من الأعلام اللبنانيين الذين حلّقوا عالياً، فكبروا وكبر الوطن بهم... مواطن لبناني ذاع صيته الحسن في عالم المطاعم والأعمال الإنسانية والخيرية..
واحد من بين 16 شخصية مؤثِّرة في كندا، رجل الإحسان والخير، العصامي الذي بنى نفسه بنفسه، وسار على درب النجاح حتى وصل إلى أعلى درجاته، وصعد السلّم بتفانٍ وحذر، ووصل بقوة ونجاح... مرشّح للفوز بجائزة أفضل رجل أعمال للعام 2017 نظراً إلى نجاحة الهام بعمله وتعامله بصدق مع الآخرين..
شكّل بصمة هامة في عالم المطاعم والأعمال، وصادق أهم الأعلام في كندا والوطن على صعيدَيْ السياسة والأعمال، هو صاحب واحدة من أهم شركات المطاعم المنتشرة في كندا والعالم PARAMOUNT.. إنّه السيد محمد الفقيه..
***

لبناني، درس في إيطاليا هندسة وتصميم المجوهرات وافتتح متجراً للمجوهرات في لبنان، ونظراً للأوضاع الاقتصادية غير السوية في الوطن، اضطر للهجرة أو السفر للعمل في كندا، حيث عمل مع صديقه في هذا المجال، إذ ساعده بإعادة هيكلة عمله من جديد فضلاً عن تنظيم العمل وتطويره وإضفاء أفكار جديدة عليه.
تنقل الفقيه بعدّة مراحل النجاح والتطوّر في العمل والفكر، وأسّس إسماً لامعاً وسيرة حسنة، فكان يستمع كي يتعلّم ويصقل مواهبه على كافة الصعد، حتى يطوّر نفسه ويُرضي طموحة.
لم يعتبر أبداً أنّ بساطة العمل أمر مخجل، فكان ولا يزال يعمل مع موظّفي مطاعمه الخمسين المنتشرة حول العالم كفرد منهم حتى يُشعِرهم بالمسؤولية وبالعمل العائلي، الذي لا يتبع فيه تراتبية المسؤول والموظف، وقد استطاع أن يجمع موظّفي مطاعمه الذين يزيد عددهم عن الـ 1500 موظف في جو عائلي وانسجام تام وانتماء لعملهم.
لا شك في أنّ الأعمال الخيرية التي يقوم بها الفقيه هي باب من أبواب نجاحه، حيث يقوم بدعم المؤسسات الاجتماعية والانسانية على مختلف الصعد في كندا وفي الوطن، ما زاد من أرباحه في العمل، وذلك لأنّه خصّص نسبة مئوية من أرباحه للأعمال الخيرية التي لم يبخل عليها والتي تنوّعت ما بين الانسانية، الرياضية، الثقافية، الطبية والدينية...
في بداية حياته المهنية، عمل الفقية لفترة مع أهم المؤسسات التي تتاجر بأهم الماركات العالمية من الساعات والمجوهرات دون مقابل، وساعدها على إعادة هيكلة عملها، وزيادة أرباحها دون أي مطامع اقتصادية، بل بهدف كسب الخبرة أكثر وتبادل الخبرات.
والده هو مثاله الأعلى في الحياة، فقد تعلّم منه العصامية وصناعة الذات، حيث كان يعمل في مجال البناء والتطوير، وحافظ على سمعته الطيبة وصدقيته اللامحدودة مع الآخرين، وبالطبع فهو رجل خير وإحسان.    
عمل الفقيه ببيع القهوة كنادل، ولم يكن يهتم لتلقّي الانتقادات من الأشخاص الذين يعرفونه، لأنه كان يريد أنْ يبدأ من الصفر وأنْ يجرّب كل شيء في الحياة. بعد ذلك انهالت عليه العروض للعمل في مجال الساعات والمجوهرات، ونجح في هذا العالم حتى بات لديه عدد من المحلات التجارية لأهم ماركات الساعات العالمية.
بداية الرحلة مع paramount
حدث هذا العمل بالصدفة، حيث كان الفقيه يقصد متجراً للحلويات العربية في كندا، والذي لم يرق له ديكوره وتنظيمه وهيكليته... فالتقى بصاحبه وشاركه به، ومن ثم تحوّل المتجر إلى مطعم عربي بعدما اشترى المحل بما فيه من موظّفين ومُعدّات، وكان هذا أحد أوائل المطاعم العربية في كندا، التي تقدّم طعاماً حلالاً ولا تقدّم الكحول.
نجحت مطاعمه بسبب صدقيته في العمل وحرصه على تقديم الأفضل للزبون والاهتمام بالإنسان وغذائه وصحته بعيداً عن الأطماع الاقتصادية، كما استطاع أن يرتقي بعمله قُدُماً نحو الأفضل والأرقى، حتى استطاع خلال فترة وجيزة أن يحسّن من نوعية وجودة المطاعم العربية في كندا، ما أحدث نقلة نوعية وذلك بعد دراسات عدّة أجراها عن كيفية تطوير المطعم العربي في كندا، وكانت هذه الدراسات  صائبة ورفعت من مستوى مطاعم Paramount حتى وصلت إلى مصاف أهم وأكبر المطاعم في العالم.
إسم PARAMOUNT هو إسم جبل رائع في كندا، أما سر نجاحه فيعود للفقيه الذي كان ولا يزال موجوداً على الأرض في المطاعم ويخدم الزبائن شأنه شأن أي نادل أو موظف تنظيفات.
هذا، وقد أصدر الفقيه كتاباً بعنوان PARAMOUNT، مؤلف من مئات الصفحات، يوجّه من خلاله رسالة للمهتمين بعمل المطاعم وكيفية التعامل مع هذا العالم من الألف إلى الياء.
كما ويتحدّث في الكتاب عن التحديات التي واجهها والأخطاء التي وقع بها في بداية عمله لعدم خبرته الكافية للعمل في هذا القطاع، موجّها نصائح إلى المستثمرين في مجال المطاعم حول كيفية تدريب الموظفين والتعاطي مع الزبائن...
لا يحبّذ الفقيه الحديث عن أعماله الخيرية، لكن علمنا من المدير المالي لشركته أنّه يخصّص قسماً لا بأس به من أرباحه الشهرية للأعمال الخيرية والانسانية، التي يوزّعها على الجمعيات والمحتاجين بغض النظر عن دينهم وجنسيتهم في لبنان وكندا.
ويشكر الفقية كندا دولةً وشعباً نظراً إلى تقبّلهم له وإفساحهم المجال أمام اللبنانيين للعمل في بلدهم دون أي عنصرية، وفي الوقت عينه يعمل الفقيه على تظهير صورة العرب والمسلمين بطريقة جلية وواضحة من خلال تقريب المسافات ما بين الشعبين بمشاركته للمجتمع المدني في كندا بنشاطاته الاجتماعية ومشاركته لهم أعمالهم الاجتماعية والانسانية بكل محبة وأخوة بالاضافة إلى مشاركته لهم في مناسباتهم الدينية والوطنية.
ليس هذا فحسب، بل وفّر فرص العمل للكنديين واللبنانيين في كندا كما أمّن فرص العمل لجيل من الشباب في الوطن، ودعا المغتربين والمستثمرين  للاستثمار في الوطن بغض النظر عن الأرباح المادية، وذلك من أجل دعم أبنائه وعودة الاقتصاد فيها كما كان في السابق.
ويوجّه الفقيه رسالة إلى الشباب المهاجر الذي يعمل في دول الانتشار ويدعوه لاحترم قوانين البلد المضيف وعدم اعتباره بلداً مضيفاً، بل يعتبره بلداً أصيلاً ويحافظ عليه ويحترم ناسه وقوانينه...
نعم اختير الفقيه واحداً من بين أكثر 16 شخصية مؤثِّرة في كندا، وذلك لأنه استطاع أن يكسر الجسور ما بين اللبنانيين والكنديين ويعزّز صداقاته بكافة الأطياف السياسية وغير السياسية في كندا، فضلاً عن وقوفه إلى جانب الجاليات اللبنانية والعربية للمشاركة في الانتخابات النيابية، وخوض العمل السياسي وتحفيز العرب على المشاركة بالحياة الكندية بشكل أفضل، إذ دفعهم لأن يكونوا مواطنين كنديين، ليس فقط أصحاب جنسيات ورقية، وعلى الرغم من أن الكثيرين عرضوا عليه تمثيلهم في الندوات البرلمانية إلا أنه اعتذر وشجّع بعض الأشخاص على خوض هذه التجارب ودعمهم، وذلك لأنه لا يريد أخذ أجره من خلال أعماله الاجتماعية والخيرية بالوصول إلى منصب سياسي أو غيره.