صناعة الفخار في لبنان، هي واحدة من أبرز الصناعات الحرفية، في قراءة للسياق التاريخي والتراثي للحرف اللبنانية التي اشتهر فيها الوطن، وقد اشتهرت منطقة راشيا بهذه الحرفة، إضافة لبعض المناطق كبيت شباب ودير كوشة وسواها.

تحتاج هذه الصناعة لجهد ووقت حتى يتمخض إنتاج حرفي فخاري جيد، والدلغان وهو نوع من أنواع التراب الموجودة في راشيا، هو مصدر مركزي لصناعة عجينة الفخار، يسبق ذلك تحريكها في أحواض مائية،وتذويبها وتجفيفها، وفي نهاية المطاف توضع على دولاب، معطية صيغة في الشكل كما يريدها العامل، وقد شهدت السنوات والعقود الأخيرة تراجعا في هذا الاطار.

في حديث خاص لـ"جنوبيات" يؤكد رئيس بلدية ضهر الاحمر السابق غالب بحمد وهو الوحيد الذي يمتهن هذه الحرفة في منطقة راشيا ،أن العامل في هذه المهنة أشبه بمن يمتهن طريقة شاقةً، فلا مساعدة من قبل الدولة، والمحروقات لا تصلنا بالسعر الذي يجب أن تصل به، وأبرز التحديات التي تواجهنا هي التعب والربح الخفيف ولا سوق في الخارج كما يعتقد قسم كبير من الناس، فكثير من الدول أضحى لديها انتاجاً كثيرا للفخار في الخارج.

المطلوب من الدولة والجهات المعنية هو المساعدة في المعدات والافران والآلات، وليس فقط الاشادة بالحِرف بشكل معنوي، واليوم لا بد من توجيه التحية للعاملين في هذه الحرفة فهم اشبه بأبطال يصمدون وسط كل العوائق مؤمنين بما نفعل ونقوم به.