ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
"ماريا وأجمل المواقف الإنسانيّة"
الاثنين 3 10 2022 11:46على ذمّة الرّاوي "مستر سام باغيت"، إنّها قصّة حقيقيّة حدثت في الولايات المتّحدة الأميركيّة.
تتحدّث القصّة عن عاملة بسيطة تُدعى "ماريا" كانت تعمل في أحد المطاعم بولاية تكساس الأميركيّة. وذات يوم دخل رجل مسنّ إلى المطعم بثياب رثّة وعلامات الفقر بادية على مظهره الأشعث، وقد كانت النّاس تنظر إليه باشمئزاز بسبب ذاك المظهر. وما إن جلس الرجل على أحد المقاعد حتّى بدأت النّاس تشكو وتعارض وجوده في المكان. لكنّ "ماريا" لم تفعل مثل ما فعل الآخرون، حيث استقبلت الرّجل الأغبر بابتسامة رقيقة وكأنّه زبون عاديّ وقالت له:
اسمي "ماريا"، وإذا أردت أي شيء فأنا هنا لخدمتك. شعر الرجل العجوز بفرح داخليّ بسبب تلك المعاملة الرقيقة، وقد توجّه بوافر الشكر "لماريا" لأنّها عاملته كإنسان وليس كمتسوّل.
وفجأة تدخّل مدير المطعم وحذّر "ماريا" قائلًا:
إن لم يدفع المتسوّل ثمن الطعام سيتمّ خصم ثمنه من راتبك.
وافقت "ماريا" وقدّمت للعجوز أفضل المأكولات الموجودة في المطعم، وعند الانتهاء من الأكل قدّمت له كوبًا من القهوة وقالت له: لا تهتمّ بثمن الطعام فهذا الطعام هديّة من المطعم بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه.
وبعد أن تناول العجوز كوب القهوة شكر "ماريا" كثيرًا ثمّ غادر المكان وهو في حالة من السعادة تكاد لا توصف.
بُعيد ذلك أسرعت "ماريا" لتنظّف الطّاولة فوجدت رسالة تركها الرجل العجوز مكتوب عليها:
"عزيزتي ماريا"، أشكرك كثيرًا على معاملتك الطيّبة، أنا "مالك المطعم"ولكنّي تنكّرت بهيئة متسوّل لمعرفة كيف يعامل الأجراء الزبائن الفقراء. وهذا إقرار منّي لترقيتك لمنصب إداريّ مهمّ، حيث ستكونين مديرة على جميع العاملين في المكان، فهنيئًا لك على هذا المنصب الجديد.
وعليه، فإنّ العبرة من هذه القصّة الرّائعة بإنسانيّتها تعطينا الدّافع والحافز بأنّ على الإنسان عدم التوقّف عن فعل الخيرات حتّى وإن صادف في طريقه ناكرًا للجميل، إذ يكفي المرء وعد الله المتمثّل بالآية الكريمة من محكم التنزيل: "هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلّا الإحسان".
صدق الله العظيم...