غيب الموت واحداً من عمالقة الكرة اللبنانية الحارس سميح شاتيلا عن عمر 85 عاماً، والذي يختصر مسار نصف قرن، حتى منتصف السبعينيات حيث اعتزل اللعب ولم يعتزل الرياضة وروحها، الى ان غادرت روحه الى السماء.
بدأ سميح شاتيلا مع النجمة، حيث اكتشفه المدرب بابكين بوياجيان من الناشئين ليرتقي مباشرة الى الفريق الاول، ولعب اولى مبارياته امام الشبيبة المزرعة على ملعب باغراميان مطلع الخمسينات، حيث حل مكان زكريا شهاب والد اللاعبين عبد الفتاح نجم الانصار السابق وزكريا نجم النجمة السابق، وكان لقبه الحارس الطائر، حيث نال شهرة كبيرة.
انتقل شاتيلا عام 1959 الى الشبيبة المزرعة كما لعب مع الهومنمن وأحرز معه اللقب عام 1961 على حساب غريمه اللدود الهومنتمن، ويومها قال الجميع "سميح جاب البطولة".
عام 1970 بدأ رحلة جديدة من التألق مع الراسينغ الذي انتقل اليه مقابل ألف ليرة، حيث خاض معه العديد من المباريات الخارجية في  الصين وأوروبا الشرقية وتركيا وهونغ كونغ ومصر والعديد من المباريات في القارة السمراء.
ودافع سميح شاتيلا ايضاً عن الوان السلام الاشرفية والحكمة والاستقلال، لكن حنينه بقي للحب الاول النجمة، وصادف ان تكون مباراته الاخيرة ضد الفريق النبيذي عام 1975 عندما كان في فريق الاستقلال.
بعد اعتزاله، تفرغ شاتيلا للتدريب حيث اشرف على فريق الجامعة الاميركية الذي كان سضم نجوماً كباراً مثل  يحيى أورفلي (الشبيبة المزرعة) وهيثم شحادة (الأنصار) وزياد سكر (النجمة) وأحمد ووليد ومروان قمر الدين (الرياضة والادب) وغالب حليمة (الإخاء عاليه)، ونظراًلعلاقته الجيدة مع الشيخ غازي علامة أشرف على تدريب الصفاء، قبل ان يعود ويتفرغ لفريق الجامعة.
وساهم شاتيلا بصعود الاخاء الاهلي عاليه الى الدرجة الاولى للمرة الاولى وكان في عداد الجهاز الفني مع المدرب احمد ابو رحاب.
دافع شاتيلا عن ألوان منتخب لبنان وكان من أبرز النجوم الذين لعب بجانبهم جوزف أبو مراد، آبو، ليفون، يوسف يموت، محمود برجاوي (أبو طالب)، سمير العدو، محيي الدين عيتاني (طابللو)، الياس جورج، محمد شاتيلا وكميل حيدر.
ومن المباريات الخالدة لسميح شاتيلا مع المنتخب ضد المجر ونجمه الاسطوري بوشكاش الذي تمكن من هز شباكه بتسديدة قوية ساعدها انزلاقها مع المياه في جو عاصفن في مباراة انتهت 4 – 1 للمجر وشارك شاتيلا في الشوط الثاني مكان الحارس خليل الهندي.
وتلقى شاتيلا عرضين للعب خارج لبنان، الأول من فريق مغربي عبر امين سر النجمة حينها المرحوم عاطف سنان الذي اخفى عنه العرض حتى العودة الى بيروت، والثاني من نادي الزمالك القاهري، ورفض شاتيلا التفاوض فيه لانه كان يرغب في البقاء قرب عائلته والحفاظ على الوظيفة الرسمية في بلدية بيروت، فضلا عن رغبته في الذود عن الوان النجمة.