بأقلامهم >بأقلامهم
البحر الميت وشهوة السلطة
جنوبيات
يُحكى أنّ طفلًا كان يتصفّح أطلس العالم فشدّ انتباهه وجود ما يُسمّى بالبحر الميت، فسأل والده: لماذا اسمه البحر الميت؟ ومن الذي قتله؟
ابتسم الأب وقال لابنه: يقع البحر الميت في منخفض تصبّ فيه الأمطار والأنهار، ولا يستطيع تصريف مياهه، فزادت فيه الأملاح وتركّزت مياهه المعدنيّة فقُتلت فيه الحياة، فلم يستطع السمك أن يعيش فيه، ولم يتمكّن الإنسان من أن يشرب منه.
وهكذا قتلته الأنانيّة، فإنّه يأخذ ولا يُعطي.
من خلال جواب الأب الحريص على تبيان الحقيقة لولده نأخذ العبرة الآتية:
بعض القلوب مثل البحر الميت لا تعطي للآخرين شيئًا، ولا تعيش فيها مشاعر الحبّ والخير.
وهكذا هم رجال السياسة، كالبحر الميت "لا يُرجى منه فائدة"، تتملّكهم شهوة السلطة والسيطرة على مقدرات الدولة بمرتكزاتها على كلّ الصعد والمستويات الحياتيّة والبنيويّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحّيّة. فالمال هدفهم، والقمع والاستبداد عنوانهم، والخذلان والنفاق سمتهم. الأولويّة لعروشهم البائدة، والأفضليّة لوراثتهم الزائدة. فهم كالأنعام بل هم أضلّ...
"قاتلهم الله أنّى يؤفكون".
صدق الله العظيم.