بأقلامهم >بأقلامهم
معادلة الردع: شعب أعزل.. ظهيره مقاومة
جنوبيات
شكّلت الأحداث الفلسطينية الأخيرة بانوراما واسعة تزاحمت فيها القضايا حدّ الانصهار، وارتبطت وجدانيا بقضية المقاومة والهوية الوطنية والعربية القومية على حد سواء. وتزامن تناميها عفوا في النفوس بتنامي نذالة المطبعين وإعلان تخليهم صراحة عن القضية الجوهرية.
ومما لا شك فيه أن المعادلات الإقليمية البراقة أرست محورا مقاوما جعل من القدس جوهر استمراريته ربطا بالمستجدات الداخلية والإقليمية وبوادر تغيّر أقطاب النظام العالمي مستندا على مظلومية الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن أرضه تماما كما فعلت المقاومة في المنطقة، لا سيما المقاومة اللبنانية التي لا تزال ترسم معادلة تلو الأخرى بقوة السلاح.
هذا السلاح الذي وصلت مفاعيله إلى أصقاع الكرة الأرضية وجعل من هذا البلد الصغير حيثية في عالم تعصف به التجاذبات السياسية، بعدما أضحت مقاومته بقيادته الحكيمة قدوة الأحرار، رغم نكران خصوم الداخل أهميته علنا و"حرتقتهم" عليه سرًّا بداية وعلنًا مؤخرا انصياعا لسيّد المال والإرهاب.
إذًا بقوة السلاح تصاغ المعادلات وبقوته أيضا تصان الحدود، ولكن كيف تجلت واقعيا في مشهدية الأمس؟
لا ضرورة لذكر المعادلات التي كرست لحماية الاقصى والقدس، فالذاكرة ملأى بها تماما كملئها بمشاهد الاعتداءات التي لم توفر حجرا ولا بشرا والانتهاكات المتكررة وحملات التدنيس الممنهجة والمرتبطة حتما بالاستيلاء على مدينة القدس المحتلة تماما وتهويدها قانونا باطلا.
وأثناء ترقب الأحداث لحظة بلحظة، وفي ظل ذهولنا من فظاعة المشاهد المتنقلة من حي إلى آخر، تهشمت داخلنا هيبة بعض المعادلات المقرونة بالبازار السياسي "الكامش" على قرار المقاومة المسلحة. وتبادرت إلى أذهاننا تسويات قد حصلت وأخرى ربما ستحصل. وتساءلنا شرعا عن ضرورة رفع سقف التهديدات عاليا لا سيما من الداخل.
بالمحصلة المسيرة الاستفزازية حصلت وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بلغت ذروتها. ونتج عن العراك السياسي داخل أروقة العدو الصهيوني السياسية انتصار حزب على آخر من جهة.
أما الإنتصار الأعمق فكان للفلسطينيين الأحرار الذين دافعوا عن أرضهم وقدسهم وأقصاهم وأعراضهم بشيبهم وشبابهم.
النصر الاكبر لشعب أوقعه الصهيوني أرضا وعاد واقفا باسلا بعدما غرف من أرضه حفنة تراب أنعشته.
بعيدا عن كليشيهات السياسة وزخرفات الشعارات وأحجية المعادلات، الشعب الفلسطيني الأعزل هو وحده من انتصر في معركة الأمس بجسده وصوته وتكبيراته وبجرعة أمل من قوة مسلحة وليس بسلاح قابض على الزناد ينتظر إشارة المحور.
وبالتالي أثبت هذا الشعب الأبي أن صاحب الأرض وصاحب الحق هو الأقوى والأبسل، وهذه المقاومة السلمية حتما هي من ضمن مخططات المحور والوقت كفيل بإظهار ذلك.