بأقلامهم >بأقلامهم
"الدنيا.. وقطرة العسل"
"الدنيا.. وقطرة العسل" ‎السبت 4 06 2022 09:20 القاضي م جمال الحلو
"الدنيا.. وقطرة العسل"

جنوبيات

يُروى في خوابي الحكايا ومخزون الخفايا، وأثناء نقل العسل من القفير إلى السوق، أنّ نقطةَ عسلٍ قد سقطت على الأرض، فجاءت نملة صغيرة وتذوّقتها، ثمّ حاولت الذهاب، لكنّ مذاق العسل راق لها، فعادت وأخذت رشفة أخرى. 

ثمّ أرادت الذهاب مجدّدًا، لكنّها شعرت بأنّها لم تكتفِ بما ارتشفته من العسل على حافة القطرة. فقرّرت أن تدخل في قطرة العسل لتستمتع به أكثر فأكثر. 

دخلت النملة في العسل وأخذت تتلذّذ به. لكنّها لم تستطع الخروج منه، فلقد كُبّلت قوائمها والتصقت بالأرض، ولم تعد تستطيع القيام بأي حركة! وظلّت على هذه الحال حتّى ماتت. 

يقول أحد الحكماء: "ما الدنيا إلّا قطرة عسل كبيرة. ومن اكتفى بارتشاف القليل من عسلها فقد نجا. أمّا من غرق في بحر عسلها فقد هلك".
وعليه، ومن منطلق القناعة والرضى، تكفينا من الحياةِ لحظة حبٍّ أحسسناها بصدقٍ مرّةً واحدةً، ولو ذهبت غير آتية.
وتكفينا من العمر فرحة قلبٍ عشناها وإن كانت نادرة وعزيزة.

ويكفينا في الرحلة صديق وجدنا الراحة والأمان في قربه ولو في بعد المسافات تعذّر لقيانا. 
ويكفينا من وجودنا أنّ اللهَ ربُّنا وحسبُنا وكفى به من الكلّ.

اللهمَّ اجعل الكتاب العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولذنوبنا مُمَحِّصًا، ولأسقامنا دواءً، وعن النار مُخَلِّصًا. 
اللهمَّ انقلنا بكتابك الكريم من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهداية، ومن الفقر إلى الغنى، يا ذا الجلال والإكرام، ويا ذا الطول والإنعام.
آمين يا ربّ العالمين. 

المصدر : جنوبيات