لبنانيات >أخبار لبنانية
مرشح " الحزب" لرئاسة الجمهورية.. مفاجأة!
مرشح " الحزب" لرئاسة الجمهورية.. مفاجأة! ‎الاثنين 26 09 2022 15:36
مرشح " الحزب" لرئاسة الجمهورية.. مفاجأة!

ميرفت ملحم

لطالما تبنى البعض مبدأ فصل الدين عن الدولة او فصل الدين عن السياسة من دون اي مقاربة جدية لكيفية تطبيق هذا المبدأ في ظل مجتمع طائفي مذهبي مركب، لا يمكن ان يستقيم الحكم فيه الا على مبدأ الوفاق. وتاريخ لبنان بحديثه شاهد على الاستنزاف الذي وصله البلد نتيجة استغلال البعض للطائفة والمذهب وتسويق البعض لمشاريعهم من كيس تلك الطائفة او المذهب، في المقابل ولدى كل انتكاسة كانت المرجعيات الدينية والروحية تتداعى وتدعو للجمع ورأب الصدع وتغليب مصلحة الوطن على اي اعتبار.

من هنا يأتي لقاء دار الافتاء الذي حصل مؤخرا والذي جمع النواب السنّة في صلب تدعيم المسار الوطني من خلال تأكيده على التمسك باتفاق الطائف وتعزيز وحدة الصف ومنع الفراغ الرئاسي ، وهي في الاصل عناوين تصب في مصلحة كل الطوائف وليس في مصلحة السنّة فقط. لكن هذه الخطوة ينبغي ان لا تكون يتيمة بل يقتضي ان تستكمل بلقاء يجمع جميع المرجعيات الدينية والروحية والسياسية تحت العناوين عينها خاصة على مستوى الاستحقاق الرئاسي في ظل بروز عجز واضح لدى القوى السياسية عن الاتفاق على مواصفات الشخصية الجامعة حتى الساعة. كما ان من شأن ذلك ان يؤكد ان المرجعيات الدينية والروحية هي خارج اطار الصراعات السياسية وتعمل بشكل وطني خالص وهي قادرة على خلق مساحة تفاهمات مشتركة خاصة في ما يتعلق بمواصفات رئيس الجمهورية باعتبار انه رئيس لكل لبنان بكل انتماءات ابنائه وتوجهاتهم ، وعلى الجميع ان يكونوا معنيين به وضنين بدوره .

بالطبع بورصة الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية لا مفاجآت فيها حتى الساعة وكل ما ينشر عبر الاعلام من قراءات تحمل اسماء المرشحين الاكثر حظا او الاقل حظا هو في غير محله. فمن يقرأ البيان الاخير لممثلي المملكة العربية السعودية وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية حول لبنان والذي ركزوا فيه على ان يحرص" رئيس الجمهورية المنتخب على توحيد الشعب اللبناني وان يعمل مع الاطراف الاقليمية والدولية الفاعلة للتغلب على الازمة الحالية" يرى بان على رئيس المجمهورية المطلوب ان يكون قادرا على الجمع بين اللبنانيين، اي ان لا في الاصل طرفا بل يتمتع بعلاقات دولية واقليمية قوية ليتمكن من اخراج لبنان من ازمته، وبالطبع هذه المواصفات تنطبق فقط على مرشح "مفاجأة" او اسم جديد من خارج السرب.

قد يرى البعض ان مرشح "المفاجأة" قد يصطدم برفض "الثنائي الشيعي" وتحديدا حزب الله، الا ان مسار الامور يشير الى ان عين حزب الله اليوم على ملف ترسيم الحدود ونتائجه فقط، وان الاستحقاق الرئاسي قد يكون الورقة التي يمكن ان يتنازل عنها كبادرة تطمين وحسن نية تجاه الخارج من خلال موافقته على انتخاب مرشح من خارج الاصطفاف السياسي وليس ما يمنع ان يكون مقربا من باريس باعتبارها الطرف الاقرب اليه والاقدر على الحوار معه . ومن جهة أخرى فان هذه الورقة تنجيه من الاحراج في الاختيار بين حليفيه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لما لهذا الاختيار من انعكاسات.

بالطبع ان مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي هي ورقة قوية يرغب حزب الله ايضا في نجاحها للتعكيز عليها في المستقبل. قوة هذه الورقة يمكن استنتاجها من الضمانات المطلوبة في مقابل انجاحها وهي تتمثل بالضمانات الامنية وتحديدا امن اسرائيل وضماناته على الحدود وسرعة الترسيم واستخراج النفط والغاز في المنطقة والتحكم به في ضوء الازمة الاوكرانية الروسية. تلك الضمانات تمثل بالنسبة لحزب الله نقطة ضعف يمكنه استغلالها في حال لم تجر الرياح كما يشتهي.

المصدر : لبنان 24