لبنانيات >صيداويات
وزير الصحة رعى افتتاح المؤتمر الصحي " شركاء في مواجهة كورونا " في صيدا بمشاركة سعد والبزري والحريري والسعودي
وزير الصحة رعى افتتاح المؤتمر الصحي " شركاء في مواجهة كورونا "  في صيدا بمشاركة سعد والبزري والحريري والسعودي ‎الثلاثاء 26 07 2022 16:15
وزير الصحة رعى افتتاح المؤتمر الصحي " شركاء في مواجهة كورونا "  في صيدا بمشاركة سعد والبزري والحريري والسعودي

جنوبيات

برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض نظمت " لجنة كورونا في صيدا والجوار بالشراكة مع بلدية صيدا " المؤتمر الصحي " شركاء في مواجهة الوباء : من جديد .. معاً في مواجهة كورونا " ، بهدف توثيق تجربة الإستجابة المحلية الجماعية لجائحة كورونا واستخلاص الدروس المستفادة لتعزيز الإستجابة لوباء كورونا وسائر الأزمات وتعميم منهجية التشبيك والعمل التشاركي لإنقاذ النظام الصحي .

 

شارك في افتتاح المؤتمر الذي استضافته بلدية صيدا في قاعة مصباح البزري في مبنى القصر البلدي" النائبان الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ومدير وحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء الأستاذ زاهي شاهين " وحضره ممثلون عن مختلف القطاعات الرسمية والأمنية والبلدية والصحية والاستشفائية والاغاثية والاقتصادية والإجتماعية والأهلية والشبابية وفريقا عمل لجنة كورونا وبلدية صيدا.
 
استهلت الجلسة الافتتاحية بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة ترحيب من منسق أعمال المؤتمر من قبل لجنة كورونا الأستاذ محمد إسماعيل الذي استعرض بعض الأرقام المتعلقة بوباء كورونا حول العالم وقال"سجل فيروس كورونا المستجد منذ بداية تفشيه 570 مليون إصابة مثبتة مخبريًا وحصد أكثر من 6 مليون و400 ألف وفاة عالميًا".
 
وأضاف" وبحسب الدروس المستخلصة من مختلف الدراسات التي تابعناها في لجنة كورونا، فإن إدارة الوباء ترتكز على 3 معايير أساسية للنجاح: الحوكمة الرشيدة قبل تفشي الجائحة والدولة القوية والقيادة السياسية الفاعلة وانخراط المجتمع. ولقد قدمت لجنة كورونا منذ تأسيسها ولغاية اليوم نموذجًا وطنيًا للحوكمة التشاركية والتكافل المجتمعي والشراكة والتعاون بين مكونات المدينة والجوار في مواجهة الأزمات. ومع تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في ظل بشتى التحديات الصحية، نجدد التزامنا في مواجهة كورونا ونقول: من جديد، شركاء في مواجهة الوباء... مستمرون في مواجهة كورونا". 
 
كلمة بلدية صيدا واتحاد بلديات صيدا الزهراني ألقاها رئيس البلدية والاتحاد المهندس محمد السعودي فقال"ارحب بكم في بلدية صيدا ، الحقيقة انني سعيد جدا أننا في مدينة صيدا كل الفرقاء والقوى الموجودة: النواب ومؤسسة الحريري والجماعة الإسلامية والقوى الأمنية والقطاعات مجتمعين كلنا بهدف واحد واتجاه واحد وان شاء الله يكون مؤتمرا يفيد المدينة ويفيد بلدنا لبنان" . 
 
وأضاف" ان اجتماعنا تحت عنوان " من جديد معا في مواجهة كورونا "، لا يعني أننا في بلدية صيدا توقفنا في مرحلة ما، بل ما زالت اللجنة المكلفة اجراء الفحوصات ومتابعة الحالات وتوثيقها، مستمرة في عملها بنفس الوتيرة وان هدأت نسبياً في مرحلة ما مع تراجع أعداد الإصابات ".
 
