بأقلامهم >بأقلامهم
تنافس انتخابات "المقاصد" - صيدا يفتح شهية استحقاقات مُقبلة.. فايز البزري أوّل رئيس من خارج "المُستقبل" مُنذ 29 عاماً
جنوبيات
شهدت انتخابات رئيس و8 أعضاء للمجلس الإداري لجمعية "المقاصد الخيرية الإسلامية" في صيدا، مُنافسة حامية، لم تعش مثيلاً لها مُنذ سنوات عدّة، كانت خلالها تتم بما يشبه التزكية.
أعاد المشهد صورة ما كان يُرافق انتخابات أعرق الجمعيات الصيداوية - التي تحتفل بالعيد الـ143 لتأسيسها - خلال تسعينيات القرن الماضي، من تنافس "حامي الوطيس".
فقد جرت الانتخابات أمس (الأحد) في "ثانوية حسام الدين الحريري" - شرحبيل - صيدا، بمُشاركة 551 مُقترعاً من أصل 667 مُسدّداً لاشتراكاته، من بين 925 عضواً في الهيئة العامة.
فاز برئاسة الجمعية، لولاية مُدتها 4 سنوات، رئيس لائحة "شعلة المقاصد" محمد فايز البزري، الذي نال 273 صوتاً، مُتقدّماً بفارق 13 صوتاً على رئيسة لائحة "لأجل المقاصد" لارا الجبيلي حمود التي نالت 260 صوتاً.
وفاز بعضوية المجلس الإداري 8 أعضاء، مُناصفة بين اللائحتين (4 من كل لائحة).
خاض فايز البزري الانتخابات، مدعوماً من النائب الدكتور عبد الرحمن البزري و"الجماعة الإسلامية" وعدد من المُستقلين.
ولارا الجبيلي (زوجة عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" الدكتور ناصر حمود) مدعومة من رئيسة "مُؤسّسة الحريري للتنمية المُستدامة" بهية الحريري وعدد من المُستقلين، وبينهم من له تأثيره الوازن!
هي المرّة الأولى التي يفوز فيها برئاسة "جمعية المقاصد" في صيدا، رئيسٌ غير موالٍ لـ"تيار المُستقبل"، مُنذ العام 1993، ومعه نصف أعضاء المجلس الإداري، ما يُعطيه أكثرية في التصويت.
لا شك في أنّ قراءات ما جرى في انتخابات "المقاصد"، يجب أخذها بعناية، لما سيكون لها من انعكاسات على استحقاقات جمعيات ومُؤسّسات أخرى في "عاصمة الجنوب"، ومنها الانتخابات البلدية، خاصة أنّ التحالفات تتبدّل بين بعض المُكوّنات الرئيسية في المدينة من حين لآخر، وأيضاً مُواكبة المزاج الصيداوي لملاءمة الظرف الراهن، مع تأثّر ذلك بما يجري بثّه من أخبار وتعليقات وصورة، انعكست نتائجها سلباً على من طالتهم!!!
النتائج
استمرَّ بالتنافس على 8 أعضاء في المجلس الإداري 16 مُرشّحاً، يتوزّعون على لائحتين وعدد من المُرشّحين المُستقلين، حيث أُعلِنَتْ النتائج بعد انتهاء عملية فرز الأصوات، وجاءت، وفق الآتي:
- فاز من لائحة "شعلة المقاصد": بلال محمد كيلو (288)، سندس محمد باسم زیدان (281)، مازن محيي الدين القطب (267) ومحمود أحمد الصباغ (262).
- ومن لائحة "لأجل المقاصد": هشام أحمد وليد جرادي (282)، حُذيفة حسين الملاح (272)، وعماد جواد بعاصيري (270) وسها عبد القادر عنتر (267).
أما المُرشحون الـ8 الذين لم يُحالفهم الحظ، فجاءت نتائجهم وفق الآتي:
- من لائحة "شعلة المقاصد": عبد القادر فارس مجذوب (244)، إبراهيم حسن حجازي (232) وعبد الرحمن محمد منير السكافي (220).
