سيمرّ على شركات التكنولوجيا الكبرى أسبوع حافل حين تبلغ الشركات الأميركية الخمس الأكثر قيمة في العالم عن نتائجها ربع السنوية، فتبدأ "غوغل" و"مايكروسوفت الحدث اليوم الثلثاء، وتختتم "أبل" و"أمازون" الإعلانات يوم الخميس، وبينها "ميتا"، التي تكشف عن أرباحها يوم الأربعاء.

وأشارت "سي أن بي سي" إلى أنّ المستثمرين في هذه الشركات "يتأذّون" هذا العام، بسبب الضرّر الذي نتج من التضخّم وارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف من الركود، في الوقت الذي كانت فيه "ميتا" أكبر المتضرّرين ضمن مجموعة الشركات الكبرى، التي فقدت نصف قيمتها بسبب الأعمال الإعلانية المتعثّرة في "فايسبوك".

في الإطار، قالت ديبرا أهو ويليامسون، المحلّلة في شركة الأبحاث الأبحاث "Insider Intelligence" إنّ "المستخدمين بدأوا يشعرون بالملل، إذ ينجذبون بالتأكيد نحو منصّات أخرى أو أنّهم يتفاعلون مع "فايسبوك" بشكل أقلّ. وعندما يزداد هروب المستخدمين بأعداد أكبر، فسيبدأ المعلنون بالانتباه إلى الموضوع"، إذ من المتوقّع أن تُظهر "فايسبوك" أول انخفاض في الإيرادات على أساس سنويّ في الربع الثاني، في وقت يتوقّع المحلّلون نموّاً بطيئاً في الربع الثالث.

كذلك أبلغت "سناب شات"، في الأسبوع الماضي، عن نتائج مخيّبة للآمال للربع الثاني، وأعلنت عن خطط لإبطاء التوظيف، فيما ألقت "سناب" باللوم على الاقتصاد الصّعب وتغيير خصوصيّة "أبل" على نظام"iOS"، إلى جانب المنافسة من "تيك توك" وغيرها.

وقال بارتون كروكيت، المحلّل في "Rosenblatt Securities" لـ"سي أن بي سي" إنّه من حيث الإيرادات، فإن "سناب و"ميتا" "في نفس المكان". وأضاف: "إنهما لا ينموان، لكنهما لا يسقطان من الهاوية في الوقت الحالي".

وأشار إلى أنّ "سناب" في وضع أقوى من حيث نمو المستخدمين.

مثل "سناب"، تضرّرت "فايسبوك" بشدّة من خلال تحديث "iOS" الجديد، ممّا يجعل من الصعب على المعلنين استهداف المستخدمين. ويمثّل الاستهداف جزءاً كبيراً من قيمة "فايسبوك" الإعلانيّة، من خلال الاستهداف بحسب الاهتمامات والقدرة على تتبع المستخدمين عبر العديد من مواقع خارجية.

ومع انخفاض الأسهم بنسبة 50٪ هذا العام، انخفضت القيمة السوقيّة لشركة "ميتا" إلى أقلّ من 500 مليار دولار، ممّا جعل قيمة الشركة أقل من "تسلا" و"Berkshire Hathaway" و"UnitedHealth"، بالإضافة إلى نظيراتها الأربع، التي عانت من التضخّم أيضاً.

أمّا أسهم "أمازون" فانخفضت بنسبة 27٪ في العام 2022، وانخفض سهم "غوغل" بنسبة 25٪، وشهد سهم "مايكروسوفت" تراجعاً بنسبة 23٪، أمّا "أبل"، فتراجعت بنسبة 13٪.

يبقى أن شهرة "تيك توك" تُشكّل تهديداً متزايداً لـ"فايسبوك" و"سناب"، لأن تطبيق الفيديو القصير الشهير يزدهر في السوق المربحة بين المراهقين والشباب. وفي الوقت نفسه، تواصل "ميتا" إنفاق مليارات الدولارات على إنشاء "ميتافيرس"، وهو عالم رقميّ يُمكن للناس الوصول إليه باستخدام الواقع الافتراضيّ ونظارات الواقع المعزّز، بالرغم من أن هناك سنوات كثيرة ما تزال تفصلنا عن التحوّل إلى العالم الرقميّ وتحقيق "ميتا" أرباحاً محتملة.