وتابع" لقد ترافقت بداية الجائحة مع تأزم الوضع الإقتصادي والمالي الصعب الذي يمر به لبنان ، ومن ثم جاءت كارثة انفجار مرفأ بيروت ، لتزيد الوضع العام تأزماً . لقد ألقت كل هذه الأزمات بثقلها على كل أجهزة الدولة، وبالطبع على البلديات، التي تعاظم الدور المطلوب منها على كافة الصعد الاجتماعية والصحية والاقتصادية مع تراجع قدرة السلطات المركزية على الاستجابة للأزمات الطارئة. تعاظم الدور المطلوب من البلدية ، لكن تراجعت إيراداتها مع انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار، وأصبح كثير من البلديات أمام تحديات جدية ليس على مستوى الخدمات فقط ، بل على صعيد القدرة على الاستمرار ".
 
وقال" لقد قام المجلس البلدي لمدينة صيدا بالتعاون مع المنظمات الأهلية وهيئات المجتمع المدني والمتطوعين وأصحاب الأيادي البيضاء ، بعمل جبار لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، واستطعنا من خلال ترتيب الأولويات أن نقوم بأفضل الممكن . ولعل أصعب ما واجهناه بداية كان افتقار الثقافة العامة المطلوبة عند الناس لمواجهة الوباء، والتي تطورت شيئاً فشيئاً مع ازدياد حملات التوعية على الصعيد الوطني ومن خلال وسائل الإعلام، حيث شكل الوعي عند الناس عنصراً اساسياً في خفض عدد الإصابات، لا سيما مع الإجراءات التي اتخذتها البلدية في تنظيم التجول ومراقبة الأماكن العامة والمؤسسات التجارية وتحديد أوقات الدوام فيها ، وغيرها الكثير من التنسيق مع المؤسسات التربوية والطبية والصحبة والأمنية في نطاق اتحاد البلديات". 
 
وخلص السعودي للقول " اليوم، وعلى أبواب ما قد يكون موجة جديدة من كورونا ، نحن بإذن الله أكثر استعداداً لا سيما على المستوى اللوجستي للعب الدور المطلوب من البلدية، انما بالطبع نحن بحاجة الى دعم اكثر على المستوى المادي والمستلزمات الصحية ، وهنا يأتي دور الجهات المعنية على المستوى الوطني من وزارة الصحة واللجنة الوطنية وغيرها ، لكي نضمن أن نتجاوز سوياً أي خطر مقبل قد يتهدد مجتمعنا . معاً بإذن الله نستطيع ..".
 
 
وألقت السيدة بهية الحريري كلمة استهلتها بتوجيه الشّكر والتّقدير لوزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض على حضوره ومشاركته الفاعلة ورئيس البلدية "الاخ والصديق الأستاذ محمد السعودي..  على تعاونه واستضافته الدائمة واحتضانه لكلّ المبادرات وتأكيده على أنّ بلدية صيدا بيتٌ رحبٌ للعائلة الصيداوية وجوارها العزيز". وقالت" كما أتوجه بالشّكر والتّقدير لكلّ الشّركاء الإستثنائيين في صيدا والجوار الذين شكلوا نموذجاً  انسانياً وطنياً من خلال انخراطهم الطوعي والوثيق والمبكر في مواجهة جائحة كورونا.. وفي مقدمتهم أصحاب السماحة والسيادة القادة الروحيين في صيدا والجوار وسعادة المحافظ الأستاذ منصور ضو وهيئة المحافظة والوحدة الوطنية لإدارة الحدّ من مخاطر الكوارث والأزمات..ممثلة بالأستاذ زاهي شاهين.. والصليب الأحمر اللبناني.. وخلية إدارة الأزمة في إتحاد بلديات صيدا الزهراني والقوى الأمنية.. والمستشفيات الحكومية والخاصة.. والقطاع الطبي.. والقطاع التمريضي والمستوصفات والمختبرات والصيادلة.. والمنظمات الدولية.. والجمعيات الإسعافية والجمعيات الأهلية.. والشّبكة المدرسية.. والهيئات الشبابية التّطوعية.. ".
 