- ومن لائحة "لأجل المقاصد": رضوان محيي الدين السبع أعين (251)، عبد السلام إبراهيم الوتار (245) وسمير مُختار البساط (214).
- المرشّحان المُستقلان: إبراهيم محمد علي الجوهري (148) وعمر خالد العتر (26).
وكان قد انسحب 9 مُرشّحين، هم: ألفة إبراهيم البابا، فادي عبد الغني الشامية، عامر يوسف رمضان، علي محمود الظريف، هشام محمد حشيشو، محمود بدر الدين عبد النبي، ماهر أحمد الديشاري، رامي رفيق بشاشة وخليل عبد الوهاب معتوق.
جرت الانتخابات تحت إشراف رئيس المجلس الإداري المُهندس يوسف النقيب وأعضاء المجلس، وأشرف على الترتيبات التنظيمية للانتخابات أمين سر الجمعية مازن قبرصلي.
وتمَّ تخصيص 4 أقلام اقتراع في كل منها صندوقين، واحد للرئاسة وآخر للأعضاء الثمانية، بحضور مندوبي اللوائح والمُرشّحين.
افتُتِحَتْ صناديق الاقتراع عند التاسعة صباحاً، وأغلقت عند الثانية من بعد الظهر، ومن أبرز الشخصيات التي شاركت في العملية الانتخابية: الرئيس فؤاد السنيورة، أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد، النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، رئيس "جمعية المقاصد" المُهندس يوسف النقيب وعدد من رؤساء الجمعية السابقين.
السنيورة
الرئيس السنيورة قال: "الحقيقة ساءني شيء من الشائعات التي أطلقت، والتي أفضل من يرد عليها القول الكريم: "يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، وبالتالي هذا الأمر لا يجوز أن نُدخله في العملية الانتخابية".
وشدّد على أنّه "يجب أن تتظافر جهودنا جميعاً من أجل دعم هذه المُؤسسة العريقة، وأن نقف بجانبها وندعمها، ونُعزز من شأنها، لكي تستطيع، في ظل هذه الأزمات الكبيرة التي يعيشها لبنان، وهذه الانهيارات التي تصيب كل أنواع المُؤسسات بما فيها التعليمية، يجب أن نقف سوياً من أجل دعمها، ولا يُهم ساعتها من انتخب من، عندنا مجلس إداري سنكون إلى جانبه ومعه من أجل دعم هذه المُؤسسة، وأن نلتزم بنتائج العملية الانتخابية، ومن ثم أن ندعم كلنا من ينجح في هذه العملية".
البزري
فيما اعتبر النائب البزري أنّ "المُنتصر الرئيسي في هذه الانتخابات" هي "جمعية المقاصد" في صيدا، وهيئتها الناخبة التي تفاعلت ديمُقراطياً مع هذا الحدث، حيث قام أعضاء الهيئة بانتخابٍ ديمُقراطيٍ مسؤول لاختيار من يروه مُناسباً لرئاسة ولعضوية اللجنة الإدارية، كي تقود "جمعية المقاصد" في السنوات الأربعة القادمة".
ورأى البزري أنّ "عودة الديناميكية والحيوية لهذه المُؤسسة الأساسية والهامة في مدينة صيدا، هو دليل عافية المُجتمع الصيداوي، ودليل قدرة الصيداويين على الاختيار الديمُقراطي بعيداً عن الحساسيات"، مُشدداً على أن "من واجب القوى والفاعليات الوقوف إلى جانب الهيئة المُنتخبة حديثاً، وإلى جانب اللجنة الإدارية من أجل المُساعدة في نهوض المقاصد وحماية دورها وتطورها في هذا الزمن الصعب".
النقيب
من جهته، أشار النقيب إلى أنّ "ما تشهده المقاصد، هو تنافس ديمقراطي طبيعي، وهذا حق لكل مقاصدي، والمقاصد تستحق أن يكون فيها أناس يخدمونها، وما نراه في انتخابات المقاصد، وهذه الحماوة والتنافس الانتخابي، دليل عافية، لأنه يُثبت أن هناك اهتماماً بالمقاصد من كل الأطراف، والجميع هدفه العمل لمصلحة المقاصد".