مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
نتائج انتخابات «الكنيست»: ترسيم الحدود البحرية مع لبنان في مهب الريح!
كثافة التصويت تُعيد نتنياهو تحت مقصلة «بن غفير» وابتزازه
جنوبيات
رجحت كثافة المُشاركة في الانتخابات العامة لـ«الكنيست» الـ25، التي جرت أمس الأول (الثلاثاء)، الموازين، لصالح اليمين المُتطرف، بنيله 65 مقعداً، بزيادة 13 مقعداً عن التمثيل في «الكنيست» الحالي، ما يُعيد زعيمه، رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو إلى «شارع بلفور» في القدس الغربية، مقر إقامة رئيس الحكومة.
فيما، توقفت بورصة المقاعد التي نالها المُعسكر المُناوئ لنتنياهو، برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي يائير لبيد على 50 مقعداً، بينما نالت «القائمة العربية المُشتركة» 5 مقاعد.
جاءت النتائج شبه النهائية - غير الرسمية، وفق الآتي:
{ المُعسكر الذي يقوده نتنياهو:
- حزب «الليكود» 31 مقعداً، بعدما كان يتمثّل بـ30.
- تحالُف «الحركة الصهيونية» المُشكل من حزبي «القوّة اليهودية» برئاسة إيتمار بن غفير و«الصهيونية الدينية» بقيادة بتسلئيل سموتريتش، 14 مقعداً، بعدما كان يتمثّل بـ6 مقاعد.
- حزب «شاس» برئاسة يوسي طييف، 12 مقعداً، بعدما كان يتمثّل بـ9 مقاعد.
- «يهوديت هتوراه» برئاسة موشيه غافني، 8 مقاعد، بعدما كان يتمثل بـ7.
{ المُعسكر الذي يقوده لبيد:
- «يش عتيد» بقيادة لبيد 24 مقعداً، بدلاً من17 مقعداً.
- «المُعسكر الرسمي الوسطي»، وهو تحالُف حزب «أزرق أبيض» برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس الذي يتمثّل بـ8 مقاعد، و«أمل جديد» برئاسة جدعون ساعر المُتمثّل بـ6 مقاعد، 12 مقعداً.
- «العمل» برئاسة ميراف ميخائيلي، تراجع ونال 4 مقاعد، بعدما كان يتمثل بـ7 مقاعد.
- «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان، نال 5 مقاعد، مُتراجعاً عن تمثله بـ7 مقاعد.
- «القائمة العربية المُوحدة» برئاسة منصور عباس، 5 مقاعد، بدلاً من 4 مقاعد.
أما «القائمة العربية المُشتركة» برئاسة أيمن عودة، التي تتمثّل حالياً بـ6 مقاعد، وبعد الانفصال الذي حصل داخلها، فاستمر التحالُف بين «الجبهة الديمُقراطية للسلام والمُساواة» بقيادة أيمن عودة و«الحركة العربية للتغيير» برئاسة أحمد الطيبي، نالت 5 مقاعد.
شارك في الانتخابات الخامسة، التي تُجرى خلال أقل من 3 سنوات ونيف، 40 قائمة، استطاعت 10 قوائم منها فقط تجاوز نسبة الحسم البالغ 3.25%.
وقد سُجلت كثافة مُشاركة بالاقتراع التي بلغت 4.847.023، من أصل 6.788.804 - أي ما نسبته 71.3%، وهي الأعلى مُنذ انتخابات العام 2015، توزعوا على 12495 مركزاً.
جرى استيعاب 68 ألف مُستخدم للعمل في يوم الانتخابات، مع نشر 18 ألف شُرطي، واستنفار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بلغت كلفتها 734 مليون دولار أميركي.
عودة نتنياهو مُجدداً إلى الحُكم، لم تكُن نتاج جُهوده، حيث بقي حزب «الليكود»، بإضافة مقعد واحد في «الكنيست» فنال 31 مقعداً، من دون التمكُن من تغيير جدي لاكتساب مقاعد جديدة، جرّاء الاعتراضات المُتزايدة على شخص نتنياهو!
ما تحقق هو نتيجة ما استطاع تحالُف «الحركة الصهيونية» من أن ينال 14 مقعداً، بزيادة 8 مقاعد عن تمثيله في «الكنيست»، وكذلك إضافة «شاس» 3 مقاعد و«يهوديت هتوراه» مقعد، و«الليكود» مقعد واحد، ما رفع مقاعد هذا المُعسكر من 52 إلى 65 مقعداً.
يزهو نتنياهو بما حققه من انتصارٍ، أعاده مُجدداً إلى رئاسة الحكومة بعد غياب أقل من عامين، بعدما تبوأ الرئاسة في الفترة بين عامي 2009 - 2021، على الرغم من مُلاحقته بملفات الفساد والخيانة.
سيكون نتنياهو أمام «شراهة» بن غفير، بانتزاع أكبر عددٍ من المقاعد الوزارية الوازنة والمُؤثرة، حيث يُطالب بحقيبة وزارة الأمن، علماً بأنه ومُنذ عُضويته السابقة في حركة «كاخ»، مُدرجة على قوائم «الإرهاب» داخل الولايات المُتحدة الأميركية، وأُدين سابقاً بالتحريض العنصري، فكيف ستكون تصرُّفاته وهو في دائرة القرار داخل الحكومة؟!
لكن، نتنياهو لن يتمكن من منحه حقائب أساسية مثل: الأمن والداخلية والخارجية التي سيحتفظ بها وزراء من «الليكود».
