بأقلامهم >بأقلامهم
«كواليس» ما جرى في انتخابات «المقاصد» - صيدا.. التغيير في أعرق الجمعيات الصيداوية .. هل يجمع المدينة أم يُؤدّي للشرذمة؟
جنوبيات
لا يُمكن أنْ تمر نتائج انتخابات «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا، مُرور الكرام، لأنّها شكّلت مُفاجات مُتعدّدة لكثير من المُراقبين، لأنّ أيّاً من التوقّعات لم تكن لتُشير إلى حصول ما حدث!
فقد جاء فوز محمد فايز البزري برئاسة الجمعية مع 4 من أعضاء لائحة «شعلة المقاصد» التي ترأسها، ليُعطيه أرجحيّة تولّي إدارة الجمعية على مدى سنواتها الأربع المُقبلة.
هذا في وقت كانت غالبية التوقّعات، تُرجّح فوز رئيسة لائحة «لأجل المقاصد» لارا الجبيلي حمود، التي حال 13 صوتاً إلى خسارتها رئاسة الجمعية (نالت 260 صوتاً مُقابل 273 صوتاً نالها البزري)، وأيضاً إلى فوز فقط 4 من مُرشّحي اللائحة التي ترأستها.
لا شك في أنّ التوقّعات التي سبق وجرى تداولها، كانت تُشير إلى فوز الجبيلي، وإلى أنّ اللائحة التي تترأسها ستتجاوز الأصوات التي سينالها أعضاؤها 350 صوتاً، مُقابل 200 صوت للائحة التي يترأسها البزري.
ماذا جرى؟
لكن عوامل عديدة أدّت إلى عدم مُطابقة التوقّعات للواقع، وفي طليعة ذلك:
- هناك 116 مُنتسباً مُسدّداً لاشتراكاته لم يقترع، فاقترع 551 من بين 667 مُسدّداً من أصل 925 عضواً في الهيئة العامة.
- فوز البزري مع اللائحة التي ترأسها، أتى به رئيساً للجمعية للمرّة الأولى، التي يصل فيها رئيس من خارج «تيار المُستقبل»، وقبل إنشائه من «تيار الحريري»، مُنذ الانتخابات المقاصدية التي جرت في العام 1993.
- كُثُرٌ شاركوا واقترعوا للبزري واللائحة التي يترأسها من باب التغيير، انطلاقاً من رفض صيغة مبدأ التزكية التي شهدتها انتخابات الجمعية خلال الدورات الأخيرة.
- الحملة الشخصية التي تعرّضت لها الجبيلي، قد أثّرت على نتيجتها.
- كذلك الحال بالنسبة إلى المُرشّح إبراهيم محمد علي الجوهري، وتوزيع تعليقات له نشرها عبر صفحته على الـ«فايسبوك».
عوامل فوز البزري
أعاد استحقاق «جمعية المقاصد» الحماس إلى ناخبي الهيئة العامة، فنال المُرشّحون المُتنافسون أصواتاً مُتقاربة، ما أكد أنّ المعركة كانت «حامية الوطيس».
انطلق فايز البزري بترشّحه من خلفية عضويّته السابقة في مجلس أمناء المقاصد بين العامين 2003-2011، وطرح نفسه كمُرشّح مع برنامج بهدف خدمة «المقاصد» والمدينة.
لاقى ذلك دعماً من النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي أعاد الإمساك بالدور الذي كان يقوم به والده الوزير والنائب الراحل الدكتور نزيه البزري، حيث كان يُعتبر المُؤثّر الأوّل في استحقاق «المقاصد» وغيره من الاستحقاقات.
أيضاً دعماً من «الجماعة الإسلامية»، التي استفادت من نتائج مُشاركتها في الاستحقاقات السابقة، بعدما رفضت المُشاركة في تركيبة لوائح التزكية، فأعادت تنظيم أمور المُنتسبين إلى الهيئة العامة للجمعية، وحقّقت نتيجة جيدة، سواء بالأعضاء الفائزين ضمن المجلس الإداري، المُنتسبين إليها أو المدعومين منها، وثبّتت نجاحها بما خطّطت له ورسمته وعملت عليه.
كُثُرٌ من المُستقلّين والفاعليات الذين يُريدون التغيير، شاركوا في هذا الاستحقاق، رافضين صيغة ما جرى في الانتخابات السابقة، في مُقدّمهم المُحامي خالد لطفي، الذي يُولي اهتماماً بانتخابات «المقاصد» - مُستمدّاً الدور الذي كان يقوم به والده الأستاذ شفيق لطفي - وهو الذي شارك في العملية الانتخابية مُستعيناً بكرسي مُتحرّك.
