وأضاف "بعد التشاور مع الرئيسين بري وميقاتي وبعد إبلاغي من الرئيس الأميركي موافقة إسرائيل وبعد إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها أعلن موقف لبنان بالموافقة على اعتماد الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية"
ولفت عون إلى أن "هذه الاتفاقية غير المباشرة تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة، وأشكر كل من وقف إلى جانب لبنان في هذا الإنجاز الذي ما كان ليتحقق لولا وحدة الموقف اللبناني وصلابته في مقاومة كل الضغوط وفي عدم تقديمه أي تنازلات جوهرية، وعدم دخوله في أي نوع من أنواع التطبيع المرفوض"
وتابع "ما وصلنا إليه بالأمس في ملف الترسيم البحري ولاحقاً التنقيب ثم الاستخراج، لم يكن وليد الساعة، بل هو ثمرة مسيرة طويلة بدأت عام 2010 عندما أعدت وزارة الطاقة والمياه التي كان يتولاها الوزير جبران باسيل مشروع قانون الموارد البترولية في المياه البحرية اللبنانية"
واعتبر أن" لبنان أصبح بلداً نفطياً على الرغم من العراقيل الداخلية التي برزت في ملف النفط والغاز وعلى الرغم من الضغوط الخارجية التي مورست علينا لمنعنا من الاستفادة من ثروتنا الغازية و النفطية"
وأردف قائلاً: "أُقر مشروع قانون الموارد البترولية في مجلس النواب في 17 آب 2010، ثم إصدار 25 مرسوما تعنى بالقواعد والأنظمة التي ترعى الأنشطة البترولية وتعيين هيئة إدارة قطاع البترول عام 2012 كما كان إنجاز المسوحات الجيوفيزيائية الثنائية والثلاثية الأبعاد وتحليلها، وتأسيس غرفة المعلومات. وفي أيار عام 2013 أعلن عن إطلاق دورة التراخيص الأولى في المياه البحرية اللبنانية على أمل إقرار مرسوم تقسيم المياه البحرية إلى بلوكات ومرسوم نموذج عقد الاستكشاف والإنتاج الذي يفترض أن يوقَّع مع الشركات الفائزة
وقد جذب إطلاق دورة التراخيص الأولى 54 شركة من كبريات الشركات العالمية"
وشدد عون على "أنني عندما وصلت إلى موقع الرئاسة سعيت لفك القيود لأني كنت أُدرك ما يعني أن يكون لبنان بلدا نفطيا"
وأضاف "المماحكات السياسية والحجج التي تذرع بها البعض، وسعي البعض الآخر إلى عرقلة المشاريعَ الحيوية التي كان يعمل عليها الفريق الوزاري الذي يمثلنا في الحكومات المتعاقبة لأسباب سياسية بحتة، أدت إلى تجميد تلك الاندفاعة ووقف المرسومين، واستمر هذا الوضع على هذه الحال أكثر من أربع سنوات"
وأشار عون إلى أنه "في آذار 2017 تأهلت 54 شركة للمشاركة في دورة التراخيص الأولى التي أقفلت في 12 تشرين الأول 2017 وفاز بعقود الاستكشاف والإنتاج في البلوكين 4 و9 ائتلاف واحد مؤلف من شركة "توتال" الفرنسية و"ايني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية، وفي 27 شباط 2020 تابعت ميدانياً مباشرة السفينة العائدة لشركة "توتال" حفر البئر الأول في البلوك رقم 4 لكن العمل توقّف لأسباب لم أقتنع بها وبالتزامن مع الحصار والانهيار الذي راح لبنان يرزح تحته"
وتابع " استؤنفت المفاوضات مع هوكشتاين وتم التوصل إلى اتفاق غير مباشر حافظ خلاله لبنان على حدوده المعلنة بالمرسوم 6433 وعلى كامل بلوكاته وحقل قانا كاملا، ومن حق لبنان أن يعتبر أن ما تحقق بالأمس هو إنجاز تاريخي لأننا تمكنا من استعادة مساحة 860 كيلومتراً مربعاً كانت موضع نزاع ولم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل كما استحصلنا على كامل حقل قانا"
وأكد عون أن "في هذا الاتفاق لم تُمس حدودنا البرية ولم يعترف لبنان بخط الطفافات الذي استحدثته إسرائيل عام 2000 ولم يقم أي تطبيع مع إسرائيل ولم تعقد أي محادثات أو اتفاقيات مباشرة معها. ونصّ الاتفاق على ترسيم الحدود على كيفية حل أي خلافات في المستقبل أو في حال ظهور أي مكمن نفطي آخر مشترك على جانبي الحدود ما يضفي طمأنينة وشعوراً أقوى بالاستقرار على طرفي الحدود"
وأضاف " في الآتي من الأيام سيكون على شركة "توتال" أن تبدأَ أعمال التنقيب في حقل قانا كما وعدت لنعوض السنوات التي مضت من دون أن نتمكن من استخراج النفط والغاز، وكانت حقول النفط 8 و9 و10 مهددة، إلا أننا استطعنا بفضل الاتفاق أن نحافظ عليها ونحميها وسنستثمرها بالكامل لا بل إن مسار التنقيب سيفتح أبوابا في مكامن نفطية جديدة"
لبنانيات >أخبار لبنانية
"أصبحنا بلداً نفطياً على الرغم من العراقيل"... الرئيس عون: لبنان لم يتنازل عن أي كيلومتر واحد لـ "إسرائيل"
الخميس 13 10 2022 20:34جنوبيات
وجه رئيس الجمهورية ميشال عون رسالة إلى اللبنانيين حدد فيها موقف لبنان من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقال: أتمنى أن تكون نهاية هذه المفاوضات بدايةً واعدةً تضع الحجر الأساس لنهوضٍ اقتصادي يحتاجه لبنان من خلال استكمال التنقيب عن النفط والغاز، ما يحقّـق استقراراً وأماناً وإنماءً يحتاج إليها وطننا لبنان"