بأقلامهم >بأقلامهم
كما رحل الآخرون سترحل المستعمرة
جنوبيات
يتباهى المستوطن الأجنبي الأميركي الأصل رئيس حكومة المستعمرة نفتالي بينيت أنه أنجز خلال عامه الأول من إدارة حكومته الخطوات التالية:
- منعنا إنشاء قنصلية أميركية للفلسطينيين في القدس.
- غيرنا سياستنا مع حماس 180 درجة.
-أعدنا الهدوء لسكان غلاف قطاع غزة في سديروت وعسقلان.
- أصدرنا قراراً بإنشاء 14 مستوطنة جديدة بالنقب.
- أعدنا مسيرة الأعلام إلى مسارها الطبيعي وشارك بها 70 ألف مستوطن، لوحوا بالأعلام الإسرائيلية، هذا العام.
- لم نتنازل عن شبر واحد من أرضنا، ولا نناقش إقامة دولة فلسطينية.
يستطيع بينيت أن يتباهى بما فعل، كما سبق وفعل غيره، من قادة المستعمرة ومستوطنيها، فالصراع سجال بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لم يتوقف، لن ينتهي إلا بهزيمة أحدهما لحساب الآخر.
الوقائع والأحداث تُشير اليوم على الأغلب أنها تسير لمصلحة التفوق الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه وكرامته، ولكن هذا السجال مستمر لسببين جوهريين:
أولهما سياسات المستعمرة التوسعية الاحتلالية وسلوكها الشائن الجرائمي المعادي لحقوق الإنسان، فالاحتلال لم يتوقف، لم يكتف بما حقق بل مستغلاً معطيات الانقسام الفلسطيني في منطقة 48 بين القائمة البرلمانية العربية الموحدة بقيادة منصور عباس وخياراتها، والقائمة البرلمانية المشتركة المكونة من التحالف الثلاثي برئاسة أيمن عودة وسامي أبو شحادة وأحمد الطيبي، وأولوياتها، وفي منطقة 67 بين فتح وحماس، بين الضفة والقطاع، والكل أسير خيارات المستعمرة، يلعب في ملعبها، والحكم الفيصل بينهم في منطقتي الاحتلال هو: أجندة المستعمرة وأدواتها، بغباء سياسي يفتقد للوعي والمصلحة وتتوه لديهم الأولويات.
ثانيهما معاناة الشعب الفلسطيني و إيمانه بعدالة قضيته واستعداده العالي للتضحية ومواصلة النضال حتى ينتزع حقه في العودة والحرية والاستقلال.
بينيت يتباهى بما حقق، يرد عليه ختيار فلسطيني مُسن، خَبرَ التاريخ ومعطياته وقرأ تداعياته فيقول: كان يحكمنا العثمانيون ورحلوا، وأتى البريطانيون ورحلوا، وتحكمنا الصهيونية إلى حين وسترحل، لن يبقى في الأرض وعليها سوى أهلها وأصحابها، مهما تلونت وجوه ومعطيات وأدوات الغزاة.
في 10 أيار الرمضاني عام 2021 أحبط الفلسطينيون احتفالات الإسرائيليين بمناسبة احتلال القدس، حسب التوقيت العبري، ومسيرة راياتهم، وتسلح الإسرائيليون بقدرات بشرية عسكرية وأمنية وتسليحية ليحتفلوا هذا العام بمناسبة احتلالهم للقدس يوم 29 أيار 2022، حسب تبدل التوقيت العبري، ولم يسعفهم التفوق، فواجهوا بسالة شباب فلسطين وصباياها الذين رفعوا العلم الفلسطيني في كل مكان رداً على مسيرة الرايات الإسرائيلية، تأكيداً على سخونة المواجهة وحدة الاشتباكات بين المدنيين الفلسطينيين الذين لا يملكوا سوى الإصرار على البقاء والصمود من جهة، في مواجهة سياسات المستعمرة وإجراءاتها من جهة أخرى.
يستطيع نفتالي بينيت المباهاة، كما سبق وفعلها كل المستعمرين الأجانب الذين احتلوا بلاد الشعوب الفقيرة، ولكنهم رحلوا مهزومين أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والاستقلال والكرامة، بعد أن دفعوا الثمن.
شعب فلسطين، أمام الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية يدفع الثمن يومياً من خيرة شبابه وصباياه، ولهذا سينتصر ويندحر المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي مهما تباهى بينيت ومن قبله نتنياهو، وتبجحوا.