بأقلامهم >بأقلامهم
"القوّة الحقيقيّة، والمعرفة اليقينيّة"
جنوبيات
كثيرون تكلّموا على القوّة الحقيقيّة وأسبغوا عليها أنواعًا وألوانًا ظنًّا منهم أنّهم أصابوا الهدف في مرمى الحقيقة.
فمنهم من اعتبر أنّ القوّة الحقيقيّة تكمن في عسكرتها، ومنهم في تسييسها، ومنهم من رأى أنّ منشأها الجسد والبنية القويّة، ومنهم من وجد أنّ القوّة تكمن في الجهاد تارةً، وفي الصبر طورًا، وفي القدرة على التحمّل أطوارًا أُخرى.
لكنّ أجمل ما قيل عن القوّة الحقيقيّة أنّها تختبئ في المعرفة اليقينيّة وسبر أغوار الذات والكيان لإظهار مكامن القوّة في أسمى حللها.
فالقوّة الحقيقيّة هي التي تدفعك إلى النهوض من حزنك ليقينك التامّ بأنّك لن تجد من يتأثّر بانكسارك أكثر من نفسك.
القوّة الحقيقيّة هي أن تحمل نفسك على الحقّ، وأنت قادر على الباطل وعلى العدل، وأنت قادر على الظلم وعلى العفو، وأنت قادر على الانتقام في موقع الحسم.
هذا، والقوّة ليست دائمًا في ما نقول ونفعل. فأحيانًا تكون في ما نصمت عنه، وفي ما نتركه بإرادتنا، وفي ما نتجاهله، وفي ما نصبر عليه.
سئل تشي غيفارا عن القوّة الحقيقيّة فأجاب:
"القوّة الحقيقيّة هي أن تكون في قمّة صمودك عندما يعتقد الكثيرون أنّك سقطت".
فقوّة الإنسان الحقيقيّة تكمن في اتّزانه الداخليّ والخارجيّ، إذ إنّ كلّ تظاهر بالقوّة هو محض ضعف وفوضى اهتزازيّة.
ونختم لنقول:
"إنّ القوّة الحقيقيّة تكمن في قوتَيّ العقل والقلب معًا، ومثل هذا الأمر لا يتحقّق إلّا بالمعرفة اليقينيّة. ففي المعرفة قوّة واتّزان، وتوازن في المكان وفي الزمان.