ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
"وقليل من عبادي الشكور"
يُروى في زمن الخلافة الراشديّة أنّ الخليفة عمر بن الخطّاب مرّ ذات يوم في السوق فسمع أحدهم يدعو بأعلى صوته ويقول:
اللهمّ اجعلني من عبادك القليل...
اللهمّ اجعلني من عبادك القليل...
فسأله الخليفة عمر قائلًا: من أين أتيت بهذا الدعاء يا أخا العرب؟
فأجاب الرجل: إنّ الله يقول في كتابه العزيز :(وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
فبكى عمر الفاروق وقال: كلّ الناس أفقه منك يا عمر. ونادى بصوته الشجيّ: "اللهمّ اجعلنا من عبادك القليل".
أمّا اليوم فإنّك إذا نصحت أحدًا بترك معصية أو عدم اقتراف فعل فاحش أو التفوّه بقول ذميم، فإنّه يجيبك: "أكثر الناس تفعل هذا، لست وحدي".
وإذا ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ "ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ" ﻓﻲ كتاب الله ﻮﺟﺪﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ: (ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ - ﻻ ﻳﺸﻜﺮﻭﻥ - ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ).
ﻭإذا ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ "ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ" ﻮﺟﺪﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ: (ﻓﺎﺳﻘﻮﻥ - ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ - ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ - ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ - ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ).
ﻓﻜﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﻢ:
{ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ}
{ﻭﻣﺎ ﺁﻣﻦ ﻣﻌﻪ إلّا ﻗﻠﻴﻞ}
{ﺛﻠّﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭّﻟﻴﻦ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻵخرين}.
لا إله إلّا أنت ربّي سبحانك إنّي كنت من الظالمين، وأنت أرحم الراحمين.