بأقلامهم >بأقلامهم
"القلب الصادق لا يضيع"
جنوبيات
لقد كان جدي لوالدي رحمه الله يردد على مسامعي هذه المقولة:
"ما ضيّع الله قلبًا صادقًا حتّى لو عاش دهرًا بين الأوهام".
سلامٌ من القلب للذين ينشرون الجمال في عالمنا الموحش، للذين يغرسون بساتين الورد حول قلوبنا، للذين ينشرون الحبّ والرحمة والتسامح. فعندما تكون نقيًّا مِن الداخل، يمنحك الله نورًا من حيثُ لا تعلم، ويحبُّك الناس من حيثُ لا تعلم، وتأتيك مطالبك من حيثُ لا تعلم. فصاحبُ النيّة الطيّبة هو الّذي يتمنّى الخير للجميع بدون استثناء.
غريبةٌ الابتسامةُ وأمرُها عجيب للغاية؛ إن رسمتها لحبيب شعرَ بالراحة، وإن رسمتها لعدوّ شعرَ بالندم، وإن رسمتها لمن لا تعرف أصبحَت صدقةً لك، وإن رسمتها لنفسك ازدَدْت قوّة، وإن كانت شعارَك حقّقت بها سُنّة. فالابتسامةُ كلمةٌ بلا حروف تُغني مَن يأخذ، ولا تُفقر مَن يعطي، ولا تستغرق أكثر من لمح البصر، ولكن ذكراها تدوم طويلًا.
نحن لا نرتّب أماكن الاشخاص في قلوبنا، بل أفعالهم تتولّى ذلك.
وبإيمان المتيقّن اعود واردّد ما قاله جدي (طيب الله ثراه) :
"ما ضيّع الله قلبًا صادقًا حتّى لو عاش دهرًا بين الأوهام".
وأختم لأقول:
نحن نتعلّم الحكمة من خواطر الماضي، ونتوسّم الخير من تطلّعات المستقبل.