وكأن حياة اللبنانيين قد انقلبت رأساً على عقب، بعد هذا السيناريو الجهنمي الطويل الذي يبدو أن الخروج منه لم يحن بعد، ووسط انهيار العملة الوطنية التي لا تعرف الاستقرار مطلقاً، وساسة لم يحرك ضمائرهم المشهد المتردي والقهر الطويل لشعب كامل، على أبواب المستشفيات والافران ومحطات الوقود، وثمة تمظهرات كثيرة للازمة اللبنانية الخانقة ولعل واحدة منها هي أزمة النقل والمواصلات .

يقول سمير من راشيا الوادي  وهو استاذ في التعليم الرسمي في حديث خاص ل"جنوبيات " أنه كان قبل الازمة يخرج مع عائلته بشكل شبه يومي، مصطحباً زوجته وابناءه للترفيه عن النفس او زيارة مطعم صغير او" تغيير جو في مكان جديد" وفق ما يقول، وهذه "الكزدورة" وفق تعبير الأخير أضحت من ماضي الزمن الغابر وفقاً للمستجدات المتعلقة بالوضعين الاجتماعي والاقتصادي، وهو الأمر نفسه التي تحدثت به حلا وهي موظفة في شركة خاصة معنية بالثياب، ولكنها تستحق راتبها على العملة الوطنية، بحيث تختصر المشهد قائلة : الله يرحم هيديك الأيام.

نقيب موزعي المحروقات فادي ابو شقرا قال في حديث خاص " بجنوبيات" أن ثمة أمل بانخفاض أكثر لسعر صفيحة البنزين مع انخفاض سعر صرف العملة مقابل الدولار الأميركي، واعتبر ابو شقرا ان المسؤولية المركزية تقع على المصرف المركزي في ضبط الأوضاع  .

وسط هذا المشهد يمني اللبنانييون النفس بأن تعود الأيام الغابرة، ليخرج المواطن الساعي للترفيه عن نفسه، من دوامة السياسة والاقتصاد والمعاناة اليومية في "سويسرا الشرق " .فهل تتغير الاوضاع ربطاً بالمستجدات، ام أن " كزدورة الترفيه عن النفس " باتت حلماً وطنيا يزور اللبنانيين كل سنة مرة