وأضافت" وأتوجه بالشكر أيضاً للشّابات والشّباب الذين عملوا جاهدين على تنسيق وتحضير هذا الملتقى.. الذي أردنا من خلاله إعادة تجديد الشراكة..  والدعوة من جديد إلى حالة طوارئ صيداوية ووطنية.. نظراً لما نتابعه من عودة إنتشار الجائحة من جديد.. مما يستدعي إستعادة التّنسيق بين كافة القطاعات التمثيلية الرسمية والأهلية.. على أمل أن يكون هذا اللقاء بمثابة تقدير لكلّ الشركاء الصيداويين والوطنيين والدوليين  .. وتكريم  تلك الارادات الواعدة التي دخلت في مواجهة مع الوباء المجهول بكلّ شجاعة وثقة بالنّفس من الإرشادات الصحية في البداية.. إلى حملات التّوعية.. ثم إلى تنظيم عمليات التّلقيح وإعداد القوائم الدّقيقة.. لقد كانت أيام صعبة واجهناها معاً.. وإنّنا نعتزّ بالجهود وبالتّضحيات التي بذلت.. وإنّنا نشارك كلّ الأسر في صيدا والجوار ولبنان أحزانهم لفقدانهم أحباء وأعزاء.. وإنّنا نعمل على توثيق هذه التّجربة لكي تكون نموذجاً وطنياً نعلّمه للأجيال.. ".
 
 وختمت الحريري لتوجيه الشّكر إلى "كلّ الذين ساهموا بوضع كلّ تفاصيل هذا اللقاء الاستثنائي من أجل تجديد الشّراكة وتعزيزها والأخذ بدروسها ومراجعة تحدياتها ونجاحاتها وعثراتها ، من  أجل الإنطلاق من هذا اللقاء إلى تجديد حملة الوقاية بكلّ أشكالها من الإلتزام بوضع الكمامة.. واستكمال عمليات التلقيح.. والالتزام بالمطهّرات وكلّ أسباب المناعة..". وقالت" وإنّنا نتطلّع إلى متابعة هذه اللقاءات الصحيّة بشكلّ دوري لتأمين أفضل رعاية صحية لأهلنا في صيدا والجوار.. ونتطلع لأن تكون صيدا دائماً نموذجاً وطنياً في التّكافل والتّكامل والتّضامن من أجل سلامة الانسان في صيدا والجوار وكلّ لبنان".  
 
وكانت كلمة للنائب الدكتور عبد الرحمن البزري قال فيها" نتوجه بالشكر للسيدة بهية الحريري على هذا اللقاء ولبلدية صيدا على استضافته بالطبع ، ونقول بعد حوالي 3 سنوات من الكوفيد 19 او الوباء هناك العديد من الدروس والعبر علينا ان نتعلمها :
 
-النقطة الأولى: بداية لا بد ان نقف بالكثير من التقدير للنجاح العلمي والطبي الذي تحقق . هذا اسرع فيروس تم اكتشافه واسرع فيروس تم تركيب حموضه النووية واسرع فيروس تم ايجاد لقاح له ، وبالتالي الطب والعلوم الطبية قامت بواجبها لكن الفشل الكبير وعلى المستوى العالمي كانت السياسة ، لأنه كان يوجد فشل كبير في السياسة الصحية العالمية ، والسياسة الصحية العالمية لم تواكب التحديات وبالتالي نتائج كورونا سوف تعكس نفسها بعد اكثر حتى على الانظمة السياسية والعالمية في المستقبل .
 
- النقطة الثانية : هي اعادة تأهيل المعايير الطبية ، واكتشفنا انه وقت الحاجة اكثر المنظمات العالمية التي كنا نقدر كلامها لم تكن على المستوى المطلوب ، وبالتالي فنحن امام مرحلة جديدة بدأناها، هي ما يسمى "انهيار الاستعمار الطبي " والامبريالية الطبية التي كانت موجودة بالغرب وبداية ظهور قوى طبية ومعايير طبية جديدة سوف تحدث عن نفسها .
 
