لبنانيات >صيداويات
السعودي خلال إطلاق مبادرة "صيدا تواجه " في القصر البلدي: لأزمة أكبر من حجم المدينة والمبادرة تشكل خشبة خلاص
السعودي خلال إطلاق مبادرة "صيدا تواجه " في القصر البلدي: لأزمة أكبر من حجم المدينة  والمبادرة تشكل خشبة خلاص ‎الثلاثاء 2 08 2022 21:13
السعودي خلال إطلاق مبادرة "صيدا تواجه " في القصر البلدي: لأزمة أكبر من حجم المدينة  والمبادرة تشكل خشبة خلاص

جنوبيات

ألقى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي كلمة في حفل إطلاق  مبادرة " صيدا تواجه " الذي عقد في قاعة المرحوم مصباح البزري في القصر البلدي وتحدث فيه كل من النائبين د.أسامة سعد ود. عبدالرحمن البزري،  ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري، والدكتور بسام حمود المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية، وعرض لأهداف المبادرة قدمه المهندس بلال شعبان، وذلك بحضور حشد من الشخصيات والفاعليات  الروحية والبلدية في صيدا والجوار وفاعليات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وهيئات المجتمع المدني وأعضاء أمانة سر مبادرة صيدا تواجه,  ونائب رئيس بلدية صيدا الأستاذ إبراهيم البساط وعدد من أعضاء المجلس البلدي. 
وجاء في كلمة الرئيس السعودي :
بسم الله الرحمن الرحيم
لسنا بحاجة لأن نقول اننا منذ ثلاث سنوات حتى الآن، ونحن في مسار انحداري على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية. صحيح ان جزءا من ازمتنا اليوم اسبابه عالمية، سواء على مستوى التضخم المالي العالمي او على صعيد الازمات السياسية، لاسيما بين روسيا واوكرانيا والتي تركت اثرا كبيرا على الاستقرار العالمي، لكن الجزء الأكبر من ازمتنا داخلي الاسباب على الصعيد المالي والاقتصادي، والتي لو سبقها التأسيس من قبل الدولة بسلطاتها المركزية لنظام حماية اجتماعية وشبكة امان اجتماعي، لكان وضعنا ربما افضل بكثير كما هو في باقي البلدان حول العالم.  

ان تراجع دور السلطة المركزية في لبنان، سواء سميناه تراجعا أو عجزا كليا، وضع السلطات اللامركزية وعلى راسها البلديات، امام تحديات جديدة في تغطية هذا العجز. وقد قمنا في بلدية صيدا منذ بداية الأزمة الاقتصادية التي تبعتها لاحقا جائحة كورونا، بافضل الممكن للتعويض قدر المستطاع عن الانهيار العام الذي يطال اجهزة الدولة. لكننا اليوم ايضا في بلدية صيدا وكما كل البلديات، نعاني من تراجع في الايرادات، ربما ليس على صعيد قيمتها بالعملة الوطنية، انما على صعيد القدرة الشرائية لليرة، والتي تراجعت بشكل كبير امام الدولار، ووضعتنا في موقع اصبحنا عاجزين عن تأمين الكثير من الخدمات التي كنا سابقا نقوم بها. 

من هنا، نجد كبلدية صيدا، أن المبادرة التي جمعت كافة القوى السياسية والمدنية والأهلية الموجودة في المدينة، تشكل خشبة خلاص قد نستطيع من خلالها ان نستعيد بعضا من زمام المبادرة. نحن نعي ان الأزمة اكبر من حجم المدينة، واكبر من ان تستطيع جميع القوى الحاضرة اليوم الغاءها بالكامل، لكن لعلنا نستطيع من خلال تضافر الجهود ان نتجاوزها باقل الاضرار الممكنة على صعيد مدينتنا. 

لقد تلقفنا مبادرة "صيدا تواجه" بكل ترحاب، وندعو كل من يستطيع من ابناء المدينة وجوارها، مقيمين ومغتربين، الى المساعدة بأي جهد كان ولو كان متواضعا، فالمهمة التي امامنا صعبة ولا يمكن تحقيقها الا اذا تحمل كل منا حصته من المسؤولية. وبالتالي، ابدأ بنفسي لأقول أنني سواء على المستوى الشخصي او بصفتي رئيسا بلدية صيدا، مستعد لبذل كل جهد شخصي او من خلال اجهزة البلدية، للمساعدة في انجاح هذه المبادرة وتحقيق الحد الأدنى من شبكة الامان في مدينتنا، واسال الله تعالى ان يوفقنا جميعا في المرحلة المقبلة، هو ولي التوفيق والقادر عليه. 

