بأقلامهم >بأقلامهم
"ما بين الغاز والتشريج، همّ فجيج"!
!["ما بين الغاز والتشريج، همّ فجيج"!](../../../images/date.gif)
![](https://janobiyat.com/upload/writer/writer_img/1/writer_1_1660121457.33784ac5a76c58f9ff263788c00f0be0683.jpg)
!["ما بين الغاز والتشريج، همّ فجيج"!](https://janobiyat.com/upload/news/multi_news_img/80377/news_80377_1665038980.727943ccb25f4a4582aff9ded5ee2e4455b6.jpg)
جنوبيات
إنّه يوم المفاجآت في عالم المأساة التي يعيشها المواطن الكونكانيّ المسكين بشكل يوميّ "كجلمود صخر حطّه السيل من عل".
يقول القاضي الكونكانيّ "مظلوم العاني":
أراد ابني الأصغر أن "يشرّج" هاتفه المحمول فذهب إلى محلّ لبيع الأجهزة الإلكترونيّة (الذي يقوم بتشريج الخطوط أيضًا) طالبًا "تشريج خطّه لمدّة شهر زائد 7.58 $"، وإذ به يُفاجأ بأنّ "كارت التشريج" ثمنه 275 ألف نيرة!
فسأل صاحب المحلّ: أليس "الكارت" على سعر صيرفة مصرف كونكان؟
فأجابه صاحب المحلّ: اذهب إلى الشركة المعنيّة "وشرّج من هونيك"!
دفع ولدي ثمن "الكارت" على مضض وأتى إلى المنزل وأخبرني بما حصل.
وما هي إلّا دقائق معدودة حتّى جاءت زوجتي وأخبرتني أنّها بصدد تغيير قارورة الغاز، وأنّها اتّصلت بالدّكّان فأخبرها أنّ سعر القارورة 480 ألف نيرة، فقمتُ من فوري واتّصلتُ بصاحب الدّكّان قائلًا:
إنّ سعر قارورة الغاز اليوم هو 412 ألف نيرة، فلماذا تريد 480 ألف نيرة؟
ويا ليتني لم أسأل، فقد أعطاني صاحب الدّكّان درسًا في الاقتصاد والتّجارة وقال لي بكلّ بساطة وبلهجة المستغني:
"القنّينة بتكلّفني واصلة لعندي 430 ألف نيرة، وعندي شغّيلة ومصاريف وخلافو، معقولة ما إربح 50 ألف نيرة حتّى وصّلها لعندك"؟!
وعلى الرغم من أنّ الدّكّان يبعد عن منزلي نحو 20 مترًا، أقنعني بصوته الجهوريّ، ولا سيّما أنّ الطبخة على النّار (ولازم ناكل لنعيش، مش نعيش لناكل ع قولة المتل).
فيا دولة كونكان العليّة، راتبي لا يكفيني لأكثر من ثلاثة أو أربعة أيّام، والمصرف يعطيني فتات النقود بعد أن نكثَ بالعهود، وليس لديّ سوى عود جدّي، وعلى ما يبدو سأبيعه وأعيش من ثمنه ليوم موعود، ولوصل محدود، ولقهر ممدود.
وأنتم يا حكّام بلاد كونكان الديمقراطيّة، أرجو من الله أن يرينا فيكم يومًا أسودَ حالكًا كسواد قراراتكم الخنفشاريّة والظّالمة.
أعان الله شعب كونكان، وقضاة كونكان، وموظّفي كونكان، الشرفاء منهم بدون سواهم.
وليس ذلك على الله بعزيز...