في كل جريمة تُرتكب بحقّ أطفال أو نساء أو شيوخ أو حتى رجال من أبناء أمّتنا على يد العدو الصهيوني، أو في حروبنا الأهلية التي لا تتوقف تحت ألف شعار وشعار، وألف سبب وسبب، نشعر كم باتت أمّتنا مستباحة لكافة أنواع الشرور والأشرار، سواء كانوا أعداء من الخارج، أو أسرى عصبيات من الداخل.
 في يوم واحد نرى طيران العدو يقتل عدداً من أبناء سورية العروبة، ونرى عصبيات الاقتتال المريضة ترتكب مجزرة ضد أطفال أبرياء في تعز، صاحبة التاريخ العريق في النضال الوطني والقومي، ونرى كل يوم الشهيد تلو الشهيد يستشهد داخل فلسطين، ناهيك عن شهداء لا يُعدّون ولا يُحصون موزعين على كل أقطار الأمّة.
 في وجه كل هذه المجازر والمظالم، لا بدّ طبعاً من الإدانة والاستنكار بأعلى أشكالهما، ولا بدّ من المطالبة بمحاسبة الفاعلين أياً كانوا، ومهما كانت ذرائعهم، وسواء كانوا شهداؤنا من صنعاء أو تعز، من مأرب أو صعدة، من عدن أو حجة، من أي بقعة من أرض اليمن الغالي على كل عربي ومسلم، ولكن المهم كيف نطفىء هذه الحروب لكي نتفرّغ لمواجهة العدو الأخطر على أمّتنا، والمحتل لأرضنا، والمدنّس لمقدساتنا.
 منذ بداية هذه الحروب والفتن التي تنتشر كوباء خبيث بين ظهرانينا،رفعنا شعار نحن "جسور لا متاريس"، وهو شعار له معانيه وأبعاده وآلياته، وفي إقامة الجسور بين أبناء الأمّة، وإشاعة خطاب التلاقي والتسامح وقبول الآخر، نستطيع أن نثأر لكافة الشهداء، ومن كل الأعمار.
الرحمة لشهدائنا الأطفال والشيوخ في تعز وكل أرض عربية، والخلود لذكراهم التي يجب أن تكون دعوة للحوار والتلاقي ونبذ العصبيات المريضة.