بأقلامهم >بأقلامهم
رشيد "الكرامة" في الذكرى ٣٥ لاستشهاده...
جنوبيات
لم يحمل الرئيس الشهيد رشيد كرامي السلاح يوماً في حروب وفتن أهلية.. ولم تخرج منه كلمة تحرّض لبنانيا على لبناني..ولم تسجّل عليه عملية فساد أو تلاعب بالمال العام..ولم يساوم يوماً على عروبته ومبادئه وحق أمته في كل شبر من الارض العربية...
ومع ذلك..بل بسبب ذلك، استهدفه الأشرار وهو ينتقل جوا بين طرابلس المدينة التي تفانى في حبها، وبيروت التي كان أحد حصونها المنيعة في وجه من اراد الإساءة إليها وإلى اهلها الكرام.
في آخر لقاء جمعنا به ،الاخ الأستاذ بشارة مرهج وانا. في منزل مؤقت يملكه الوزير السابق مصطفى درنيقة في محلة فردان، وكان الرشيد يقيم فيه في بيروت بعد أن ترك بيته في زقاق البلاط بسبب الحرب، وفي ذلك اللقاء قبيل استشهاده بأيام ،لم نخف قلقنا عليه لأنه كان يشكّل عقبة في وجه من يريد تقسيم لبنان وضرب هويته العربية.
أجاب الرشيد بابتسامته المحببة، انا مؤمن و"قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا." صدق الله العظيم
لم نكن نعتقد أن القتلة سيختطفونه منّا بهذه السرعة، وشعرنا كم هي كبيرة هذه المؤامرة التي تستهدف بلدنا الصغير وتستهدف أهله ورموزه ومرجعياته.
وأدركت أن الهدف ايضا من اغتيال الرشيد هو استهداف بيت عريق حمل أركانه لواء الاستقلال والوحدة الوطنية والعروبة أباً عن جد.
ولكن نقول لهؤلاء...لن تنجح خططكم في إغلاق بيت الكرامة والوطنية، فطرابلس مدينة الوفاء وقلعة الاولياء والشهداء، والشمال أرض الشهامة والعطاء، ولبنان وطن الإباء والكرامة....ورشيد "الكرامة" باقٍ في ضمائرنا ووجداننا ما دمنا احياء.