بأقلامهم >بأقلامهم
خسارات ما بعد حرب تموز
الأربعاء 13 07 2022 11:12
حسن الدر
جنوبيات
فوق هذه الجغرافيا اليابسة، يجدّد التّاريخ نظارته بشكل شبه منتظم، ليقفل نوافذ الغد على ذاكرة بائسة، ويحجب عن «لبنان» كلّ إشراقة محتملة!
ولأنّنا نرزح تحت ركام الانهيار الاقتصاديّ، فلا داعي لاستحضار محطات الحروب اللّبنانيّة منذ تأسيس الكيان قبل نيّف ومئة عام.
فما فينا يكفينا ويفيض عنّا، حتّى تأقلمنا مع مآسينا، و«التأقلم هو أكبر تنازل ممكن أن يقدّمه الإنسان» كما يقول «محمود درويش»..
اليوم نستعيد الذّكرى السّادسة عشرة لعدوان تمّوز، ولو تأمّلنا قليلًا لتمنّينا كثيراً أن يعود بنا الزّمن إلى العام 2006، ليس حبًّا بالحرب طبعاً، بل حسرةً على ما خسرنا مذّاك.
فقد خسرنا روح التّضامن والوحدة الشّعبيّة والرّسمية، ولو كانت شكليّة، في مواجهة العدوانيّة الإسرائيليّة.
خسرنا قيمة عملتنا الوطنيّة واقتصادنا الرّيعيّ، على علّاته.
خسرنا نظامنا المصرفيّ، ونظامنا التّعليميّ، وجامعتنا الوطنيّة.
خسرنا القطاعين العام والخاص، فازدادت نسب الفقر لتلامس 80%، ونسب البطالة لتقارب 30%!
خسرنا شبابنا بارتفاع معدّلات الهجرة لتقفز من حدود 15 ألفاً إلى قرابة 80 ألفاً سنويًّا.
خسرنا ساعات التّغذية الكهربائيّة من حدود 12 ساعة في اليوم إلى أقلّ من ساعتين يوميًّا.
خسرنا علاقاتنا العربيّة والدّوليّة، ودخلنا دائرة عزلة مقنّعة بانتظار قرار دوليّ إقليميّ يعيدنا حيث كنّا.
خسارات كثيرة أخرى لا مكان لحصرها، نمط حياتنا من أساسه تغيّر، وتغيّرت معه مفاهيم الأخلاق والسّياسة والحرّيّة والعدالة، حتّى صارت القيم الانسانيّة عرضة للتّنمّر والسّخريّة.
صرنا في زمان كان قد حذّر منه النّبيّ محمّد (صلى الله عليه وسلم) إذ قال مخاطباً أصحابه:
«كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف!
قيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟
قال: نعم، وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا».
وها نحن فيها، يريدوننا أن نأمر بـ «المثليّة الجنسيّة» وأن ننكر منكريها، تحت شعار «الحرّيّة الشّخصيّة»، ويريدون منّا أن نتنكّر لشهدائنا وتضحياتنا وانتصاراتنا، ونعمل للتّطبيع والسّلام مع قاتلنا العدوانيّ بحجّة الرّفاه والاستقرار، ناهيك عن التّحلّل القيميّ والأخلاقيّ الّذي يغزو مجتمعنا من رأسه إلى أخمص قدميه..
16 عاماً مضت، والبحث جارٍ عن ذريعة تعيد كرّة الحرب من أجل تكريس قواعد اشتباك جديدة، فلم يعهد اللّبنانيّون هدنة أطول من 15 عاماً!
لا بدّ من حرب جديدة تعيد للتّاريخ شبابه، وتبقي الغدَ نطفةً رحبانيّة عقيمة في رحم الخيالات الفيروزيّة!
ولأنّنا نرزح تحت ركام الانهيار الاقتصاديّ، فلا داعي لاستحضار محطات الحروب اللّبنانيّة منذ تأسيس الكيان قبل نيّف ومئة عام.
فما فينا يكفينا ويفيض عنّا، حتّى تأقلمنا مع مآسينا، و«التأقلم هو أكبر تنازل ممكن أن يقدّمه الإنسان» كما يقول «محمود درويش»..
اليوم نستعيد الذّكرى السّادسة عشرة لعدوان تمّوز، ولو تأمّلنا قليلًا لتمنّينا كثيراً أن يعود بنا الزّمن إلى العام 2006، ليس حبًّا بالحرب طبعاً، بل حسرةً على ما خسرنا مذّاك.
فقد خسرنا روح التّضامن والوحدة الشّعبيّة والرّسمية، ولو كانت شكليّة، في مواجهة العدوانيّة الإسرائيليّة.
خسرنا قيمة عملتنا الوطنيّة واقتصادنا الرّيعيّ، على علّاته.
خسرنا نظامنا المصرفيّ، ونظامنا التّعليميّ، وجامعتنا الوطنيّة.
خسرنا القطاعين العام والخاص، فازدادت نسب الفقر لتلامس 80%، ونسب البطالة لتقارب 30%!
خسرنا شبابنا بارتفاع معدّلات الهجرة لتقفز من حدود 15 ألفاً إلى قرابة 80 ألفاً سنويًّا.
خسرنا ساعات التّغذية الكهربائيّة من حدود 12 ساعة في اليوم إلى أقلّ من ساعتين يوميًّا.
خسرنا علاقاتنا العربيّة والدّوليّة، ودخلنا دائرة عزلة مقنّعة بانتظار قرار دوليّ إقليميّ يعيدنا حيث كنّا.
خسارات كثيرة أخرى لا مكان لحصرها، نمط حياتنا من أساسه تغيّر، وتغيّرت معه مفاهيم الأخلاق والسّياسة والحرّيّة والعدالة، حتّى صارت القيم الانسانيّة عرضة للتّنمّر والسّخريّة.
صرنا في زمان كان قد حذّر منه النّبيّ محمّد (صلى الله عليه وسلم) إذ قال مخاطباً أصحابه:
«كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف!
قيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟
قال: نعم، وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا».
وها نحن فيها، يريدوننا أن نأمر بـ «المثليّة الجنسيّة» وأن ننكر منكريها، تحت شعار «الحرّيّة الشّخصيّة»، ويريدون منّا أن نتنكّر لشهدائنا وتضحياتنا وانتصاراتنا، ونعمل للتّطبيع والسّلام مع قاتلنا العدوانيّ بحجّة الرّفاه والاستقرار، ناهيك عن التّحلّل القيميّ والأخلاقيّ الّذي يغزو مجتمعنا من رأسه إلى أخمص قدميه..
16 عاماً مضت، والبحث جارٍ عن ذريعة تعيد كرّة الحرب من أجل تكريس قواعد اشتباك جديدة، فلم يعهد اللّبنانيّون هدنة أطول من 15 عاماً!
لا بدّ من حرب جديدة تعيد للتّاريخ شبابه، وتبقي الغدَ نطفةً رحبانيّة عقيمة في رحم الخيالات الفيروزيّة!
