حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
50 عاماً على استشهاد غسّان كنفاني .. بين رحلة الاغتيال واستهداف نُخب المُثقفين
50 عاماً على استشهاد غسّان كنفاني .. بين رحلة الاغتيال واستهداف نُخب المُثقفين ‎السبت 16 07 2022 10:43
50 عاماً على استشهاد غسّان كنفاني .. بين رحلة الاغتيال واستهداف نُخب المُثقفين

جنوبيات

مرّت 50 عاماً على جريمة الاحتلال الإسرائيلي، باغتيال الأديب والصحافي والفنان والسياسي المُبدع غسّان كنفاني (36 عاماً)، بانفجار عبوة ناسفة زرعها "المُوساد" تحت مقعد سيارته من نوع من نوع "أوستن"، أمام منزله في منطقة مار تقلا - الحازمية، في العاصمة اللبنانية، بيروت، صباح يوم السبت في 8 تموز/يوليو 1972، أدّت إلى استشهاده مع ابنة شقيقته لميس (17 عاماً).
 خُصِّصَتْ حلقة برنامج "من بيروت" على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، للمُناسبة، بعنوان "50 عاماً على استشهاد غسّان كنفاني.. حضور دائم رغم الغياب"، تحدّث خلالها كل من أرملته آني كنفاني وعضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مروان عبد العال.

آني كنفاني

استعادت آني كنفاني ما جرى يوم انفجار العبوة الناسفة في سيارة غسّان، فقالت: "صباح السبت 8 تموز/يوليو 1972، بعدما شرب غسّان القهوة على شرفة منزلنا معي ومع شقيقته فايزة، التي كانت قد حضرت مع العائلة من الكويت، طلبت منه ابنة شقيقته لميس إيصالها إلى بيروت، فنزلا باتجاه السيارة.
لحقت بهما ابنتنا ليلى (6 سنوات)، وطلبت منه أخذها إلى دكّان لشراء الشوكولا (كان عند مُفترق الزاروب)، لكن بسبب انشغاله، طلب منها العودة إلى المنزل، وأعطاها شوكولا كانت بحوزته في السيارة.
عادت ليلى لتلعب مع أولادٍ آخرين، ولو وقفت لوقت أطول، لكانت قُتِلَتْ.
عندما أدار غسّان مُحرّك السيارة، انفجرت عبوة ناسفة زرعها "المُوساد"، وكان انفجاراً كبيراً جداً، وأخبر ضبّاط من الجيش اللبناني المُحقّقين بأنّ العبوة فُجِّرَتْ عن بُعد.
حضر الناس بسرعة إلى منطقة مار تقلا - الحازمية، حيث نُقيم، وكان الوضع صعب لدى الجميع.
بعدها جرت مسيرة تشييع كبيرة في بيروت، بمُشاركة أكثر من 50 ألف شخص إلى مثوى الشهداء".
وشدّدت آني كنفاني على أنّه "على الرغم من اغتيال غسّان ولميس، إلا أنّنا نشعر بأنّهما ما زالا موجودين معنا".

عبد العال

من جهته، تطرّق مروان عبد العال إلى "أهمية ما كتبه غسّان في مجالات عدّة، من الشعر، القصة، المقال والمقال الساخر، إضافة إلى رسم البوستر الكاريكاتير، كما كان يرد على مقالات لسواه، إلى حد الاندماج التام في الحياة السياسية، فكان حاضراً، وله بيئته وانتماؤه، وهو ما جعل منه مُحترف نضال، لأنّه يشبه فلسطين، فكان عصيّاً على الغياب أو النسيان".
وأكد أنّ "غسّان استطاع الانتصار على أوجاعه ومُعاناته من داء السكري، فلم يُقعِده المرض، أو يستسلم له، بل كان يُسابق الزمن، وكتب بغزارة إنتاجية رهيبة، وتطرّق إلى هذا الموضوع، بأنه إذا كان هناك إنتاجٌ مُضاعف للإنسان يكون قد ضاعف سنوات عمره".
واعتبر أنّ "غسّان آمن بأنّ السياسي يجب أنْ يتمتّع ببُعدٍ ثقافي، والمُثقّف لا بُدَّ وأنْ يكون مُسيساً، وهو ما ميّز غسّان بمفاهيم عميقة لفكرة الوحدة الوطنية، والتي عنت بالنسبة إليه التنوع الذي يُغني القضية".
وأشار إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي استهدف نُخب المُثقفين، لاغتيال الزمن القادم، لأنّه كان يستهدف العقل الفلسطيني لدوره في القرار".
وختم عبد العال: "الكُتّاب الفلسطينيين، حتى وبعد استشهادهم ورحيلهم، استطاعوا منع سيطرة الأعداء على الحكاية الفلسطينية، لهذا علينا أنْ نربط بين ذاكرة الأجيال الحالية والذاكرة الوطنية الفلسطينية، وما نموذج "مثوى شهداء الثورة الفلسطينية" عند دوار شاتيلا في بيروت، إلا خير دليل على التنوّع النضالي من أجل فلسطين، حيث تضم رفاة شهداء قادة فلسطينيين ولبنانيين وعرب وأتراك وأُمميين، وهنا يُسجّل لسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، دوره في إعادة ترميم هذا المكان الهام، كرمز للبطولة الوطنية الفلسطينية، وهو إنجاز وطني".

https://youtu.be/UBGqPnIVxk4

المصدر : جنوبيات