عام >عام
هل قررت «النصرة» تصفية «داعش» في عرسال وجرودها؟
الاثنين 10 10 2016 10:38
«لا يمكن فصل التطورات الميدانية السورية، لا سيما ما تشهده مدينة حلب عن سياق بعض التطورات الميدانية على جبهة جرود عرسال، حيث تعمد المجموعات الإرهابية الى تصفيات وإعدامات متبادلة والسعي لجعل مناطق نفوذ «صافية»، تمهيدا لفرض واقع ميداني يجعلها الجهة الوحيدة المؤهلة للمقايضة مستقبلا»، على حد تعبير مرجع لبناني معني.
يلخص المرجع المعلومات المتوافرة ميدانيا بالقول إن «القوى الخارجية الممسكة بقرار المجموعات الإرهابية، انتقلت الى خطة موازية تقوم على تقسيم مناطق النفوذ على هذه المجموعات من دون اي شراكة في القرار او السيطرة، وحيث يصعب تحقيق ذلك، تبادر الى تحريض هذه المجموعات على فرض الأمر الواقع بالقوة، لكي يتمكن من السيطرة بلا منازع من يملك القدرة على تطويع الخصم بالترغيب أو الترهيب».
هذا المشهد ينطبق على ما يجري في جرود عرسال وصولا الى جرد القلمون، ويؤكد المرجع أنه منذ أسابيع «نشهد عملية كرّ وفرّ بين تنظيمي «النصرة» و «داعش»، اضافة الى تصفيات متبادلة غالبا ما يدفع ثمنها أبناء بلدة عرسال التي أثبتت ولاءها للدولة، برغم التقصير الرسمي الخدماتي والإنمائي».
يكشف المرجع نفسه أن «جبهة النصرة» في منطقة عرسال اتخذت قرارا بالإطباق على كامل المنطقة التي تتقاسم السيطرة عليها مع تنظيم «داعش»، ولذلك، بدأت بمهاجمة مواقع «داعش» ومراكزه لإنهاء تواجده بالكامل في المنطقة، بعدما قام المدعو الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ «ابو طاقية» بجمع اركان «النصرة» في المنطقة وطلب اليهم المسارعة في تنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على جميع مراكز «داعش» ومواقعه.
تضيف المعلومات أنه في هذا الاجتماع «اتخذ القرار بأن يكون الممر الاجباري لنجاح هذه العملية هو تصفية «سفاح داعش» في المنطقة ابو بكر الرقاوي الذي قام شخصيا بقيادة مجموعات ارهابية روّعت اهالي عرسال وقتلت عددا من شباب البلدة، ابرزهم قتيبة الحجيري والمؤهل في قوى الامن الداخلي زاهر زين الدين، كما كانت له اليد الطولى في خطف العسكريين وتصفية كوادر تنتمي الى «جبهة النصرة» (تفجير إجتماع كوادرها قرب مدينة الملاهي)، ناهيك عن أعمال السلب والنهب وفرض الخوات ومصادرة محاصيل أبناء عرسال.
ويكشف المرجع ان المدعو «ابو طاقية» حدد في الاجتماع مع مجموعات «النصرة» الإرهابية ثلاثة اهداف رئيسية وهي:
اولا: سيطرة «النصرة» على كامل منطقة نفوذ «داعش» وإنهاء تواجدها بالكامل.
ثانيا: تحويل «جبهة النصرة» الى جهة وحيدة متحكمة بالميدان في المنطقة، اي توحيد «الجبهة» في مواجهة الشرعية اللبنانية.. ومجموعات «حزب الله».
ثالثا: تكريس «ابو طاقية» جهة التفاوض الرئيسية مع الدولة اللبنانية.
يلفت المرجع الانتباه الى ان بلدة عرسال تنفست الصعداء مع تخلصها من «سفاح داعش» أبو بكر الرقاوي، وسبقت تطورات الساعات الأخيرة، رسائل عرسالية الى قيادات عسكرية وأمنية لبنانية مفادها ان الأهالي «يرفضون ان يكونوا تحت رحمة اي تنظيم ارهابي ايا كانت تسميته، وهم لا يقبلون بديلا عن الدولة اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، وأنهم لا يركنون الا لخيار الدولة ويرفضون وصاية كل من تآمر على ابناء وطنهم وتلطخت يداه بدماء العسكريين والشركاء في الوطن من ابناء البلدات والقرى المحيطة».
