بأقلامهم >بأقلامهم
66 عاما على مجزرة قلقيلية
قبل 66 عاماً، قدمت قلقيلية والجيش العربي الأردني، أكثر من 70 شهيداً، في معركة الدفاع عن المدينة التي شهدت يومها نكبة صغرى.
في نهار الخميس العاشر من تشرين أول 1956، رصد أحد ضباط الجيش الأردني من سطح مركز شرطة قلقيلية، حشودات لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وراء خط الهدنة من الجهة الشمالية والغربية لمدينة قلقيلية.
في التاسعة مساء من اليوم ذاته، قطعت أسلاك الاتصالات عن المدينة، خاصة الاتصالات العسكرية بين مركز الشرطة ومقر الحرس الوطني، الأمر الذي زاد شعور الأهالي والجيش العربي بأن هجوماً وشيكاً ستنفذه قوات الاحتلال المحتشدة في المستوطنات القريبة.
وحسب كتاب "قلقيلية بين الأمس واليوم"، الذي يروي شهادت من عاصروا تلك المجزرة، فإنه في الساعة العاشرة مساء من ذلك اليوم تسللت باتجاه قلقيلية من الجهة الشمالية والغربية مفرزة من الجيش الإسرائيلي تقدر بكتيبة مشاة تساندها مدفعية ميدان، والتي بدأت بقصف مركز الشرطة شمال البلدة على طريق طولكرم.
بعد الساعة 11 ليلاً عادت كتيبة المشاة إلى المدينة بعد تمهيد مدفعي كثيف، إلا أن هجومها فشل وتكبدت بعض الخسائر لاستبسال الاهالي والحرس الوطني والجيش الأردني بقيادة الضابط خنفور سليمان.
وعند منتصف الليل، عادت قوات الاحتلال للمرة الثالثة بكتيبة المشاة تحت حماية الدبابات، بعد ان مهدت للهجوم بنيران المدفعية الميدانية، وهاجمت قلقيلية من ثلاثة اتجاهات (الشمالية والغربية والشرقية) وتمكنت من الوصول الى مركز الشرطة واحتلاله، ودارت معركة بين القوات المهاجمة والمدافعين عن المركز، فاستشهد عدد من المدافعين وأفراد الحرس الوطني، وعدد من أسرى مركز الشرطة، وذلك بعد نسفه على من فيه.
قائد الهجوم على قلقيلية، الذي استهدف بالدرجة الأولى مركز الشرطة كان المجرم "آرييل شارون"، الذي قاد مذبحة صبرا وشاتيلا أيلول 1982، وأطلق شرارة الانتفاضة الثانية أيلول 2000.
وقتل في معركة المركز 18 جنديا اسرائيليا بينهم، قائد القوات المهاجمة البريجادير جنرال قائد سلاح المدرعات واسمه "بيرمي"، الذي اقام له الجنود بعد احتلال البلدة عام 1967م، نصبا تذكاريا مكان مقتله في "تلة صوفين، إلا ان أهالي البلدة قاموا بهدمه.
ويروي محمد عبد الهادي طه (المعروف في قلقيلية باسم أبو نضال الميكانيكي، وكان يعمل ميكانيكيا في قيادة الحرس الوطني في نابلس) ان وحدة من الجيش الأردني بقيادة محمد الخصاونة المتمركزة في عزون، تحركت للمساعدة في التصدي للعدوان، لكنها اصطدمت بالألغام التي زرعتها قوات الاحتلال المتسللة مسبقا فدُمِّرت بعض آلياتها. كما ان طائرات الاحتلال ضربت القوة الأردنية المتقدمة بالقنابل، على الطريق بين قرية النبي الياس وعزون شرقي قلقيلية مقابل عزبة الطبيب، واستشهد عدد منهم وكان من بينهم ضابط المدفعية الأردني غازي الكباريتي.
وتحركت قوات من الحرس الوطني من القيادة في نابلس، لنجدة السرية الموجودة في مركز قلقيلية. وتوجهت الكتيبة التاسعة المتمركزة في سيلة الظهر بقيادة الضابط سلامة عتيق لنجدة الوحدات العسكرية الأردنية المشتبكة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قلقيلية. لكن غلوب باشا قائد الجيش الأردني في ذلك الوقت، أصدر أوامره لهذه القوات بعدم التقدم، والانسحاب الى مواقعها، وطلب في الوقت ذاته من الوسيط الدولي التدخل لانسحاب اسرائيل الى ما وراء خطة الهدنة.
