عام >عام
الاستراحات القصيرة خلال العمل جيدة للموظف وصاحب العمل على حد سواء
الأحد 11 09 2022 15:59جنوبيات
من المهم اختيار الطريقة التي تناسبك لقضاء فترات استراحة صغيرة لمدة 10 دقائق أو أقل خلال العمل، كأن تتناول وجبة طعام خفيفة، أو تمشي قليلًا، أو تتصفّح وسائل التواصل الاجتماعي.. إذ أنها وفقًا لدراسة تحليل تلوي نُشرت في مجلة “PLOS ONE” قد تزيد من النشاط وتخفّف التعب.
وقالت مؤلفة الدراسة إيرينا ماكسينجا، الأستاذة المساعدة بقسم علم النفس في جامعة ويست تيميشوارا برومانيا، إنّ الباحثين راجعوا 22 دراسة وُضعت خلال الثلاثين سنة الماضية، وتوصّلوا إلى أنّ فترات الاستراحة القصيرة حسّنت من رفاهية الموظفين، الذين قالوا إنها تمنحهم طاقة لإكمال مهامهم من دون أن يشعروا بالتعب في نهاية يوم العمل.
وأشارت ماكسينجا إلى أنّه غالبًا ما يُنظر إلى الموظف الذي يأخذ فترات استراحة قصيرة خلال العمل على أنه كسول أو غير منتج، ما يُشعره بالذنب إن أقدم على ذلك. لذا كان الهدف من تقريرها إثبات أنّ فترات الاستراحة القصيرة مفيدة للموظفين والمؤسسات على حدٍ سواء.
وأوضحت أنّه “من غير المنطقي أن تعمل لأسبوع كامل تنتظر خلاله عطلة نهاية الأسبوع حتى تشعر بالتحسّن، أو أن تقضي يومًا مرهقًا في المكتب، وتحسب الساعات حتى انتهاء الدوام مساء”.
ونظرت الدراسات التي شملها التحليل في أثر فترات الاستراحة لمدة 10 دقائق أو أقل على الطلاب داخل مختبر، أو الموظفين في بيئة العمل، وضمت أشخاصًا من الولايات المتحدة، وهولندا، والصين، والنمسا، وألمانيا، وأستراليا، والبرازيل، واليابان. وتبيّن أنّ وقت الاستراحة المستقطع والقصير يؤثر إيجابيًا على الموظفين الذين يقومون بأنواع معينة من المهام فقط.
وأوضح التحليل أن المهام الروتينية تُنجز بمستوى عالٍ من الأتمتة التي لا تتطلب من الشخص استخدام كامل قدراته العقلية. وأشار إلى أنّ هذا الأمر قد يتسبّب بشرود الذهن أو اللهو بأعمال أخرى أو مهام غير متصلة بالعمل، ما يزيد من فرص وقوع الأخطاء.
أما بالنسبة للأعمال الإبداعية، فأفاد التحليل أنّ هذه المهام تتطلّب من الشخص البحث عن معلومات في دماغه ذات صلة بالمشروع الذي يبتكره، وفي الوقت عينه تجاهل الأفكار غير المتّصلة بالموضوع.
ومن جهة أخرى، رأى التحليل أنّ المهام المعرفية التي تتطلب مستوى عالٍ وكمية عالية من قوة الدماغ، لم تظهر تحسنًا ملحوظًا بالأداء مع الاستراحات القصيرة.
وأظهرت الأنشطة غير المرتبطة بالوظيفة، مستويات أعلى من التحسن العاطفي مقارنة مع فترات الراحة المتعلقة بالعمل، وفقًا للتحليل. ويمكن أن تشمل الأنشطة غير المرتبطة بالوظيفة التمارين الرياضية، مثل المشي، التي وجد الباحثون أنها مرتبطة بتراجع التعب وزيادة المشاعر الإيجابية. وبحسب التحليل، ارتبطت مشاهدة مقطع فيديو قصير بتحسين الانتعاش والأداء.
وفترات الاستراحة الصغيرة التي اتّصلت بالعمل مثل قراءة البريد الإلكتروني، أو مساعدة زميل ارتبطت بتراجع جودة النوم والرفاهية، بالإضافة إلى زيادة الحالة المزاجية السلبية.
وقالت إميلي هانتر، الأستاذة ورئيسة قسم بكلية هانكامر للأعمال في جامعة بايلور في واكو، بولاية تكساس الأمريكية، غير المشاركة في الدراسة، إنّ على الموظف القيام بأمر يمتّعه خلال فترة الاستراحة.