بأقلامهم >بأقلامهم
سيرة مناضل.. ومسيرة نضال
جنوبيات
حين وصلني الخبر القاسي بوفاة الأخ الحبيب غسان رمضان أحد قدامى جمعية كشاف العروبة وجمعية شبيبة الهدى قفز الى الذاكرة شريط ذكريات لأيام وفعاليات كان غسان (رحمه الله) ورفاقه في قلبها..
بدءاً من أيام الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982، حيث كان في طليعة متطوعي جهاز الدفاع المدني ينتقل مع رفاقه من حي الى حي ينقذ جريحاً هنا، ويطفئ حريقا هناك، ويخلي شهيداً هنا وهناك.. بل قفزت الى الذاكرة صورته مع رفاقه متطوعي الدفاع المدني يدخلون مخيمات صبرا وشاتيلا ويكون أول الشهود على تلك المجزرة الوحشية وأول من أوصل أخبارها الى الاعلام العالمي...
إن الذاكرة قفزت أيضاً إلى صور غسان مع رفاقه في الجمعية أيام الحرب البشعة التي شهدتها احياء بيروت وزواريبها، حيث اقاموا وبمساعدة الأهالي مركزاً لجمعية شبيبة الهدى في المنارة والحمرا ورأس بيروت، لا بل لا أنسى كيف تحرك غسان ورفاقه لاخراج الراحل الدكتور خير الدين حسيب من منزله في المنارة عام 1989 حين تعرضت منطقة سكنه في المنارة الى قصف شديد فكانت شبيبة الهدى الى جانبه يخرجونه تحت القصف .
وتعود بي الذاكرة الى الذكرى السنوية لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد في أيار عام 1986، حين كان غسان في طليعة مسيرة الجمعية التي جاءت من الطريق الجديدة الى دار الإفتاء لتشارك في احياء ذكرى شهيد بيروت ولبنان، شهيد العروبة والإسلام، رغم الظروف المعلومة آنذاك.
في مسيرة غسان رمضان الشبابية، التي هي جزء من مسيرة جمعية شارك في انطلاقها من ثمانينات القرن الماضي يمكنك أن تقرأ مسيرة بيروت في صمودها الأسطوري بوجه الاحتلال الصهيوني والحرب الداخلية،بل مسيرة العمل التطوعي الذي تعرض وما زال للعديد من المخططات الهادفة لتصفية وتهميشه وإدخاله في البازار السياسي أو الفتنوي المريض.
رحم الله غسان رمضان ورحم كل من رحل من رفاقه في شبيبة الهدى وكشاف العروبة وكل جمعيات الدفاع المدني.
غسان رمضان احد أبناء بيروت الذين جسّدوا في حياتهم صورة المدينة التي أعطت دون حساب لقضايا الانسان والوطن والأمة.