فلسطينيات >داخل فلسطين
عدوان الثلاثة أيام على غزة .. المقاومة تفرض شروطها وتثبت المعادلات
الاثنين 8 08 2022 09:54جنوبيات
واقفت حركة الجهاد الإسلامي على الوساطات المصرية بالهدنة مع كيان الإحتلال، بعد ان حققت مطالبها وابرزها الإفراج عن الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة، والقائد في سرايا القدس في جنين الشيخ بسام السعدي.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مساء الأحد، التوصل إلى صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة مع العدو الإسرائيلي. وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد محمد الهندي إن صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين السعدي وعواودة.
وينص اتفاق الهدنة على أن تدعو مصر إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل عند الساعة الحادية عشرة والنصف، وأن تبذل جهودها وتلتزم بالعمل للإفراج عن الأسير عواودة ونقله للعلاج. كما ينص أيضا على أن تعمل مصر على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.
واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرا، القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية المحتلة، بسام السعدي، بينما يخضع العواودة رهن الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال ويخوض إضرابا عن الطعام منذ 147 يوماً.
وأشارت التقارير إلى أن التفاهمات تتضمن سماح سلطات الاحتلال الاسرائيلية بتخفيف للحصار الذي تفرضه على القطاع، بما يشمل إدخال شاحنات وقود لمحطة الكهرباء، الإثنين.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والكيان الإسرائيلي برعاية مصرية، حيز التنفيذ على الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الأحد. وساد الهدوء مناطق قطاع غزة والمدن والبلدات في الداخل الفلسطيني المحتل، بعد دخول وقت وقف إطلاق النار.
وكانت مصر توصلت لتفاهمات بين حركة الجهاد الإسلامي وسلطات الاحتلال ودعت إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل اعتبارًا من الساعة 23:30 يوم 7 آب بتوقيت فلسطين.
النخالة: حركة الجهاد الاسلامي خرجت أكثر قوة من أي وقت مضى
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة سجلت إنجازًا وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي. وخلال مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد، قال النخالة إن سرايا القدس كانت تدافع عن كل الكتائب المجاهدة في الضفة وبمجرد أن اعتدى الاحتلال على الشيخ بسام السعدي تحركنا لحمايته ومواجهة العدوان.
وأضاف النخالة: “تحركنا للدفاع عن وحدة الشعب والاحتلال انطلق في عدوانه لإنهاء حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس ولكننا خرجنا أكثر قوة من أي وقت مضى”.
وأوضح أن 58 مستوطنة كانت تحت قصف سرايا القدس فضلاً عن المدن تل أبيب وأسدون وعسقلان وغيرها من المدن المحتلة وسيطرنا على الميدان العسكري ولنا اليد العليا.
وتابع أن حركة الجهاد تفرض شروطها وتوحد الساحات الفلسطينية وتفرض إطلاق سراح الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي، فيما الاحتلال لم يستطع فرض أي شرط وإنجازنا واضح ونهديه للشعب وللشهداء.
وأكد النخالة أنه لو حقق العدو إنجازًا لما سعى للاتفاق مع الجهاد الإسلامي لوقف إطلاق النار برعاية مصرية، مؤكدًا أن سرايا القدس ستعتبر الاتفاق لاغيًا وستستأنف القتال مرة أخرى إذا أخل الاحتلال بالاتفاق. وأعلن النخالة أن الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة سيخرج غدًا إلى المستشفى ثم إلى البيت ومصر ستلتزم بالإفراج عن الشيخ بسام السعدي خلال أقرب وقت ممكن.
وشدد النخالة على أن “الغرفة المشتركة والشعب الفلسطيني كله كان موحداً في مواجهة العدوان”، وتابع “نعم سرايا القدس قادت المعركة وأخذت على عاتقها الجزء الأكبر من العمليات القتالية”، واضاف “حماس هي العامود الفقري للحاضنة المقاومة وسنحافظ على وحدتنا”، واكد على “وحدة المقاومة ونحن والاخوة في حماس في تحالف مستمر، كما مع مختلف الفصائل”.
كما أشار إلى أن الجهاد ستعتبر الاتفاق لاغيًا وسنستأنف القتال مرة أخرى إذا أخل الاحتلال بالاتفاق، مؤكداً أن الغرفة المشتركة والشعب الفلسطيني كله كان موحداً في مواجهة العدوان نعم سرايا القدس قادت المعركة، وأخذت على عاتقها الجزء الأكبر من العمليات القتالية.
أبو حمزة: سنواصل معركتنا المفتوحة مع عدونا دون كلل أو تراجع
وأكد الناطق العسكري باسم سرايا القدس، أبو حمزة، أن المعركة مع الاحتلال لا تزال مفتوحة وسيواصل مجاهدو السرايا خوضها دون كلل أو تراجع، مشيرًا الى أن المقاومة استطاعت في معركة الاستنفار وعبر عملية “وحدة الساحات” ودماء القادة والشهداء إثبات الحق الفلسطيني بالكرامة والحرية.
