تقول تون بيورجا الاستاذة بقسم الصحة العامة والرعاية الأولية بجامعة بيرجن والباحثة الرئيسية في الدراسة التي أجرتها أنّ السمنة تعتبر تحدّياً رئيسيّاً للصحة العامة، وهي عامل خطر محدّد لعدّة أنواع من السرطان. وقد ارتبطت زيادة الوزن لدى البالغين بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. لكن الدراسات المتعلّقة بتوقيت حدوث السمنة والمدة التي قضاها الفرد معانياً من زيادة الوزن كانت نادرة نسبيًّا. ويشير تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2018 إلى أنّ معدّل السمنة زاد حوالي ثلاثة أضعاف منذ عام 1975، وإنّ 39 بالمائة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر عانوا من زيادة الوزن في عام 2016 في حين بلغت نسبة من يعانون من السمنة 13 بالمائة. وتقول تون بيورجا، أظهرت الدراسة التي استمرت لمدة 18 عاماً ونشرتها مجلة انترناشيونال جورنال أوف أبيدميولوجي International Journal of Epidemiology أنّ أفراد العينة ممن كانوا يعانون من زيادة الوزن قبل سن الأربعين ارتفعت نسبة إصابتهم بأنواع السرطانات المختلفة وان كانت بنسب متفاوتة، وإنّ البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة يعانون بالتالي من زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، وسرطانات بطانة الرحم والكلي والقولون. وأوضحت دراسة بحثية جديدة بنشرتها مجلة Spectrum JNCI التابعة لجامعة أوكسفورد، أنّ الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة يكونون أكثر عرضةً للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وعلى مدى الثلاثين عاماً المنصرمة أدّت السمنة في جميع أنحاء العالم الى زيادة تطوّر العديد من الأمراض المزمنة، بما فيها مرض السرطان، إذ أنّ السمنة عامل خطر معروف للورم الحميد في القولون والمستقيم حسب ما نقله موقع ميديكال اكسبريس. إنّ سرطان الثدي لدى الذكور هو نوع نادر من السرطان. ويتكوّن في أنسجة الثدي لدى الرجال. يصيب سرطان الثدي الرجال من كبار السن أكثر مع أنه قد يحدث في أي سن وتعتقد أنّ السمنة عند الرجال تعتبر سبباً من أسباب الإصابة به. وأشارت دراسة علمية نشرت في مجلة سيل ميتابوليزم الأميركية إلى أنّ السمنة تؤدي الى زيادة نسبة سيتوكينات اللبتين في الدم ما يجعل سرطان الثدي أكثر عدائية. وجاء في الدراسة التي أجراها فريق علمي مكوّن من باحثين في مركز هيلمهولتر الألماني بالتعاون مع جامعة ميونخ التقنية ومستشفى هايدلبرج الجامعي، أنّ السمنة تؤثّر على عملية التمثيل الغذائي لخلايا سرطان الثدي وهو ما يجعل تلك الخلايا قادرة على مقاومة العلاجات المختلفة، ورفع احتمالات عودة السرطان بعد تمام العلاج. يقول ستيفان هيرزبخ استاذ ومدير معهد هيلمهولتر لأبحاث السكري والسرطان، أنّ هناك روابط جزئية ميكانيكية في ضعف التمثيل الغذائي في حالة السمنة، وبين السرطان وأضاف أنهم نجحوا في تحديد مسار التمثيل الغذائي في خلايا سرطان الثدي بالنسبة للمرضى الذين يقاسون من السمنة، وهو الأمر الذي سيساعد على تركيز أبحاث السرطان على منطقة لم تكن معروفة من قبل. وحذّرت جمعية أبحاث السرطان البريطانية من خطورة الإصابة بالسمنة وعلاقتها بأكثر من أربع أورام سرطانية شائعة في بريطانيا. وتقول الجمعية الخيرية أنّ زيادة الوزن قد تكون السبب المحتمل للإصابة بسرطانات الإمعاء والكلي والمبيض والكبد، أكثر مما يتسبّب فيه تدخين التبغ.