لبنانيات >أخبار لبنانية
ماذا يحمل معه هوكشتاين؟
ماذا يحمل معه هوكشتاين؟ ‎الخميس 28 07 2022 11:39
ماذا يحمل معه هوكشتاين؟

علي منتش

 

خلال ايام يصل الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت ناقلا رسالة اسرائيلية واقتراحا جديدا بشأن ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة في استباق واضح لشهر اب الذي سيكون مصيريا في مسار التسوية البحرية ما يحدد امكانية الذهاب إما نحو التصعيد العسكري او الاتفاق النهائي.

التسريبات الاولية للاقتراح الذي يحمله هوكشتاين لا تبشر بإيجابية كبيرة اذا تم قياسها مع الرغبة والتصريحات اللبنانية الرسمية التي تعتبر انها تنازلت عن كل ما تستطيع التنازل عنه في المرحلة الماضية وان ما طرح اخيرا هو الحد الادنى الذي يقبل به لبنان، اي الخط ٢٣ كاملا اضافة الى كامل حقل قانا  وفق قاعدة "كاريش في مقابل قانا".
 
تقول التسريبات ان الاسرائيليين لن يقبلوا بإعطاء لبنان اكثر من الخط ٢٣، ما يعني ان كل المساحة التي تفصل خط ٢٣ عن خط ٢٩ ستكون وفق الاقتراح الجديد اسرائيلية اذ ان تل ابيب ليست في وارد التخلي عن هذه المنطقة التي تعتبر اسرائيليا منطقة اقتصادية خاصة وهذا الاقتراح قد يؤدي الى احراج الجانب اللبناني بشكل كبير.
 
لبنان الرسمي  وتحديدا عهد الرئيس ميشال عون الذي يتولى التفاوض بات في موقف بالغ الاحراج في حال قدم تنازلا اكبر في موضوع الترسيم خصوصا ان خصومه يتهمونه بالتنازل في الاصل عن الخط ٢٩، فكيف اذا تنازل عن حقل قانا في الاشهر الاخيرة من عهده؟ هذا يزيد من احتمالات عدم قدرة الجانب اللبناني على القبول بالاقتراح الذي يحمله هوكشتاين.
 
تقول التسريبات ان اقتراح هوكشتاين يقوم ايضا على تقاسم الارباح في حقل قانا وبأن تقوم شركة واحدة بإستخراج الغاز منه على ان يحصل لبنان على جزء من الارباح وكذلك "اسرائيل"، وهذا امر لا يشكل عقدة عند جزء من لبنان الرسمي في حين ان افرقاء كثر يرفضونه الى حد بعيد وعلى رأسهم حزب الله الذي يرى في الامر شبهة تطبيع. 
 
يرى بعض المتابعين أن الكباش الحدودي لن ينتهي بتنازل اسرائيلي واضح، لان الامر سيكون بمثابة تقديم هدية لحزب الله يستطيع ان يستفيد منها في السنوات المقبلة بإعتباره المساهم الاكبر في حصول اللبنانيين على ثرواتهم، كما انه في الموضوع الاستراتيجي لن تحتمل "اسرائيل" تنازلا بحجم التنازل في  ملف الغاز لمجرد تهديد كلامي من حزب الله. 
 
ويعتبر هؤلاء انه في الوقت نفسه فإن الانزلاق الى الحرب لا يبدو في الحسبان لدى جميع الاطراف، وعليه فإن اشتباكا محدودا قد يكون عنوانا لشهر ايلول، لان هذا الاشتباك  او المعركة المحدودة سيكون دافعا اساسيا نحو التسوية الحدودية بين الطرفين ومن خلفهما بين الاطراف الاساسية المعنية.. 

المصدر : لبنان 24