عام >عام
بالصور: "قبر المسيح" فُتِح... تحت الركام "شيء غير متوقع"
الجمعة 28 10 2016 19:54في الغرفة الداخلية الاعمق في الموقع المسمَّى "قبر المسيح" في القدس عمد فريق من المرممين الى نزع طبقة الرخام التي تغطي القبر، للمرة الاولى منذ قرون، في محاولة للوصول إلى ما يُعتقد أنه سطح الصخرة الأصلية التي سجي عليها جثمان يسوع المسيح.
العمل جزء من مشروع ترميم تاريخي للحفاظ على الغرفة الداخلية التي تأوي الكهف، حيث يقال ان السيد المسيح دفن وقام من بين الاموات. انه محور احد أقدم الكنائس المسيحية، وأحد أهم المزارات لدى المسيحيين. "عادة، أقضي وقتي في قبر توت"، قال هيبرت عن موقع دفن الفرعون المصري توت عنخ آمون. "لكن هذا أكثر أهمية".من وقت طويل، يعتقد مؤرخون كثيرون أن الكهف الأصلي- وقد عُرِّف عنه بعد قرون عدة من موت يسوع المسيح بانه قبره- قد طُمست معالمه من زمن بعيد. غير ان عالم آثار، يرافقه فريق من المرممين، قال ان الاختبارات بالرادار المخترق للارض بيّنت أن جدران الكهف لا تزال قائمة في الواقع- على ارتفاع 6 أقدام ومتصلة بالأساس- خلف ألواح رخامية للغرفة وسط كنيسة القبر المقدس في القدس. و"ما تم اكتشافه مذهل"، قال عالم الآثار في "ناشيونال جيوغرافيك" فريدريك هيبرت.
وتعمل "ناشيونال جيوغرافيك"، بمشاركة خبراء يونانيين، على توثيق العمل. كنيسة قبر المسيح (او كنيسة القيامة) في القدس، وهي بناء يرجع الى القرن الثاني عشر، ومقامة على بقايا آثار ترجع الى القرن الرابع، هي المكان الوحيد الذي تمارس فيه 6 طوائف مسيحية إيمانها في الموقع نفسه. المرة الاخيرة التي رممت فيها الغرفة الداخلية كانت العام 1810 اثر حريق. وهي تحتاج الى تعزيز، بعد اعوام من التعرض للرطوبة ودخان الشموع. القفص الحديدي الضخم الذي بنته حولها السلطات البريطانية العام 1947 لا يزال قائما، لكن ليس بما فيه الكفاية.
التجديد في هذا الموقع الاقدس لدى المسيحيين يتطلب اتفاقا متبادلا بين مختلف القيمين على كنيسة القيامة، ومن الصعب جدا تأمينه. فالطوائف الست تحرس بغيرة أجزاء مختلفة من الموقع، وغالبا ما تعارض حتى أصغر التغييرات.
العام الماضي، أغلقت الشرطة الإسرائيلية المكان لفترة وجيزة، بعدما اعتبرت هيئة الآثار الاسرائيلية انه ليس آمن. وقد دفع ذلك بالطوائف المسيحية الست الى اعطاء الضوء الاخضر لإصلاحات بدأت في حزيران الماضي.
على مدار الساعة، ينتظر الحجاج في صفوف للحصول على فرصة للجثوم في الغرفة الداخلية الصغيرة. يركعون أمام لوح من الرخام ألابيض يقال انه يغطي سطحا محفورا من جهة الكهف الجيري، حيث سجي جثمان يسوع المسيح قبل قيامته.
وقد أغلق مسؤولو الكنيسة الغرفة امام الحجاج ابتداء من مساء الأربعاء. واستخدم العمال بكرة لنزع لوح الرخام انزلاقا، على امل في الوصول إلى سطح المدفن. وقال هيبرت ان بلاطة الرخام لم تُنزع منذ العام 1550.
تحت الرخام، كانت طبقة من الركام. وعند ظهر الخميس، كان العمال انهوا إزالة الركام، كاشفين عن شيء غير متوقع: لوح آخر من الرخام. وابدى هيبرت اعتقاده أن اللوح الثاني- وهو رمادي وظهر عليه نقش صغير في شكل صليب- يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر. انه مشقوق في الوسط، وتحته طبقة بيضاء. "لا أعتقد ... انه الصخرة الأصلية. لا يزال امامنا عمل اكثر (للقيام به)"، على قوله.
الطوائف المسيحية الرئيسية التي تدير كنيسة القيامة سمحت لطاقم العمال بالعمل 60 ساعة فقط للتنقيب في الحرم الداخلي، افاد هيبرت. ويعمل الخبراء، ليلا ونهارا، للوصول إلى جوف القبر وتحليله. وقال: "سنغلق القبر بعد ان نوثق ذلك"، قالت أنطونيا موروبولو، وهي مهندسة معمارية في الجامعة التقنية الوطنية في أثينا المشرفة على اعمال التجديد.
يريد فريق الترميم ان يسد بإحكام جوف القبر، قبل ان يحقن أجزاء من القبر بالطين من اجل التعزيزات، وبالتالي لا تتسرب المادة داخل ما يعتبر انه الصخرة المقدسة.
في غضون ذلك، سيبقى جزء من القبر مفتوحا. الخبراء عمدوا الخميس الى فتح نافذة مستطيلة في أحد الجدران الرخامية للغرفة الداخلية، كي يتمكن الحجاج من ان يلقوا نظرة خاطفة، للمرة الاولى، على جزء من الجدار الجيري الذي يعتقد أنه قبر يسوع.
هناك وقف دايفيد غرونيي، وهو الامين العام لمجموعة تشرف على ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في الأراضي المقدسة، مع عدد قليل من الرهبان الفرنسيسكان. وكانوا يشاهدون برهبة العمال وهم يعملون. "ما حصل هنا من الفي سنة غيّر تاريخ العالم كليا"، على قوله. "ان تكون قادرا على الحفر، دعنا نقول، حتى الصخرة التي وضع عليها جسد يسوع ... فرحة غامرة".
عند نقطة واحدة، وثّق طاقم فيلم "ناشيونال جيوغرافيك" الموقع، في وقت كان رجال الدين يحرقون حولهم البخور، في طقس كنسي يومي. بعد مغادرة الطاقم، تسلق رجلا دين برداءين بنيين مع شرطي إسرائيلي متمركز في الكنيسة للمساعدة في الحفاظ على النظام، كومة من أدوات البناء والأسلاك الكهربائية الملقاة على ارض الغرفة الداخلية، ثم انحنوا داخلها، ملتقطين صورا للقبر بواسطة الهاتف الخليوي. "انها لحظة تاريخية، اليس كذلك؟"، علّق الشرطي.