ويؤكد المرجع ان قرار حماية عرسال وأبنائها من إجرام الإرهابيين قائم وأن الجيش اللبناني «ماض في عملية مطاردة الارهابيين واستهدافهم بكل الوسائل القتالية المتاحة حتى انهاء تواجدهم في عرسال وجرودها، وأن لا تهاون في هذا الأمر على الاطلاق، ولا تسويات او مقايضات على دماء الشهداء وسيادة الدولة».
مَنْ هو «سفاح داعش»؟
] اسمه الحقيقي حسين محمود علي (28 سنة)، عُرِف بـ «أبو بكر الرقاوي» نسبه لبلدة الرقة السورية مسقط رأسه، كما عرف أيضاً بـ «أبو هاجر» و «ابو عائشة».
] انضمّ إلى «الجيش السوريّ» ثمّ إلى «جبهة النصرة» فإلى «داعش» بعد دخوله إلى الرقّة، حيث انتقل بعدها إلى جرود القلمون الغربية. حينها، كان ناشطاً في المجال الإعلاميّ، وكان مواظباً على المداخلات الهاتفيّة عبر «قناة الجزيرة»، قبل أن ينضمّ إلى العمل الأمني والعسكريّ مع وصول القيادي في التنظيم «ابو الوليد المقدسي» إلى المنطقة.
] متأهل من سناء الراسب وبشرى عرفات، وهو المسؤول الأمني لتنظيم «داعش» في عرسال وصلة الوصل مع قيادة «داعش» في وادي ميرا في القلمون.
] أصدر حكم الإعدام بحق المؤهل الاول في قوى الأمن الداخلي الشهيد زاهر عز الدين، بموجب فتوى شرعية، ثم قتله بتاريخ 9 كانون الثاني 2016 في ساحة الجمارك في عرسال أمام أولاده وعائلته.
] مسؤول عن مقتل قتيبة الحجيري.
] مسؤول عن مقتل مخيبر محمد عز الدين.
] التخطيط لاغتيال «أبو طاقية».
] مسؤول عن تفجير مقر اجتماع «هيئة العلماء المسلمين» في عرسال ومقتل 6 وجرح 10 بتاريخ 6 تشرين الثاني 2015.
] تسلم العسكريين اللبنانيين من الخاطفين وسلمهم لتنظيم «داعش» في آب 2014، وكان أحد قادة المعارك التي خاضها إرهابيو «داعش» ضد الجيش اللبناني. وشكّل في البدايات صلة الوصل بين التنظيم وأهالي العسكريين والاتصال بهم بغية ابتزازهم، وبنقل طلبات وتهديدات «داعش» خصوصاً بعد توقيف زوجته في أحد المخيّمات في عرسال. كما ظهر في إحدى الصّور يضع سكيناً على رقبة أحد العسكريين المخطوفين.
] متورط بأعمال أمنية وعسكرية عدة ضد الجيش بينها تفجير آلية عسكرية لبنانية في وادي عطا. المشاركة في عمليات تفجير ارهابية في الضاحية الجنوبية وإطلاق صواريخ على قرى الهرمل والبقاع الشمالي.
] كاد الجيش اللبنانيّ أن يلقي القبض عليه أثناء عملية دهم استباقية لأحد مخيمات اللاجئين السوريين في محلة وادي الأرانب بتاريخ 3 شباط 2016، لكنّه تمكّن من الاختباء ثمّ الفرار بعد إصابته في قدمه.
وكان على «لائحة المطلوب التخلّص منهم» لدى «النصرة» منذ فترة طويلة، وحتّى أنّه تردّد سابقاً أنّها قامت بقتله أثناء معارك مع «داعش» في جرود فليطا بتاريخ 13 حزيران 2015.