وهناك مَنْ كان قد وعد بانتخاب الجبيلي، لكنّه في صندوق الاقتراع أدلى بصوته لصالح البزري، والبعض منهم لتسديد حسابات ليس ضد الجبيلي، بل في مكان آخر!
خسارة الجبيلي
دعمت رئيسة «مُؤسّسة الحريري للتنمية المُستدامة» بهية الحريري لائحة «لأجل المقاصد»، التي ترأستها الجبيلي، مع اختيار فريق عمل مُتجانس، وحشدت لها أكبر عدد ممكن من الأصوات، لكن لم يكن بالحسبان أنّ مَنْ اقترع لم يُصوّت للرئاسة، كما وعد، لأنّ الفائزين الأربعة من اللائحة، نالوا أصواتاً أكثر ممّا نالته الجبيلي، التي لو حصدت مثل البعض منهم، لفازت بالرئاسة، ما يطرح جملة من التساؤلات حول عدم الإيفاء بالعهود والوعود!
فهناك مَنْ يرى أنّ البعض أراد إسقاط مُرشّحة الحريري في الانتخابات، لغايات خاصة، وتسديد حسابات، وليس بعيداً عن ذلك تداعيات الانتخابات النيابية التي جرت يوم الأحد في 15 أيار/مايو 2022، وبعدما قُطِعَ الطريق على عدد من الطامحين لرئاسة «جمعية المقاصد» أو تولّي مراكز مُؤثّرة فيها، ممَّنْ هم في الدائرة المُقرّبة من رئيس الجمعية المُهندس يوسف النقيب.
أما أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد، فقد فضّل الوقوف على الحياد، بعدما كان قد أعلن عن أنّ مُشاركته مُرتبطة بحصول التوافق، الذي فشل.
لا شك في أنّ نتائج الانتخابات يجب أنْ تكون وراء ظهر مَنْ أعلن أنّه تنافس من أجل خدمة «المقاصد»، التي تحتاج إلى تضافر جهود رئيس وأعضاء المجلس الإداري بقراراتهم مع الهيئة العامة والفاعليات الصيداوية، من أجل الاستمرار في دور الجمعية الأعرق في «عاصمة الجنوب»، والذي لا يقتصر على 4 مدارس ونحو 650 مُوظّفاً وأكثر من 4000 طالب وطالبة، ومئات العقارات الوقفية، وبينها ما مكّن الجمعية من استعادة دورها بتسديد عجز طال أمده، بفعل الخيّرين من أبناء مدينة صيدا، الذين يؤمل بأنْ يستمرّوا بدعم الجمعية.
وأنْ ينطلق رئيس وأعضاء المجلس الإداري، من أنّ الفائز في هذا الاستحقاق هو «جمعية المقاصد» ومدينة صيدا، وهذا يُحتّم ضرورة تعاون جميع المرجعيات والمُؤسّسات في المدينة لمصلحة الجمعية، وتشكيل فرق عملٍ مُتجانسة، بحيث يُؤدّي إلى تضافر الجهود من أجل دور «المقاصد».. رسالةً وريادةً، وليس أنْ يتحوّل المجلس الإداري إلى مركز تجاذب ما يعني تعطيلاً للعمل أو إقصاء فريق على حساب فريق آخر!
المجلسان المُنتخب والسابق
وجاءت تشكيلة المجلس الإداري الحالي لـ«جمعية المقاصد» وفق الآتي: رئيس الجمعية محمد فايز البزري «شعلة المقاصد»، والأعضاء الـ8: بلال محمد كيلو، سندس محمد باسم زیدان، مازن محيي الدين القطب ومحمود أحمد الصباغ «شعلة المقاصد»، هشام أحمد وليد جرادي، حُذيفة حسين الملاح، عماد جواد بعاصيري وسها عبد القادر عنتر «لأجل المقاصد».
ويتألّف المجلس الإداري المُنتهية ولايته من: رئيس الجمعية المُهندس يوسف النقيب، نائب الرئيس حسن الشريف، أمين السر حسن شمس الدين، والأعضاء: أنيس الخطيب، الدكتور جمال البزري، طه القطب، منير البساط، بانة كلش قبرصلي ورغيد مكاوي (المُكلف أيضاً بمهام الأمين العام للجمعية).