وفي ضوء التصريحات السابقة التي كان قد أعلنها نتنياهو، فقد يُسارع إلى إلغاء اتفاقية ترسيم الحدود المُوقعة بين الكيان الإسرائيلي ولبنان عبر الولايات المُتحدة الأميركية مُمثلة بآموس هوكشتاين، التي جرت في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ويتعامل معها كما تعامل مع اتفاق «أوسلو».
لا شك، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية سيكون لها تأثيرها على استحقاق انتخابات «الكونغرس» الأميركي، لأن «الكريزما» بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو مفقودة، وأيضاً ما بين الأخير والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مُتوترة، بعدما انقلب عليه في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
لذلك، سيسعى نتنياهو إلى ابتزاز الإدارة الأميركية في استحقاقاتها ومصالحها في المنطقة، وإعادة تفعيل التطبيع العربي. وتنفيذ مُخططات أحزاب الفاشية والعُنصرية التي ستُمارس مزيداً من القتل والاغتيال والتصفية والاعتداء، بعدما عملت على إلغاء «وثيقة الاستقلال» التي أعلنت عن قيام الكيان الإسرائيلي قبل 74 عاماً، ليحل مكانها «قانون القومية»، الذي يقضي على حقوق المُواطنين الفلسطينيين، أصحاب الأرض الأصليين، ويُحوّل الكيان الغاصب إلى «دولة يهودية».
الاستجابة لشعارات بن غفير «الموت للعرب»، وسعيه إلى «ترانسفير» بطردهم من الأراضي المُحتلة مُنذ العام 1948، وحرمانهم حقوقهم، وطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية، التي يعتبرونها أراضي «يهودا» و«السامرة»، وهو ما لا يُمكن أن يرفضه نتنياهو - المُؤمن به أيضاً - أمام مُطالبة بن غفير وسموتريتش و«الحريديم» واليمين المُتطرف.
لقد استطاع تحالُف الحزبين الأكثر يمينية وتطرُفاً في الكيان الصهيوني، من جذب اصوات الناخبين بما نسبته 10% من أصوات المُقترعين، خاصة الشباب والمُستوطنين والمُتطرفين، ما جعل منه الكُتلة الثالثة بعد «الليكود» و«يش عتيد»، مُتقدماً على الأحزاب التاريخية مثل «العمل» برئاسة ميراف ميخائيلي، وحتى الأحزاب اليمينية مثل «أمل جديد» برئاسة جدعون ساعر و«إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان، وكسب أصوات حزب «يميننا» المُتطرف، الذي قادته وزيرة الداخلية أييليت شاكيد، التي لم تتمكن من بلوغ نسبة الحسم 3.25%، ففقد المقاعد الـ7، التي كان يتمثل بها الحزب، بعدما أعلن رئيسه نفتالي بينيت تنحيه العمل السياسي، إثر فُقدان حُكومته الأكثرية واستقالته وحل «الكنيست»، في 29 حزيران/يونيو 2022.
في المُقابل، لم يتمكن المُعسكر الذي التقت مصالحه ضد نتنياهو، والذي يتزعمه رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي وحزب «يش عتيد» يائير لبيد، من تأمين إلا 50 مقعداً.
فقد خاض لبيد معركته الانتخابية، مُستنداً إلى ما حققه من إنجازات دبلوماسية، بينها ترسيم الحدود البحرية مع لبنان والعلاقات تركيا والاتحاد الأوروبي، وبدعم من الرئيس بايدن، واقتحاماتٍ في الضفة الغربية وتصعيدٍ في القدس وعدوان على قطاع غزة.
ولا يُمكن إغفال أن الخلاف بين الأحزاب الفلسطينية العربية، قد انعكس سلباً عليها، فخاضت الانتخابات بـ3 قوائم، ما شتت أصواتها، وأفقدها تمثيلاً أكبر كان يُمكن أن يتحقق لو استمرت مُتحالفة كما في الانتخابات الأسبق، أو لم ينفصل «التجمُع الوطني الديمُقراطي» عن «القائمة المُشتركة» في هذه الانتخابات!
في المُقابل، فإن السلطة الفلسطينية ترى أن فوز اليمين المُتطرف بالانتخابات، هو نتيجة تنامي التطرُف الصهيوني ضد الفلسطينيين وفُقدان شريك يُؤمن بالسلام.
في ضوء نتائج الانتخابات، وفوز مُعسكر اليمين المُتطرف، ما أعطاه أفضلية ترجيحية لتشكيل الحكومة، سيبقى نتنياهو عُرضةً لابتزاز حليفيه بن غفير وسموتريتش، وتلويحهما بتهديد مصيرها إذا لم يُنفذ ابتزازهما ومطالبهما المُتعددة!
ويُتوقع أن يكون هناك مزيدٌ من اعتداءات الاحتلال، جيشاً ومُستوطنين، مدعوماً بحكومة يمينية مُتطرفة.
لكن في المُقابل، فإن الفلسطينيين سيتعاملون مع حكومة يمينية مُتطرفة، ما يُشير إلى تصاعد العمليات الفدائية والمُواجهات والتحركات السياسية.
أخبار ذات صلة
هيثم زعيتر: رغبة أميركية وليونة لبنانية لتحقيق وقف إطلاق النار.. بانتظار ال...
هيثم زعيتر: تذليل العقبات لوقف إطلاق النار لبنانياً.. بانتظار رد الجانب الإ...
منير الربيع لـ"تلفزيون فلسطين": الرئيس بري مُتفائل بوقف إطلاق النار.. لكن ا...
هيثم زعيتر يستضيف منير الربيع، حول "العدوان الإسرائيلي المُتواصل على فلسطين...
السعودية تقود حراكاً عربياً وإسلامياً داعم للقضية الفلسطينية وتجميد عضوية "...