باسمي وباسم بلدية صيدا، ارحب بكم جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حجازي
وكان عريف الحفل عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي ألقى كلمة ترحيبية وجاء فيها : 

صاحب الرعاية رئيس بلدية صيدا
اصحاب المعالي والسعادة
اصحاب الفضيلة والسيادة والنيافة
ممثلي الجهات السياسية ورؤساء البلديات  
الجمعيات والنقابات والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية والخيرية والاقتصادية والروابط والمخاتير
 
أيها الحفل الكريم....أسعد الله أوقاتكم جميعاً.... 
في مُستهل هذا اللقاء الوطني والشعبي الجامع⁄ وفي هذا المقام الموُحد في بلدية صيدا ⁄ وبمشاركة فعّاله من رأس الهرم في المسؤلية إلى أخمص القاعدة الشعبية ⁄ نود أن نرحب بكم أجمل ترحيب ⁄ مقدرين هذه المشاركة⁄ ومعتزين بحضور جميع المقامات والهامات⁄ والمواقع والمؤسسات والفعاليات التي تشارك في هذه الندوة⁄ والتي تميزت بأربع مزايا وهي:
أولاً: إن هذه المبادرة ليست بديلة عن الدولة ومؤسساتها المنهارة⁄ بل ستكون الرافعة الوطنية والشعبية لهذه المؤسسات.
ثانياً: إن هذه المبادرة في توقيتها وجرأتها ومصداقيتها ⁄ إنما جاءت لتشكل حاضنة وقاطرة لحركة وطنية وشعبية رائدة في إحداث صدمة إيجابية للتغير. (فشكراً لمن أطلق هذه المبادرة ولمن تلقفها على السواء)
ثالثاً: إنها مبادرة نموذجية في مظهرها ⁄ بمعنى التشارك بين القيادة والقاعدة من جهة ⁄ وفي جوهرها عبر التخطيط العلمي والموضوعي من جهة أخرى.
رابعاً: إن هذه المبادرة ⁄ وفي حال حققت الغايات والأهداف المبتغاة منها ⁄ ستكون في زمن إنهيار مؤسسات الدولة⁄ هي النموذج الأصدق⁄ لإعادة تشكيل هذه المؤسسات⁄ عبر التمثيل الديمقراطي السليم.
 
أيها السيدات والساده...
صيدا هي المدينة النبيلة، الأصيلة والجميلة
"صيدا تواجه" ⁄ وما إن أطلقت هذه المبادرة حتى إنهالت الأسئلة الكثيرة ⁄ صيدا تواجه من؟ ⁄ وكانت الإجابة مختصرة ومباشرة ⁄ انها ستواجه ما أمكن من تداعيات الأزمة الإنسانية والتاريخية ⁄ بكل أشكالها ومندرجاتها ⁄ والتي يعاني منها الشعب الصيداوي واللبناني بشكل أعم.
 وتتلخص التداعيات على الشكل التالي:
أزمة الكهرباء بجميع أشكالها ومشاكلها
المياه: إنقطاعها، صيانتها و تأمين التغذية الكهربائية لمحطات الضخ
الصحة: الاهتمام بالمستشفى التركي والحكومي، المستوصفات، الفاتورة الصحية ... إلخ
البيئة: جمع النفايات، معمل الفرز، الصرف الصحي ... إلخ
التربية والتعليم: المدارس الرسمية والخاصة، الجامعة اللبنانية والأقساط
الأمن الغذائي: فوضى الأسعار والإحتكار ونقص المواد
إن ماتقدم ⁄ هو غيض من فيض المشاكل والأزمات ⁄ التي يرزح تحتها المواطن.
 
أيها الحفل الكريم ...
لن نذهب بعيداً في ذكر أسباب هذه الأزمات⁄ فصفحات الجرائد وشاشات التلفزة ومنصات التواصل الإجتماعي⁄ قد أُتخمت بمطولات لانهاية لها في ذكر الأسباب⁄ قديمها وحديثها،⁄ كما اننا هنا لسنا في موقع الشكوى والتذمر وإلقاء التهم فقط⁄ لان ذلك من صفات الضعفاء⁄ ولكننا في هذا اللقاء سنبادر الى التخطيط والإعداد⁄ من الارتقاء⁄ الى التنفيذ للتطوير والتغير⁄ وهذا درب الأقوياء⁄ ونحن في هذه الجبهة بالتأكيد.
 
