بأقلامهم >بأقلامهم
الإدارة الأميركية رهينة النفوذ الإسرائيلي
جنوبيات
لم يعد من مجال للشك بمدى النفوذ الإسرائيلي المباشر في تعطيل التواصل إلى إبرام الإتفاق النووي بين إيران والإدارة الأميركية والدول الأوربية المشاركة في بلورة هذا الاتفاق، حيث كان من الممكن الوصول إلى حل بعد الجولة السابعة، التي اختتمت بتأجيل التوصل إلى الإتفاق، والدور الإسرائيلي هو نفسه الذي دفع الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب وفريقه إلى إلغاء الإتفاق النووي الإيراني، الذي أبرم بعهد الرئيس باراك أوباما، ويبدو أن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن لا تملك الصلاحيات في التوصل إلى الإتفاق النووي مع إيران، والمؤسف أن الدول الأوروبية تسير بشكل طوعي ووفقاً للإملاءات الأميركية و"إسرائيل".
لقد أثبتت إدارة بايدن ضعفها أمام النفوذ الإسرائيلي، وأبرز ذلك حين لم يتمكن بايدن تنفيذ التوجهات الأميركية تجاه العلاقات مع الجانب الفلسطيني، حين أعلن عن خطوات عملية تبدأ بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، إضافة إلى إعادة فتح مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن، واستئناف عملية السلام على أساس حل الدولتين، فلم يتمكن من تنفيذ أي من ذلك، بل بقيت الإدارة الأميركية برئاسة بايدن أسيرة "إسرائيل".
ما حدث لن يشكل إضافة جديدة لما هو الحال من العقوبات والحصار الإقتصادي والسياسي على إيران، حيث تكيف النظام السياسي والشعب الإيراني على هذا النمط من العقوبات والحصار، غير المبرر، بل قد يكون في صالح إيران، حيث قطعت مرحلة متطورة في البرنامج النووي والتخصيب الذي يتجاوز نسبة 60٪، مما يعزز قدراتها في تسريع أن تصبح عضواً في النادي النووي، أسوة بالهند والباكستان ودول أخرى، بما في ذلك الكيان الصهيوني، حيث تمتلك "إسرائيل" السلاح النووي والكيميائي والبيولوجي، دون رقيب أو حسيب، ولا تخضع منشأتها النووية إلى التفتيش كما هو حال سائر الدول، والعجيب أن بعض الدول العربية تتحدث بإستمرار عن الخطر الإيراني ولا تتحدث عن الخطر الصهيوني المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري في فلسطين، والمخاطر المتعددة التي يمتلكها العدو الإسرائيلي وانعكاساتها على دول المنطقة من النيل إلى الفرات، وتنضم بعض دول العربية الى جانب "إسرائيل" والإدارة الأميركية في حملة التحريض على إيران بل أسوء من ذلك، عدد من الدول العربية عمل على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" والتعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، ويتردد في التبادل الدبلوماسي مع إيران. في ظل القتل والمجازر والاعتقالات ومصادرة الأراضي ونسف البيوت بحق الشعب الفلسطيني الذي يدفع ضريبة الإحتلال الإسرائيلي بشكل يومي، وفي نفس الوقت يخرج علينا من يتحدث عن التشيع ومخاطر إيران على دول المنطقة. في حين أن واشنطن انسحبت من الإتفاق النووي الذي تم التوصل إليه خلال الإجتماع الذي استضافتة فيينا في 14 يوليو /تموز 2015 . وتصر طهران على رفع كامل للعقوبات الأميركية قبل أن تعود إلى التزاماتها النووية، وفي نفس الوقت فقد تمت المواففة على قبول إيران عضواً بمنظمة "شنغهاي" للتعاون، حيث سيوقع رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة مذكرة لانضمام إيران إلى المنظمة، في قمة سمرقند، وسوف يشكل ذلك غطاء خروج إيران إلى حد كبير من نظام العقوبات والعزل عن دول العالم، خاصة بأن منظمة "شانغهاي" للتعاون تضم من دول آسيا: روسيا والصين والهند والباكستان، وهناك عدد من الدول قد تقدمت بطلب الإنضمام.
في نهاية الأمر، فإن إمكانية إستمرار الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" في السيطرة على دول العالم قد أصبح من الماضي، خاصة بعد التقدم ونجاح روسيا الاتحادية في كبح النفوذ الإمبريالية الأميركية - الإسرائيلية المشتركة، من خلال روسيا الاتحادية ودخول أوكرانيا والحيلولة بمنع التمدد الأميركي، اللاعب الأساسي في فشل الإتفاق النووي الإيراني الذي كان يقترب من بلورة الإتفاق، "إسرائيل"، حيث يتم الإستمرار في توجيه ضربات أمنية في داخل إيران، إضافة إلى ضرب النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان بشكل خاص، قد تنجح "إسرائيل" أحياناً في بعض من هذه العمليات الإرهابية، ولكن في نهاية الأمر فإن إمكانية إبقاء "إسرائيل" لم يعد ممكناً في ظل المتغيرات القادمة في المنطقة، وقد لا يتذكر العالم ما يسمى "إسرائيل".