في زمن يتجه فيه الجميع لبناء وتشييد المباني الحديثة،واساليب العيش الغربية والأوروبية وسواها ،ثمة من لا زال ممسكا بالماضي العريق ويحاول أن يحافظ على هذا الماضي ،ليغدو واقعا ومستقبلا ونمط حياة ، وبكيفا القرية الرابضة على سفوح حرمون،شهدت هذه العودة مع السيد درغام درغام ابن هذه القرية الذي اصر على إطلاق مشروع ذاتي وعام بعنوان"تراث جدودنا" لتشييد المنازل واثاثها على اساس التراث العريق والبهي. 

يؤكد درغام في حديث خاص ب"جنوبيات " أن الفكرة أصلا اتت من الحنين الدائم للماضي ،حيث المباني والأثاث القديم ،بحيث تشدك القطع القديمة والتراثية التي تجسد أصالة ذاك الزمن الغابر،ويرى درغام أن المشروع ليس فقط مشروعا شخصيا بل المراد منه أن يغدو مشروعا ثقافيا يدفع بالناس للعودة للحضارة الحقيقة التي عاش عليها الآباء والاجداد،والتي من الواجب الفكري والثقافي أن نحافظ عليها،ويؤكد أن العلاقة بين الإنسان وتلك القطع والحجر القديم يغدو امرا ابعد من علاقة صاحب منزل بتراث حجري،بل ثمة علاقة روحية لا توصف بكلمات مجردة .

تخرج من منزل ابو ساري  وثمة بصيص نور يتسلل اليك وسط المشهد المظلم برمته،حيث أن ضبابية هذه الأيام التي نعيش قد تنساها بمجرد التحديق بكل قطعة من قطع ذاك الزمن الاصيل.