أيها الأحبة.... 
لا شيئ يتكامل في ساعات الولادة⁄ ولكن هذه المبادرة ستعيش وتنمو وتخطو بإتجاه الأفضل⁄ عبر تشكيل أطر منظمة⁄ تضم إختصاصين وناشطين ومهتمين⁄ تقوم بحملات مناصرة ومشاركة حول الملفات المنجزة او في طور الإنجاز لتحقيق الأهداف المنشودة.
أيها الحفل الكريم....
صحيح أن سنونو واحدة ربما لاتبشر بقدوم الربيع.⁄ إلا أن مبادرتنا الجريئة والرائدة⁄ ربما تقدح الزناد⁄ لإنارة الدرب نحو التغير المنشود في وطننا الحبيب.
وفقنا الله جميعاً للعمل لما فيه خير صيدا الحبيبة وجوارها⁄ ومؤسساتنا البلدية في أتحاد بلديات صيدا الزهراني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البيان الختامي لـ "مبادرة صيدا تواجه"
وفي ختام اللقاء عممتعن امانة سر المبادرة البيان الختامي التالي: بدعوة من القوى السياسية والمجتمعية وبلدية صيدا شارك حشد واسع من الشخصيات  وممثلي القوى السياسية والهيئات النقابية والإجتماعية والشعبية, والإعلامية والإقتصادية والمؤسسات والهيئات  الأهلية في إطلاق "مبادرة صيدا تواجه"، وذلك في لقاء عام عقد في بلدية صيدا عند الساعة الخامسة والنصف من يوم الثلاثاء2-8-2022 .
ومن بين المشاركين في اللقاء : نائبا صيدا الدكتور أسامة سعد، والدكتور عبد الرحمن  البزري، ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية المستدامة السيدة بهية الحريري، والمسؤول  السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور بسام حمود، المفتي الشيخ سليم سوسان , المفتي محمد عسيران , المطران ايلي حداد , المطران الياس كفوري ممثلا بالأب إبراهيم سعد, المطران مارون العمارورئيس وأعضاء المجلس البلدي لمدينة صيدا، و رؤساء بلديات في اتحاد صيدا الزهراني ، وأعضاء أمانة سر "مبادرة صيدا تواجه". 

وقد شهد الإجتماع كلمات ومداخلات واقتراحات متعددة أجمعت كلها على أهمية  المبادرة، وعلى ضرورة نقلها إلى حيز التطبيق في القريب العاجل.  كما نّوهت بالموقف الموحد للقوى والهيئات والشخصيات في مدينة صيدا والجوار الداعم والمشارك في المبادرة.
ودعت المواطنين كافة، وبخاصة جيل الشباب والمهتمين وأصحاب الخبرة  والإختصاص، للمشاركة في المبادرة والإنضمام إلى لجان العمل التي سيجري تشكيلها  في مختلف المجالات بهدف معالجة المشكلات الحياتية الملحة. 

وجرى خالل اللقاء تناول الإنهيار القائم والمتعاظم على مختلف الصعد وآثاره الكارثية  على المواطنين والمجتمع، ومن بينها: تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، والمعدلات  الهائلة للبطالة، وتحلل مؤسسات الدولة وعجزها عن القيام بالمهام المنوطة بها، وعجز  البلديات وحدها على الإستجابة  ، بحيث بات المواطن محاصرا من جميع الجهات لا أمن غذائي، ولاتربوي، ولا صحي، ولا بيئي،...الخ. وفي المقابل سيادة الإحتكارات  والمافيات والفوضى.

واعتبر العديد من المتحدثين أن الإنهيارات ونتائجها الكارثية و السياسات الترقيعية و الفاشلة للسلطة سوف  تشكل مخاطر قاتلة على بقاء الدولة والمجتمع والوطن.  ودعوا للتحرك من أجل التغيير وإنقاذ لبنان واللبنانيين.
كما شددوا على الدعوة لوضع حد لإنهيار مؤسسات الدولة ولمطالبتها بالقيام بواجباتها وفي الوقت نفسه دعوا لإطلاق مبادرات تطوعية من شأنها التخفيف من معاناة الناس وحماية المجتمع من الفوضى والسقوط.

وجرى التشديد في الإجتماع على ضرورة العمل من أجل معالجة المشكلات العديدة التي يعاني منها المواطنون في مختلف المجالات، وتشكيل لجان تطوعية من الناشطين المهتمين والمختصين تقوم بدراسة هذه المشكلات وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها وتتحرك عمليا بهدف الوصول إلى تطبيق هذه الحلول بالتنسيق مع البلديات والجهات المعنية.

أما أبرز المشكلات التي جرى التشديد على ضرورة الإهتمام بها فهي تتعلق بعدة مجالات من بينها: الكهرباء والمياه والبيئة والصحة والتعليم والأمن الغذائي وتنظيم المدينة وغيرها من المجالات .

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات