بأقلامهم >بأقلامهم
بعد عشرين عاماً على رحيله.. فلسطين تثأر لاستشهاد "أبو علي" مصطفى
حين أمتدت يد العدو الآثمة لتغتال المناضل الكبير أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبه في رام الله قبل عشرين عاماً، لم تكن تدرك للحظة ان دماء هذا المناضل القائد، ودماء كافة الشهداء، ستزهر بطولات وشهداء على كامل ارض فلسطين، وان جنين ومخيمها التي ولد أبو علي مصطفى في "عرابتها" عام 1936، ستكون واحدة من قلاع المقاومة الصلبة تشكل سداً منيعاً بوجه الاجتياحات المتكررة لها ولمخيمها...
خلال معرفتي به خلال تواجد قيادة الثورة الفلسطينية في بيروت ما بين 1970 و1983، لاحظت في الرجل مزايا عديدة لم تتوفر في قائد إلا واستحق ثقة رفاقه ومحبيه وشعبه، ابرز تلك المزايا الصلابة الشديدة التي زادتها المعتقلات والسجون والمعارك حدة، والشجاعة التي واجه بها أبو علي كل التحديات باصالة، والتواضع الذي لا يتحلى به إلا النبلاء الذين يثقون بانفسهم، والروح الوحدوية الفلسطينية والعربية التي حملها مع رفاقه مؤسسي وقادة حركة القوميين العرب ومناضليها، كما قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي جعلته يجمع بين الثبات على المبادئ وبين المرونة في التعامل مع رفاق السلاح والقضية وأبناء شعبه وأمته، بالإضافة الى حكمة بلورتها السنوات الصعاب وصقلتها عصارات التجارب الغنية التي عاشها أبو علي مصطفى في فلسطين والأردن ولبنان وسورية ثم في فلسطين حيث استشهد.
ولم تكن صدفة أبداً أن يأتي أبو علي مصطفى أميناً عاماً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد مؤسسها الراحل والقائد الكبير جورج حبش، وأن يخلفه في الموقع ذاته الأسير منذ ما يناهز العقدين من الزمن المناضل والقائد احمد سعادات (أبو غسان) فهو انتمى منذ الفتوة الى حركة قومية وجبهة فلسطينية ما ساومت يوماً على شبر من أرض فلسطين، ولا على حق من حقوق شعبها، فقدمت الى شعبها وأمتها كبارا في النضال وفي المقاومة وفي الابداع، وفي العطاء الفكري والسياسي.
في ذكرى رحيلك العشرين أيها القائد الكبير يعاهدك رفاقك وأبناء شعبك وأمتك انهم على عهد المقاومة باقون، الست انت معلمنا ان الطريق الى تحرير فلسطين هو طريق المقاومة والوحدة، مقاومة تعزز الوحدة، ووحدة تحصّن المقاومة.