وفي كلمة مصورة في منتصف ليل الأحد، قال أبو حمزة إن “سرايا القدس ستتواصل معركتها المفتوحة مع العدو الاسرائيلي دون كلل أو تراجع”، موضحًا أن السرايا ستحتفظ وصايا الشهداء المجاهدين والقادة، وستكون دماؤهم وقوداً ودافعاً لمواصلة دربنا الذي نتشرف به وبالانتماء إليه.
وأضاف أبو حمزة أن “سبعة أيام استطعنا في سرايا القدس في معركة الاستنفار، عبر عملية وحدة الساحات ودماء القادة الشهداء تيسير الجعبري وخالد منصور ومعهم ثلة القادة الميدانيين والمجاهدين والأبطال من أبناء شعبنا المجاهد الأبي، إثبات الحق الفلسطيني بالكرامة والحرية”. وتابع أن سبعة أيام مضت أربعة منها وقف خلالها جيش العدو ومعه أكثر من اثني مليون من قطعان المستوطنين على أصابع أقدامهم.
وأردف بالقول: “منذ اللحظة الأولى التي استنفرنا فيها مجاهدينا للرد على العدوان الذي جرى على الشيخ القائد بسام السعدي وعائلته، لم ينقطع عنا سيل الوساطات التي تطالبنا بالتراجع عن وقوفنا إلى جانب كرامة الإنسان الفلسطيني وحياة أسرانا الأبطال المضربين عن الطعام”.
وتوجه ابو حمزة: بالتحية للشعب الفلسطينية والأمة ولأحرار العالم، قائلاً: “هذا عهدنا بأن نظل الدرع الحامي لشعبنا والمدافعين عنه، كما قرارنا كما ترجمناه سابقاً هو معادلة وإن عدتم عدنا”.
رشقة صاروخية كبيرة للمقاومة باتجاه المستوطنات قبيل دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأحد مسؤوليتها عن قصف القدس المحتلة وتل أبيب وقاعدة بلماحيم وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت ومفلاسيم ومفتاحيم وجميع مغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية كبيرة، ضمن عملية “وحدة الساحات” رداً على استشهاد القائد الكبير خالد منصور وإخوانه الشهداء، ورداً على العدوان الصهيوني المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة
وقالت السرايا:” كرد أولي على جريمة اغتيال القائد الكبير “خالد منصور” وإخوانه الشهداء، سرايا القدس توجه ضربات صاروخية كبيرة باتجاه تل أبيب وقاعدة بلماحيم وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت ومفلاسيم ومفتاحيم وجميع مغتصبات غلاف غزة.
واعترف العدو الصهيوني بإصابة 4 مغتصبين صهاينة ووقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل في عسقلان وغيرها جراء سقوط الصواريخ عليها بشكل مباشر بعد الرشقة الصاروخية الكبيرة لسرايا القدس التي جاءت كرد أولي على جريمة اغتيال القائد الكبير “خالد منصور” وإخوانه الشهداء. وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن صاروخاً سقط على أحد المنازل بشكل مباشر في مغتصبة سديروت، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة.
وأعلنت السرايا السبت عن استهداف عدد من المدن المحتلة أبرزها مدن تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت بعشرات الرشقات الصاروخية في إطار الرد على جريمة اغتيال القائد الكبير “تيسير الجعبري” وإخوانه الشهداء.
وزفت سرايا القدس القائد الكبير “خالد سعيد منصور” عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية الذي ارتقى جراء غارة صهيونية استهدفته مساء السبت بمدينة رفح”.
وأسفر قصف سرايا القدس عن إصابة أكثر من 25 جندياً ومغتصباً صهيونياً بجروح، بالإضافة لوقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل والممتلكات الصهيونية، ونزوح وإخلاء مئات المغتصبين من مغتصبات غلاف غزة.
وقبل دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أعلنت سرايا القدس عن استهداف عسقلان وسديروت ونتيفوت وكيسوفيم وموقع رعيم العسكري، وكذلك مدينة بئر السبع ومغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية.
44 شهيداً خلال 3 أيام من العدوان على غزة
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 44 مواطنا، بينهم القياديان الكبيران في سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري وخالد منصور.
وأوضح الناطق بإسم الوزارة في غزة أشرف القدرة، أن من بين الشهداء 15 طفلاً و 4 سيدات، مشيراً إلى إصابة 360 فلسطينياً بجراح مختلفة.
واوضح القدرة أن من الأطفال الشهداء 3 اشقاء من ال النباهين، 4 اقرباء من أل نجم، 2 اشقاء من ال النيرب.
وشهد يوم الاحد أعنف أيام العدوان، حيث استشهد 15 مواطناً غالبيتهم من الأطفال، في سلسلة غارات إسرائيلية على أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وفي جباليا استهدفت طائرات الاحتلال 5 أطفال أثناء لعبهم داخل مقبرة الفالوجة، وجرى نقلهم “أشلاء” إلى مستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة. وفي بيت حانون استشهدت طفلة 5 أعوام جراء قصف إسرائيلي استهدف شارع النعايمة.