- واخيرا عالميا ، نحن بحاجة الى اعادة تأهيل دور منظمة الصحة العالمية حتى لا تصبح مثل مجلس الأمن تصدر القرارات ولا احد يسال عنها ، والتي نشكرها على جهودها بالطبع . ونحن ايضا بحاجة الى مقاربة جديدة لأنه كما نرى كلما شعرنا أننا ارتحنا مع الفيروس يعود ليطل مرة ثانية ، فإذن نحن لسنا بمرحلة وباء الكورونا المتجدد نحن في مرحلة ظهور أوبئة جديدة او تجدد الوباء الحالي وهذا سببه 3 أمور :
 
* أولا : ان الفيروسات قادرة ان تطور نفسها والمثل القائل "يضع سره في اضعف خلقه" وبالتالي هذا الكائن RNA أو DNA قادر كل يوم ان يتحدانا وان يغير وبلبس ثوبا جديدا وقادر ان يتطور كل يوم بحالة .ولكن الشي الجيد أنه أحبنا كسلسلة بشرية ويريد ان يستمر معنا هو الان اصبح اكثر نعومة في التصرف معنا واكثر لياقة من حيث يصبنا اكثر ولكن الأمراض تبعة اقل .
 
* ثانياً : ان اكثر من 80 % من الاوبئة الجديدة التي ظهرت او التي تريد الظهور بعدما اختفت مصدرها حيواني وبالتالي يقودنا للنقطة الأهم هذا ويقودنا الى النقطة الثالثة .
 
*النقطة الثالثة والأهم نحن كبشرية نعتدي على الطبيعة والتوازنات البيئية الطبيعية وبالتالي نتائج ذلك ظهور امراض جديدة لأننا ندخلل على الدورات الحياتية الموجودة في هذه الطبيعة ".
 
وأضاف"اما في لبنان نحن سنفتخر بأنفسنا كلبنانيين ونحيي وزارة الصحة الحالية ممثلة بالدكتور فراس الابيض ووزارة الصحة سابقا ممثلة بالدكتور حمد حسن لانه حقيقة لبنان جاءته الكورونا في اسوأ الأوقات مع انطلاقة الثورة والانتفاضة وما تبعها من انهيارات اقتصادية وأمنية وغيرها وانفجار المرفأ .. كل هذه الامور كان الرهان ان يفشل لبنان ، ولكن لبنان كان انجح بكثير من العديد من الدول الأقدر .ومفتاح الحقيقي هو الشراكة بين المجتمع العلمي والمدني والجامعي والدولي ووزارة الصحة التي فتحت ابوابها لهذه الشراكة وتمكنا من ان ننجح بإمكانيات اقل بكثير من حيث راهن العديد على فشلنا . واستطيع القول ان تجربة لبنان في اللقاحات تم نقلها لـ 8 دول بعد ما كان هناك رهان ان تفشل ولكن نجحت .نحن في لبنان نجحنا ويجب ان نستمر وهذا اللقاء هو جزء من نجاحنا وهناك انشطة ثانية حصلت وطنيا على مستوى المناطق يجب ان ندعمها ".
 
وتابع ولكن نحن أمامنا تحدي حقيقي ، نحن عندنا نسبة مناعة مجتمعية عالية باللقاح والمرض فلنزدها بمزيد من الاقبال على الجرعة الثالثة والرابعة، والتحدي الأساسي أننا لا نستطيع ان نوقف انتشار الفيروس نحن بحاجة للدورة الاقتصادية والسياحية والحياتية ولكن حقيقة نستطيع أن نحد منه بزيادة مناعتنا المجتمعية ونحن بحاجة للحفاظ على الدورة الاقتصاية والتربوية حتى غدا - والسيدة بهية الحريري موجودة - كي لا يفتح لنا نظرية اقفلنا مدرسة وفتحنا اخرى وموجود تربويون بيننا اليوم ومؤسسات تربوية .. الحياة يجب ان تستمر كما هي ولا يجب ان يعطلها الكوفيد والكورونا".
 
وخلص الدكتور البزري للقول " وضع القطاع  الصحي والاستشفائي مهم جدا ونحرص على ان لا يزيد عدد الحالات والاهم ان لا يكونوا بحاجة للعناية الفائقة او يحملوا القطاع الصحي والقطاع الاستشفائي اكثر من أعبائه. وسلامة المواطنين وقدرتهم هي اساس لأننا لا نريد دخول المستشفى نظرا لكلفتها العالية والدواء غير موجود ويمكن المستشفى غير حاضرة ونؤكد على النجاح الذي تحقق محليا ونأمل ان يستمر ونتعاون جميعا ".
 
وألقى النائب الدكتور أسامه سعد كلمة قال فيها" الهدف حسب نص الدعوة انقاذ النظام الصحي ، ذلك يستدعي سياسة صحية. فهل لدى الحكومة سياسة صحية؟. ابداً !. هل الرعاية الصحية مؤمنة لكل الفئات والشرائح الاجتماعية؟.. ابداً . ماذا عن الكادر الطبي وأوضاعه وحقوقه ؟! لا شيء يطمئنه والنزف متواصل في جسمه .ماذا عن الفواتير الخيالية والفلكية على الاستشفاء والدواء ؟! . هل الطبابه للقلة المقتدرة فقط؟. الكثير من الادوية مفقودة من الصيدليات والمستوصفات والمستشفيات والوزارة عاجزة عن تأمين الأدوية ولكن البعض يؤمن دواءه عن طريق الاقارب القادمين الى البلد !".
 
وأضاف" كيف هي احوال المسشفيات الحكومية؟. لماذا اوضاعها كارثية ومزرية ؟!.. مستشفى صيدا الحكومي نموذجاً والمستشفى التركي عصي على العمل لسنوات .. فمن يعطله ؟! .. ما هي الاسباب ! هذا غيض من فيض .. من ينقذ النظام الصحي ويؤمن الأمن الصحي للناس ؟. هل المجتمع الأهلي ام سياسات الحكومة ، المجتمع الأهلي يقوم بأقصى ما يستطيع هذا باليقين..اما الحكومة فهي بلا سياسة صحية .. المرض عدو الناس كما فواتير الاستشفاء والدواء من ألدّ الاعداء لهم.. ارجو ان لا تكون وزارة الصحة في عداد الأعداء!".
 
بعد ذلك تحدث راعي المؤتمر وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض فقال" نحن اليوم مجتمعون بدعوة كريمة من لجنة كورونا في صيدا والجوار لنتشارك بمؤتمر صحي بعنوان " شركاء في مواجهة الوباء " ونحن اليوم مدعوون لإستخلاص الدروس بهدف التحضير لإستجابة افضل لأي أزمة صحية مستقبلية. والهدف هو الوصول الى معالجة افضل للأزمات التي يمر بها البلد او التي يمكن ان يمر بها. وفي هذا الموضوع أحببت ان اركز على 5 مفاهيم أساسية بالنسبة لي، يجمعها او يلخصها ربما اللقاء الذي نحن فيه : 
 
