كان لافتاً هذا العام حماسة أعضاء المؤتمر القومي العربي ،القدامى والجدد، لحضور الدورة الحادية والثلاتين للمؤتمر في بيروت ،والتي ستنعقد ،باذن الله، يومي 23و24 حزيران/ يونيو، بعد عامين من تعذّر انعقاد المؤتمر لأسباب متعلقة بجائحة كورونا.

 بالتأكيد ان حماسة المشاركة تعود إلى إدراك أعضاء المؤتمر  لخطورة المرحلة التي تعيشها الأمة لاسيّما فى ظل تصاعد المواجهات البطولية بين الشعب الفلسطيني والمحتل الغاصب ، واشتداد الهجمة التطبيعية لدى بعض الحكومات المترافقة مع حروب وحصارات ومشاريع تقسيم تشهدها بعض دول المنطقة، بالإضافة إلى ما يعانيه المواطن العربي من فقر وجوع وظلم وفساد واستبداد.

 كما أن حماسة هذا الكمّ من القادة والوجوه الوطنية والحزبية والنقابية والثقافية والإعلامية للمشاركة نابعة أيضا من تنامي الوعي في الأمة لضرورة إيجاد أطر قومية جامعة تعيد لمّ شمل النهضويين في الأمة حول مشروع حضاري نهضوي مقاوم يسعى لوحدة الأمة واستقلالها، وديمقراطية انظمتها ،وتنمية اقتصادها، ونشر العدالة بين ابنائها وتجددّها  الحضاري.  

لكن اللافت أيضا أن العديد من المشاركين المتحملين لنفقات سفرهم واقامتهم والقادمين من مغرب الوطن الكبير إلى مشرقه،   ومن المحيط الى الخليج، قد أوضحوا للمشرفين على تنظيم المؤتمر أن من أهم أسباب حضورهم هو رغبتهم في التضامن  مع لبنان الذي يواجه مع سورية وفلسطين ظروفاً صعبة ليس أقلها الحصار الاقتصادي القاسي وليوصلوا رسالة إلى شعب لبنان الأبيـ انه اذا تخلى بعض الحكام العرب عن لبنان وانخرطوا في لعنة الحصار عليه فإن للشعوب ونخبها الحرّة رأي آخر. إذ سيبقى لبنان في نظرهم منارة في أمته ومنبراً لنهضوييها، وخندقاً امامياً للدفاع عن مصالح أشقائه وكرامتهم وعزتهم.