بأقلامهم >بأقلامهم
"لا تقلْ غدًا سأبدأُ، فلربّما تأتي النهايةُ"!
جنوبيات
قد تغيبُ الصور أوقاتًا وينقطعُ الاتّصال أيّامًا، لكن يظلّ الطيّبون كالنجوم، لا نراهم دائمًا لكنّنا نعلم أنّهم موجودون في سماء القلوب.
خذْ من اليومِ عبرةً، وخذْ من الأمسِ خبرةً، واجعلِ الأملَ بالغدِ وفرةً، فالدنيا مسألةٌ حسابيّةٌ، اطرحْ منها التّعبَ والشقاءَ، واجمعْ لها الحبَّ والوفاءَ، واتركِ الباقي لربِّ السماء ِ.
سألَ أحدُهم رجلًا صالحًا أن يدعوَ له، فدعا له قائلًا: (آنسَك اللهُ بقربِه)، فقالَ الرجلُ: زدني. فقالَ الرّجلُ الصالحُ: مَن آنسَه اللهُ بقربِه أعطاهُ أربعًا بغيرِ أربعٍ:
١- علمًا بغيرِ طلبٍ
٢- وغنىً بغيرِ مالٍ
٣- وعزًّا بغيرِ عشيرةٍ
٤- وأُنسًا بغيرِ جماعةٍ
ألا يكفيكَ هذا؟ فبكى الرجلُ وقالَ: بلى والله، تكفي وتزيدُ.
في الواقعِ لا تقلْ من أينَ أبدأُ؟ فطاعةُ الله البدايةُ.
ولا تقلْ أين طريقي؟ فدربُ الحقِّ الهدايةُ.
ولا تقلْ أين السعادةُ؟ فرضى الله كفايةٌ.
ولا تقلْ غدًا سأبدأُ، فلربّما تأتي النّهايةُ.
لا تؤجّلْ عملَ يومِك إلى الغدِ، ولا تتّكئْ على الأمسِ وتبدأْ بالعدِّ. اعملْ لدنياك كأنّك تعيشُ أبدًا، واعملْ لآخرتِك كأنّك تموتُ غدًا.
دعوةٌ من القلبِ إلى كلِّ الأحبّةِ:
آنسَكم الله بقربِه وأمتعَكم بمعينِ فضلِه الّذي لا ينضبُ.