقسامات والتشرذم بوقت نحن بأمس الحاجة الى التلاقي وإلى المزيد من التواصل والتوحد حول مشروع انقاذ لبنان من محنه، واعادة الهيبة والثقة بالدولة، واعادة لبنان الى حضنه العربي واستعادة ثقة المجتمع الدولي به، لجذب الاستثمارات التي تحتاجها البلاد من اجل اعادة الحياة الى العجلة الإقتصادية .

أولم تلاحظوا إنه رغم خلافاتكم واتهاماتكم لبعضكم البعض لم يتمكن احد منكم من الغاء الاخر، ولكنكم ويا للأسف بخلافاتكم هذه تمكنتم من المساهمة في ايصال الأمور الى ما هي عليه الآن. على أمل ان تتعظوا من أخطاء الماضي، وأن تنصرفوا الى العمل على ما هو مفيد لكم، ولجماهيركم التي جددت لكم الثقة، وللبنان الذي تدعون حرصكم عليه وعلى وحدته وعلى سلامة اراضيه.

فلنتنافس على الأفكار، ولنتوحد حول رؤية مشتركة، وخارطة طريق لإنقاذ لبنان من الأزمات المعيشية التي يتخبط بها. وبوحدتكم يتحقق التكامل وليس التنافس على عدد الأصوات والمقاعد.
فالازمة اليوم، هي أزمة خبز، وبنزين، ومازوت. وليست أزمة عدد مقاعد وأصوات.
فالمواطن اللبناني سئم سماع الإتهامات، وهو تواق للإستماع وتلمس الإنجازات، والخلاص من أزماته. فعلّكم تقرأون، وعلّكم تسمعون، وعلّكم تتعظون.

ولكم مني كل الإحترام والتقدير

إيلي رزق