بأقلامهم >بأقلامهم
في يوم المفقود العربي
في يوم المفقود العربي ‎الاثنين 6 06 2022 15:39 معن بشور
في يوم المفقود العربي

جنوبيات

سألت الأسير المحرر السيد هاشم إبراهيم احد رفاقنا الاسرى الثمانية الذين وقعوا في كمين صهيوني في مثل هذا اليوم عام 1982، وقد تم اسره مع  حمزة يزبك واختطاف ستة رفاق أخرين هم الجريح محمد المعلم الذي جرح برصاص قوات الاحتلال وأخوانه إبراهيم نور الدين، بلال الصمدي، حيدر زغيب، فواز الشاهر ومحمد شهاب.

سألت هاشم هل تعيد الكرّة اليوم بعد أربعين عاماً على تلك الوقفة الشجاعة التي وقفتها مع رفاقك حين أصريتم على التوجه الى الجنوب بمواجهة  الغزو الإسرائيلي المتوجه الى بيروت؟ قال عاشه  بكل بساطة :" من حيث الاستعداد والحماسة انا أكثر استعدادا من الماضي، ولكن  المهم ان تساعدنا الهمة وقد بلغنا  من العمر عتيا".

هذه هي روح المقاومين الحقيقيين الذين كانوا أول من لبى نداء المقاومة لمواجهة المحتل عام 1982، وكانوا اول الاسرى والمفقودين على يد قوات الاحتلال جنباً الى جنب مع الالاف من المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والعرب ، ولذلك اخترنا يوم فقدناهم على يد المحتل  ليكون يوم "للمفقود العربي" تضامنا مع المفقودين  الذين تمتلئ بهم  سجون  العدو السريةومقابر الجثامين. 


هؤلاء الابطال الثمانية من اخوتنا في تجمع اللجان والروابط الشعببة الذين  قادهم يومها الملازم أول  شوكت سليم واسمه الحقيقي اليوم الدكتور شوكت اشتي كانوا من بين عشرات  المتطوعين الذين أمتلأ بهم مقر تجمع اللجان والروابط الشعبية في محلة  المصيطبة طالبين الذهاب الى الجنوب لمواجهة الاحتلال ولمنع وصوله إلى بيروت..وكان الاشتباك العنيف في منطقة جسر الاولي حيث كان إنزال اسرائيلي....في إطار غزو  لبنان 1982.


كان هؤلاء سباقين في ادراك مخططات العدو من هذا الغزو  الذين كان في الظاهر يستهدف اخراج قوات الثورة الفلسطينية والجيش العربي السوري من لبنان ولكنه في الحقيقة كان يستهدف لبنان كله ، يستهدف  تقسيمه ،وتأجيج الفتن فيه، ويستهدف موارده المائية والنفطية والغازية كما نرى اليوم في العدوان الجديد الذي تمثله السفينة النفطية "انرجيان" التي جاءت  الى حقل "كاريش" لتضع  لبنان امام  خيارين أما الحرب واما الاستسلام، وليس من طبع اللبنانيين ان يستسلموا، لذلك حين نتذكر كل مفقود وكل اسير وكل شهيد وكل مقاوم في هذا اليوم الذي بدأ فيه العدو حربا على لبنان  لم تتوقف حتى الساعة نتذكر صمود العرب، لبنانيين وفلسطينيين وسوريين ويمنيين  وعراقيين ومصريين واحرار من كل اقطار الأمة بل من كل انحاء العالم، لنحييهم ونقول لهم انتم موجودون بيننا ، انتم احرار بيننا، انتم أحياء بيننا، ما دامت لدينا مقاومة تقاوم وجيش يدافع  ، وشعب لن يرضخ لكل محاولات التجويع والتركيع والاذلال...

المصدر : جنوبيات