بأقلامهم >بأقلامهم
وما أدراك ما المرفأ!
هل يُعقل ما حصل وما يحصل في ملف قضيّة مرفأ بيروت؟!
وكأنّ خفقان الموت والخراب يحوم بزخّات البؤس والشقاء حول عاصمة قدرها الأحزان على مرّ الزمان.
ويكأنّه لا يفلح الفاسدون في بلد ذنبه أنّ الحياة محرّمة على شعبه، حليلة على مسؤوليه. شعب محروم من أبسط حقوقه كإنسان...
اقتصاد مدمّر، مجتمع تنتشر فيه جهالة الحروب في تبعيّة زعيم أهلكته التخمة، لمستعبدين لا يجدون اللقمة، ورغم فقرهم وتعاستهم يصرخون بالروح بالدم نفديك يا زنيم (معنى كلمة زعيم في الواقع الأليم).
وبعدما جاءت الكورونا وتبخّرت الأموال في مصارف السراب والخيال..
وجاء انفجار المرفأ معلنًا عن فاجعة العصر... وما إن انقضت فترة من زمن التسلّط والقهر "وتحقيق يستمرّ" حتّى جاء الحريق الجديد تلفّه علامات الاستفهام. والشعب العنيد ينتظر المزيد من الانقسامات... انقسام الآراء للضغط على القضاء، وتزايد التحليلات دعمًا لحملة الصدفة وإهمال بعض الأفرقاء.
وبلحظة مصيرية اغلقت الأبواب امام التحقيقات، وفتح باب الاجتهاد امام الهرطقات، وتعالت الاصوات بحرقة الآهات، واصبح القضاء هدفا في مرمى الموبقات!
هذا وبصرف النظر عن سياسة المحاور، وتحوير المصادر المفتوحة على مشاهد دراميّة تبكي العيون وتدمي القلوب ...
نأمل ونتأمّل لعلّ القدر يخبرنا بليلة استجابة، إنّ الانفراجات ستأتي على عجل.. وإنّ الأمور ستسير على ما يرام في زمن الجوائح والصعوبات...
ونقطة على سطر غيمة مطر ستبشّرنا بالمنتظر...
وعودٌ على بدء نقول:
"المرفأ وما أدراك ما المرفأ.. انتظار أمل نرجو أن لا يُرجأ".