بأقلامهم >بأقلامهم
"فاقدُ الصبرِ قنديلٌ بلا زيتٍ"!
جنوبيات
إنْ عَظُمَ مَطْلُوبكَ فاللهُ أعظم، وإنْ كَبُرَ هَمُّكَ فاللهُ أكبر. البلاء ملح المؤمن، إذا عدمَ فسدَ حاله. ولو تأمّل المؤمن في حاله مع البلاء من الاستغفار والدعاء والصدقة واللجوء إلى الله؛ لعلم أنّه نعمة عظيمة امتنَّ الله تعالى بها عليه ليخرج ما في نفسه من العُجب والكبرِ ويقوده إلى طاعة الله تعالى.
يقول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ}.
وعليه، وكما قال الشاعر:
وقد تَبْدُو النَّوائِبُ دُوْنَ حَلٍّ
وَفِي بَوَاطِنِ ضِيقها فَرَجٌ قَرِيْب
عندما تتقرّبُ إلى الله، لن تحتاجَ إلى البحثِ عن السعادة، فهي التي ستبحث عنك. ستشعرُ بجماليّة الحياة وتجعل لكلِّ يوم صفحةً جديدةً، وتترك الماضي بأعبائه المثقلة ولن تعودَ إليه.
لذا، أنعشْ قلبَك بالدعاء، وارفعْ يديك إلى بارئك، تضرّع إليه، بُثّ شكواك وفرّغ همَّك.
فالأبوابُ مفتوحةٌ والدعواتُ مجابة.
فكلّ ما تحتاجه لتحقيق مبتغاك هو الصبر. فهو مفتاح الفرج، وزوّادة المؤمن في تحمّل البلاءات والابتلاءات.
وقد قيل: "فاقد الصبر قنديل بلا زيت".
وما أحوجنا في بلاد العجائب والغرائب لبنان إلى المزيد من الصبر، لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرًا...
ونختم بقول الشاعر:
الصبر مثل إسمه مرّ مذاقته
لكن عواقبه أحلى من العسل