وفي مخيم البريج استشهد أب وأطفاله الثلاثة جراء استهداف لمنزل عائلة النباهين شرق المخيم، وجرى نقل الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. وفي مدينة غزة استشهد مواطن وأصيب آخرين بجراح خطيرة جراء استهداف طائرات الاحتلال عربة يجرها حصان على مفترق السامر في شارع عمر المختار.
وردت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وفصائل المقاومة على العدوان، بإطلاق مئات الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، والبلدات المدن في الداخل الفلسطيني المحتل، أدت على اضرار وإصابات.
الإحتلال يستهدف منازل المدنيين في غزة كدليل على إفلاس بنك أهدافه
وخلال العدوان الإسرائيلي، وغيره من الإعتداءات، كان لافتاً تركيز الإحتلال على تدمير منازل المواطنين المدنيين، حيث أنه وفي هذه المعركة، تضررت ما يقارب ألف وحدة سكنية، معظمها بات غير صالح للسكن جراء الدمار الكبير الذي حل بها.
وخلال حربي عامي 2014 و2021 على القطاع، ركز الاحتلال الإسرائيلي على تدمير الأحياء الفلسطينية بقصف مدفعي وجوي مكثف، إلى جانب استهداف الأبراج السكنية في قلب مدينة غزة، في محاولة لوقف المقاومة والضغط على حاضنتها الشعبية.
ويشكل استهداف الأبراج ورقة ضغط إسرائيلية، يهدف من خلالها إلى التأثير على الحاضنة الشعبية للمقاومة، التي تزداد صموداً كلما استهدفها الإحتلال. ويركز القصف الإسرائيلي للمنازل والشقق السكنية على استخدام كثافة نارية عالية لا تتوافق في الكثير من الأحيان مع طبيعة المنزل أو الشقة المستهدفة، وهو ما يعكس جانباً نفسياً يسعى من خلاله الاحتلال للتأثير على حاضنة المقاومة.
وتؤكد سياسة الإحتلال بتدمير المنازل، افلاساً إسرائيلياً حقيقاً، وغياباً لبنك أهداف عسكري، كان يتحدث عنه الإحتلال، إذ تشير التقارير إلى أن القصف للشقق والبيوت المدنية يعكس إفلاساً إسرائيلياً وغياباً حقيقياً لبنك الأهداف الذي كان يتحدث عنه جيش الاحتلال منذ نهاية الحرب الماضية “سيف القدس”.
عشرات الآلاف يشيعون القائد منصور والعديد من شهداء العدوان
وشارك عشرات آلاف الفلسطينيين، الأحد، في موكب تشييع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي “خالد منصور، واثنين من رفاقه، الذين استشهدوا في غارة اسرائيلية برفح جنوب قطاع غزة. ووسط هتافات تدعو للمقاومة والانتقام لدماء الشهداء في غزة، انطلقت مراسم التشييع من مشفى الشهيد ابو يوسف النجار وصولا الى مسجد بدر وسط مدينة رفح.
وقال ممثل حركة الجهاد في القوى الوطنية والاسلامية القذافي القططي ان دماء الشهداء لا يمكن ان تذهب هدرا، مؤكدا ان حركة الجهاد قادرة على تعويض خسارتها والاستمرار في مقاومة الاحتلال.
كما شيّع الآلاف الأحد، جثامين 15 فلسطينيا، استشهدوا في غارات شنّتها مقاتلات حربية إسرائيلية على مناطق مختلفة، شمالي وجنوبي قطاع غزة، في إطار عدوانها المتواصل منذ عصر يوم الجمعة.
وأدّى المشيّعون صلاة الجنازة على 7 جثامين، في مسجد “العودة”، شمالي القطاع، قبل مواراتهم الثرى في مقبرة “بيت لاهيا”. وأما في جنوبي قطاع غزة، فقد أدى المشيّعون صلاة الجنازة في مسجد “بدر”، قبل مواراتهم الثرى في مقبرة رفح.
وجدد المشيعون العهد للشهداء بالمضي على درب المقاومة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب المقاومة في الدفاع عن غزة وعن الحقوق الفلسطينية بالدفاع عن النفس.
وردد المشاركون الهتافات المنددة بالعدوان على القطاع، وبالصمت الدولي حيال المجازر الصهيونية في القطاع.
وأكد المشاركون أن قطاع غزة لن يكون لقمة سائغة للإحتلال ولرئيس حكومته، خصوصاً على عتبة انتخابات نيابية مبكرة في الكيان المحتل.
وفشل العدو الإسرائيلي في تحقيق انتصار عسكري في عدوانه الأخيرة على قطاع غزة، والتغطية على الجريمة الكبرى من استهداف المدنيين الفلسطينيين. وتشير التقارير إلى أن الكيان الإسرائيلي المؤقت كان يخسر كل يوم في هذه المعركة 45 مليون دولار. وفي وقت قالت المقاومة الفلسطينية كلمتها في نهاية المطاف، أكد العدوان الأخير الالتفاف الشعبي الكبير حول المقاومة.