بأقلامهم >بأقلامهم
دهاء امرأة
جنوبيات
يُحكى في خفايا الزمان والمكان أنّ هناك رجلًا غنيًّا متزوّجًا ولديه العديد من الخدم.
وفي يوم من الأيّام خرجت الزوجة إلى الحديقة لتقطف بعض الورود والأزهار، فوجدت أحد الخدم جالسًا يبكي بحرقة.
فسألته: ما لي أراك حزينًا؟
فأجابها: لقد طردني سيّدي.
فقالت له: ولماذا؟
فأجاب قائلًا: لقد كسرت آنية من الزجاج وأنا بغفلة من أمري.
عندها قالت له: تعال معي إليه. فذهبا معًا وحين وصولهما قال السيّد لخادمه: لماذا عدت مجدّدًا؟
قالت الزوجة: أنا أحضرته، لقد كسر آنية زجاج فطردته.
فقال الزوج: وما شأنك أنتِ؟
قالت: هذا ظلم و جور.
فقال لها: سيعود بشرط أن تذهبي أنت إلى أهلك.
فقالت: موافقة.
عندها خاطبها الزوج قائلًا: خذي معك أعزّ ما تملكين، وغدًا تذهبين.
وحين خيّم الظلام خدّرت المرأة زوجها وأخذته معها إلى أهلها.
وفي الصباح حينما استيقظ وجد نفسه في منزل أهل زوجته.
فقال: أين أنا ومن أتى بي إلى هنا؟
فردّت زوجته قائلةً: أنا من أحضرتك إلى هنا.
قال: لماذا؟
أجابت: لقد قلت لي خذي أعزّ ما تملكين، وأنت أعزّ من أملك.
عندها ابتسم الزوج ابتسامة الرضى وعادا معًا إلى منزل الزوجيّة.
إنّه دهاء امرأة حكيمة، بتصرّفات واعية، وإرادة هادفة إلى تحصين بيتها الزوجيّ للحفاظ على الاستقرار والطمأنينة.
أمّا بالنسبة إلى واقعنا المأساويّ، فقد أخذ بعض سياسيّي الدفاتر الصفر أعزّ ما نملك وهو طمأنينة الحياة.