وكانت المدفعية الأردنية، قد قصفت القوات المهاجمة وكبَّدتها بعض الخسائر، وقامت قرب عزون معركة ثانية ومثلها في صوفين بظاهر قلقيلية الشرقي.
وقد تمكن أحد المحاربين وهو علي الشنطي من إعطاب دبابة إسرائيلية بقذائف مدفعه من عيار رطلين، الذي كان منصوبا بالقرب من دار الحداد شمال مستشفى الوكالة، وكانت آخر امتداد عمراني لقلقيلية في ذلك الوقت. كما استبسل في المعركة أمين محمد الحداد، الذي صعد على ظهر الدبابة الاسرائيلية والقى فيها قنبلة يدوية.
ومع إشراقة صباح اليوم التالي، انسحبت قوات الاحتلال من قلقيلية بعد ان عاثت في البلدة تخريبا وتدميرا. حيث هدمت 41 بيتا ومسجدا وخزان مياه وقتلت عائلة كاملة هي عائلة عبد المنعم قادوس المكونة من 12 فرداً.
شهداء المجزرة من الجيش الاردني:
ابراهيم عبد الكريم غانم، أحمد ذيب شوبكي، أحمد عبد الله عبد القادر، أحمد علي محمود، أحمد محمود عيسى، اسماعيل يوسف العموري، انطون جريس نعيمات، حامد محمد حمد المهدي، حسن يوسف أبو صالح، حسني يوسف نادي، حمدان قاسم محمود، خليل يوسف سرحان، سرور حامد الخطيب، سعد مراد الصالح، صالح سليم الخطاطبة، عباس حسين سليمان، عبدالقادر علي الزغلول، عبد الله مصطفى محمد، عبد الرحيم سعيد المصري، عبدالكريم محمد منصور، علي يوسف أحمد، عليان خلف العظامات، غازي مذكور الكباريتي، فارس أحمد محمود شتيوي، قاسم سليم محمود، محمد الحج حسين عثمان، محمد جبر أحمد، محمد عبد القادر حجة، محمد فتوح عودة، محمد محمد حمدان أحمد، محمد موسى حسين فلين، محمود ابراهيم برهم، محمود إبراهيم عيد، محمود محمد عبد الرحمن، مسعود عوده طه، وجيه يوسف حمدان، يوسف عوض الطواحا.
شهداء المجزرة من أهالي قلقيلية:
أحمد أمين عبد الله قواس، وشقيقه حسن أمين عبد الله قواس، أمين محمد سليمان العبد حداد، أحمد محمد الشيخ حسين صالح صبري، عبد الفتاح الشنطي، عبد الفتاح نمر يوسف يحيى الشنطي، عبد الفتاح نمر عرابي نزال، نمر يوسف حسين نزال، عدنان محمود عبد الرحمن صالح أبو صالح داود، عبد الفتاح عبد الرحيم عبد السلام جعيد، ابراهيم قاسم صالح داود، عيسى موسى شلويت سمحان، فهمي عوض عبد الله عامر، عدنان محمد الشيخ عمر صبري، وجيه يوسف عبد الكريم أبو سليمان الحنيني، وجيه يوسف الشيخ علي صبري، أحمد محمد الشيخ حسين صبري، يوسف سعيد عيسى حساين، محمد المزيوي، زريفه عبد الرحمن داود، فاطمة عثمان محمد هلال.
أخبار ذات صلة
الرئيس عباس يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق ...
الرئيس عباس يُصدر إعلانًا دستوريًا بتحديد آلية انتقال السلطة في حال شغور من...
3 شهداء بينهم امرأة حامل بقصف الاحتلال على بيت لاهيا وخان يونس
الرئيس عباس يتلقى رسالة تضامن من نظيره الفيتنامي في اليوم العالمي للتضامن م...
دائرة شؤون اللاجئين في "منظمة التحرير": الاحتلال يمارس التضليل في هجومه عل...