بأقلامهم >بأقلامهم
حذار من المساس بصرح لبنانيّ عريق!
جنوبيات
لأكثر من مرّة دأب بعض المصطادين في الماء العكر التعرّض لصرح لبنانيّ عريق، عنيت به نقابة الصحافة اللبنانيّة بما تمثّله من قيم على مدار تاريخ لبنان القديم والمعاصر.
تلك النقابة التي أعطت الرجال الأوفياء لمهنتهم فدافعوا عن الحرّيّة الإعلاميّة بدمائهم وأرواحهم وسقط منهم شهداء الواجب الإعلاميّ من لدن عفيف الطيبي وصولًا إلى رياض طه مرورًا بشهداء أغنوا الصحافة والكلمة الحقّة والشجاعة فكان سليم اللوزي ونسيب المتني وجبران الصحافة الشهيد جبران تويني وغيرهم الكثير ممّن لم يبخلوا على الصحافة بالعطاء والدفاع عن الحقّ في وجوه المارقين ومتسلّقي الإعلام ومتشدّقي الكلام الأصفر والصحافة السوداء.
في كلّ مرّة وتحت ستار التشريع خلف حجب الضوء يحاولون تمرير مشاريع القوانين بحجّة الإعلام الحرّ، تارة تحت عنوان المجلس الوطنيّ للإعلام المرئيّ والمسموع وطورًا بقناع الصحافة الحرّة وصولًا إلى اقتراح قانون الإعلام كما عدّلته اللجنة المنبثقة عن وزارة الإعلام. وجلّ غايتهم إقصاء نقابة الصحافة اللبنانيّة من خلال تفريغ دورها الإعلاميّ كصرح عريق وازن في حرّيّة الكلام ودور الإعلام.
لقد دأب "طيور الظلام" التحليق في سماء حجب الرؤى الساطعة لعلّهم يفلحون في سلخ الصحافة اللبنانيّة عن تاريخها.. عن شهدائها.. عن تضحياتها.. عن عطاءاتها، ولكن هيهات هيهات فلن يلقوا سوى الخيبة.
لن نتفاجأ بدور هؤلاء فالرسالة عُرفت من عنوانها ووزارة الإعلام المرشّحة للإلغاء بادرتنا منذ فترة بحجب المساهمة الماليّة السنويّة لنقابتنا الغرّاء التي أُقرّت بموجب القوانين والأنظمة النافذة من فجر الاستقلال. ونقابة الصحافة لم تنسَ ولن تنسى دور المغفور له الرئيس كميل شمعون عندما كان وزيرًا للماليّة في ثمانينيّات القرن الماضي كيف دافع عن بقاء المساهمة الماليّة السنويّة دعمًا لبقاء الصحافة اللبنانيّة كرائدة للإعلام الحرّ ومنبرًا للكلمة الطيّبة.
ومن منطلق الحرص على ديمومة الحرّيّة الإعلاميّة المتمثّلة بنقابة الصحافة اللبنانيّة أدعو الرئيس الكبير والحقوقيّ اللامع والمشرّع الحكيم وبوصفه رئيسًا للسلطة التشريعيّة التصدي لهذه المحاولات التضليليّة لإلغاء دور النقابة. وللمصطادين في أزقّة أخبار التزلّف أصحاب الأقلام المأجورة والحبر الأصفر نقول:
حذار من المساس بصرح لبنانيّ عريق منذ فجر الاستقلال.
حذار من التلطّي وراء التشريع لإلغاء نقابة الصحافة اللبنانيّة.
حذار من اللعب على خطّ الاستقرار الإعلاميّ.
حذار من التلاعب بالتوازنات تحت عناوين فاضحة وجانحة.
وأخيرا وليس آخرًا ستبقى نقابة الصحافة اللبنانيّة منارة شامخة تشعّ بحرّيّة التعبير والكلمة الصادقة.
وسيبقى هذا الصرح العظيم كالطود بوجه الأعاصير من أي جهة أتت.
وستبقى الصحافة اللبنانيّة ما دام لبناننا العزيز الغالي عزّنا وملاذنا الآمن.