1- الموضوع الأول : من عنوان اللقاء هذا ، كلمة المواجهة ، نعم صحيح ان لبنان يواجه عدة أزمات، وفي كورونا كلنا واجهنا واحدة من اكبر الازمات العالمية وليس فقط على صعيد لبنان ، والتي رأينا بلدانا تسمى عظمى فشلت امام هذا الوباء ودفعت ثمناً غالياً جدا من حياة أبنائها ومواطنيها . وفي لبنان كان يمكن أن نأخذ من عجزنا او قلة مواردنا لنقول اننا لا نستطيع أن نواجه . مستشفى رفيق الحريري الحكومي أتصور في بداية الأزمة لم يكن اكثر مستشفى مجهزاً في لبنان ولا كان اكثر مؤسسة صحية لديها موارد في لبنان ، عندما بدأ مواجهة ازمة كورونا وبقي وحيدا لفترة شهرين او شهرين ونصف قبل ان يشارك غيره من المستشفيات . ولكن وكما قال الدكتور بزري رأينا ان نتائج مواجهة لبنان لكورونا افضل بكثير من البلدان الأخرى التي هي اكثر منا موارداً واكثر منا تجهيزا . وكذلك اقول ان منطقة صيدا والجوار ولجنة كورونا التي كانت في منطقة صيدا وانا أقولها كشاهد كنت مشاركاً في جهود مكافحة كورونا كانت مميزة وكذلك بقرار المواجهة والنتائج التي حققتها في هذه المنطقة . ومستشفى صيدا الحكومي والذي كان له دور كبير بأن احتوى أبناء هذه المنطقة ابان الكورونا وكنا نعرف وفي مستشفى الحريري الحكومي كان يأتينا طلبات للنقل من كثير من المناطق ولكن هذه المنطقة ( صيدا) كانت قادرة على أن تقدم لأهلها الدعم بمستشفى يعاني وعانى من حرمان مزمن من الدولة وكذلك منطقة نستطيع القول ليست اكثر مناطق لبنان مواردا ، برأيي ان هذا القرار هو كان أساساً في النجاح الذي ذكره الدكتور عبد الرحمن والذي رآه الناس . 
 
ونحن كوزارة صحة ليس صحيحا انه لا يوجد خطة وليس صحيحاً أنه ليس لدينا توجه ولكن من ضمن الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان التحدي الأول امامنا هو إعادة التوازن ومن ثم ان نسير بالخطة التي هي الخطة الصحية التي سوف تعلن بداية شهر آب بإذنه تعالى .
 
اما فيما يتعلق بالمستشفيات الحكومية ومستشفى صيدا خصيصاً ، امس كان الدكتور صمدي ( مدير المستشفى ) عندنا في الوزارة وهناك عدة أمور يجري العمل عليها لدعم المستشفيات الحكومية ان كان عن تأمين المساعدات مثل المازوت من قطر او المساعدة الآتية من بنك التنمية الإسلامي وغيرها وغيرها او المشاريع التي نقوم بها لدعم العاملين ان كان على الصعيد الصحي او التربوي .
 
بموضوع المستشفى التركي والذي اعتبر انها اكبر جريمة ان هذا المستشفى الذي انشىء وكلف ما يزيد على 22 مليون دولار والذي للأسف الشديد لا يزال غير مفتوحاً ، نقول أمر جيد أنه بدأ بموضوع اللقاح، وبمنتصف شهر أيلول بإذنه تعالى ستفتتح اقسام فيه منها اقسام الأشعة واقسام المختبر وبعض العيادات ومن ثم قسم الطوارىء ، وآمل انها ستكون بداية لإفتتاح المستشفى ان شاء الله في فترة اعتقد لن تكون طويلة وسنعود نفتتحه كله ليكون هناك مستشفى طوارئ وخاصة للحروق ليس فقط يخدم منطقة صيدا بل حتى منطقة الجنوب ومنطقة الشوف وحتى وصولا الى منطقة بيروت . 
 
2- المفهوم الثاني المهم في اجتماعنا اليوم وهو الدرس الذي علمنا إياه كورونا ، علمنا ان الوباء لا يحترم لا حدودا ولا جنساً ولا ديناً ولا طائفة ولا لوناً ويعامل الجميع سواسية . ونحن في لقائنا اليوم نظهر اننا كذلك متشابكين ومتوحدين في مواجهة هذا الوباء . وبرأيي ان هذه المشاركة التي كانت ان كان بين القطاع العام والخاص ودور البلديات ودور المجتمع الأهلي وكثير من الأعمال ورجال الأعمال والمؤسسات التي وقفت مع مثلاً مستشفى صيدا الحكومي ودعمته والخطط التي وضعت هي التي مكنت هذه النتائج الجيدة من ان تكون والتي نطمح لأن لا تكون فقط على صعيد منطقة ولكن كذلك على صعيد الوطن كله. وانا اتشرف ان هذه المنطقة والتجربة التي فيها ستكون أمثولة لباقي المناطق في العمل على رفع مستوى الحماية الصحية في منطقتنا . ونحن كذلك في هذا الموضوع مع انشاء المرصد الصحي في منطقة صيدا والجوار والذي سيكون برأيي امثولة تحتذي بها بقية المناطق. 
 
