بأقلامهم >بأقلامهم
في الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الامام المرجع السيد محمد حسين فضل الله
كان مرجعاً وطنياً وعربياً وانسانياً بقدر ما كان مرجعاً دينياً
في الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الامام المرجع السيد محمد حسين فضل الله ‎الاثنين 4 07 2022 14:25 معن بشور
في الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الامام المرجع السيد محمد حسين فضل الله


كانت جدران الشوارع في بيروت والضاحية الجنوبية ممتلئة بشعارات مندّدة بالعروبة كشعار "لا للصهيونية، لا للعروبة – نعم للاسلام"، مما جعلنا كعروبيين مؤمنين بتكامل العروبة كهوية مع الإسلام كعقيدة وثقافة أن نصدر مجلة فكرية "المنابر" في مطلع عام 1986، وفي مقدمها افتتاحية بعنوان "العروبة من هوية الى قضية". 

وارتأينا ان نتواصل مع ابرز المراجع الدينية والفكرية يومها لتوضيح هذا التكامل، وكان في مقدمها سماحة المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله الذي استنكر التهجْم على العروبة وابدى استعداده لاجراء مقابلة صدرت في العدد الثالث من "المنابر" الصادر في شهر نيسان/ابريل 1986، بعد حوار مع أركان "المنابر"يومها هاني سليمان، رحاب مكحل، الإعلاميان المرموقان امين مصطفى وحسين عبد الله بالإضافة الى الراحل العزيز  الاستاذ منصور هنود ، وكان عنوان الحديث الذي أدلى به سماحته : "الإسلام يعتبر العروبة ساحته الفضلى التي تحمل بساطته وصفاءه".
اثارت تلك المقابلة ضجة كبيرة في أوساط المتزمّتين من إسلاميين وعروبيين مما اضطّر سماحته الى ان يلقي عدة محاضرات في أماكن عدة متحدثاً عن العلاقة بين العروبة والإسلام جعلت من الامام فضل الله مرجعاً وطنياً وعربياً بقدر ما كان مرجعاً اسلامياً.
وخلال حفل تأبين  للوزير والنائب السابق علي بزي في حسينية روضه الشهيدين في عام 1987 في الضاحية الجنوبية القى الامام فضل الله خطبة في خضّم الصراعات  ذات البعد الطائفي والمذهبي تحدث فيها عن نظرته للحوار بين اللبنانيين وللوحدة الوطنية التي تحترم كل مكونات الشعب اللبناني وترفض اقصاء أي مكوّن .
يومها كنت أجلس الى جانب المفكر اللبناني والعروبي الكبير الراحل منح الصلح معجباً بما أسمعه من كلام وحدوي، في زمن الفتنة، من هذا المرجع الكبير فقال لي الأستاذ منح: "لا تنسى ان السيد فضل الله هو أبن شقيقة الأستاذ علي بزي الذي كان علماً من أعلام الوحدة الوطنية والاستقلال والعروبة". 
من هنا ونحن نحيي الذكرى الثانية عشرة لرحيل الامام المرجع لا استطيع إلا ان استذكر تلك المواقف، ومواقف كثيرة غيرها في الفقه والعلم والسياسة والمقاومة تؤكد انه كان مرجعاً للوطن والأمة، وداعية للحوار والوحدة في لبنان وفي كل ديار العرب والمسلمين، وعلى مستوى البشرية.
وفي الإفطار الرمضاني السنوي الذي تقيمه دار الندوة وعلى رأسها الاخ الأستاذ بشارة مرهج  تم اختيار سماحة السيد علي محمد حسين فضل الله  ضيف شرف  تكريماً لمدرسة الحوار والوحدة التي كان الإمام المرجع علماً من أبرز أعلامها.
رحم الله الامام المرجع السيد محمد حسين فضل الله ولتبقى ذكراه مناسبة نواصل فيها الدرب على هدْي أفكاره الوحدوية المقاومة للعدو والنابذة للفتن والصراعات الاهلية.

المصدر : جنوبيات