3- المفهوم الثالث هو مفهوم التغيير : وسط الظروف الصعبة جدا التي نمر بها ، كثيرون من الناس يقولون ربما ان الجهد يجب ان يكون منصبا ً على مكافحة الأزمات. ولكن اذا لم تترافق مكافحة الأزمات مع جهود للتغيير سنبقى في نفس الأزمات وسنبقى نطفىء حرائق ونراوح مكاننا . ولذلك جدا مهم انه الى جانب جهود معالجة الأزمات ان يكون لدينا جهود لنغير وليكون لدينا أنظمة اقوى ، بل على العكس ربما في وسط الازمات هناك فرص، لأن الأزمة هي ربما اكثر وقت تكون الناس مقتنعة بأنه يجب ان يكون هناك تغيير وان الطريقة التي كنا نعمل فيها ليست كافية . فلذلك أقول اننا امام فرصة ليس فقط على صعيد صيدا والمناطق ولكن على صعيد الوطن ، وهذا الهدف من النظام الصحي الجديد الذي سنصدر استراتيجية له والتي فيها انتقال من الاعتماد على الاستشفاء الى الإعتماد على الرعاية الصحية الأولية التي تؤمن صحة اكثر للمواطن بكلفة اقل ، والتي فيها أيضا تغيير في السياسة الدوائية من الإعتماد على " البراند" الى الإعتماد على الصناعة الدوائية المحلية و"الجنريك" التي يمكن ان تخفض لنا قيمة الفاتورة الدوائية التي تعتبر من الأعلى في لبنان، وتسمح لنا ان نؤمن كثيرا من الأدوية التي حاليا غير قادرين على تأمينها .
 
4- ولكن حتى نحقق التغيير الصحيح لا بد ان نستخلص الدروس ونأخذ العبر . وهنا احيي الدور والنظرة التربوية لدى السيدة بهية والمجموعة ككل حتى نأتي ونأخذ هذه الفرصة بالتجربة التي مررنا بها ونرى ما هي الدروس التي يجب ان نتعلمها . وهذا اللقاء هو لهذا الهدف. أولا لنتعلم بين بعضنا وثانياً لنكون مثلاً وقدوة للمناطق الأخرى حتى لا يضطروا لأن يمروا بنفس التجارب حتى يتعلموا هذه الدروس ولنتوجه لمستقبل افضل .
 
5- آخر مفهوم وهو الأهم ربما بالنسبة لنا كمواطنين ، حقيقة نعرف اننا مررنا بظروف صعبة وهذا اجبر كثيرا من الناس واخواننا في الوطن ان يتركوا لبنان ويهاجروا . السؤال الذي امامنا جميعا كمواطنين هو أي لبنان نريد واي مستقبل نريد ليس فقط لنا بل لاولادنا واهلنا . واعتبر ان هذا اللقاء اليوم والذي نحكي فيه عن مواجهة الوباء والدروس هو فعل ايمان بمستقبل افضل لأننا لو لم يكن لدينا ايمان ان هناك مستقبل افضل لهذا البلد ما كنا مجتمعين ، كان كل واحد الآن يفتش على طريقة يترك فيها البلد، لذلك برايي ان اهم ما في اجتماعنا اليوم هو اتفاقنا جميعاً على انه باذنه تعالى وبالجهود المشتركة وبالتعلم من الدروس ان شاء الله نستطيع ان نخلق مستقبلاً افضل لوطننا ولأهلنا ولأولادنا ".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات