ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
جورج وديع الصافي يستعيدُ حفل والده في الكويت
السبت 19 11 2022 13:26جنوبيات
على وقع إحدى عشرة أغنية وطنية ووجدانية، أبحر عشاق الطرب واللون الغنائي اللبناني في أمسية موسيقية عابقة بالتراث والأصالة على مسرح مشروع الأندلس، بما يجسده من قيمة فنية وثقافية تاريخية عاد نبضها مع مشروع الأندلس.
ووسط حضور حاشد لأبناء الجالية اللبنانية وأهل الكويت، استعادت أكاديمية لوياك للفنون (لابا) أولى احتفالات سينما الأندلس أيام الستينيات من القرن الماضي، والتي أحياها حينها الفنان اللبناني الكبير وديع الصافي وفرقة الأنوار اللبنانية في المكان نفسه.
وتحت عنوان «ذاكرة الافتتاح»، انطلق الحفل الغنائي، حيث صدح صوت الفنان جورج الصافي، نجل الراحل وديع الصافي، مسترجعا أيام الزمن الجميل وسط تفاعل الجمهور وتصفيقه الحاد.
وقد غنى الصافي الأغاني ذاتها التي أنشدها والده في ذلك الوقت، مكررا البرنامج نفسه، فلامس عبرها قلوب محبي الفن الأصيل وأثار حنينهم إلى بلاد الأرز، وأعاد إحياء ذكرياتهم وسط محطات من الفرح والدموع، وترافق الحفل مع دبكة لبنانية بلباس فلولكلوري تقليدي، واختزل بتفاعل الحاضرين، من لبنانيين وغير لبنانيين، حرقة الغربة ولوعة الاشتياق للوطن، خصوصا في ظل ما يشهده لبنان من أزمة معيشية خانقة، فكان أن عبّروا بتصفيقهم وحماسهم ودموعهم عن تعلقهم وعشقهم للبنان.
الحفل الغنائي الذي أقيم بمواكبة فرقة «لابا» الموسيقية تحت قيادة المايسترو يوسف بارا وفرقة «لابا» للرقص بقيادة الكوريوغراف اللبناني إبراهيم مزنر، يأتي استكمالا لفعاليات «ذاكرة الأندلس»، وذلك ضمن سياق التعاون المشترك مع شركة «أجيال» العقارية الترفيهية، والذي يقضي بإقامة سلسلة أنشطة استثنائية متميزة وحلقات حوارية وندوات واحتفالات ثقافية وتراثية وأمسيات غنائية وعروض سينمائية على مدى سنة كاملة في مشروع الأندلس، تحت إدارة «أجيال»، ويهدف التعاون إلى إحياء ذاكرة الأندلس، بما تختزنه من نكهة وأهمية خاصة في تاريخ الكويت وفي الجغرافيا والجمال العمراني، أضف إلى استعادة ذاكرة المكان من خلال ذكريات سينما الأندلس التي انطلقت في مرحلة الستينيات، كأول سينما وأهم مسرح في الكويت ومنطقة الشرق الأوسط، حيث إن مشروع الأندلس هو مشروع متعدد الاستخدامات يحتوي على محلات تجارية ومكاتب وعيادات وسينما وناد صحي.
وإذ استذكر جورج الصافي عطاءات والده الراحل وسجله الفني الحافل، أعرب عن ارتياحه واطمئنانه «لما تبديه الكويت على الدوام، من حرص على تقدير الفنانين العظماء». وفي لفتة شكر وامتنان، غازل الصافي الجمهور الكويتي، متوجها إليه بالقول «بنوركم أحلى»، قبل أن يحرك مشاعر الكويتيين وعشقهم لوطنهم، من خلال دمجه المناطق الكويتية في وصلة غنائية لاقت الصدى الكبير.
وكان حفل «ذاكرة الافتتاح» الذي عاد وأطل بعد قرابة ستة عقود من الحفل الأساسي، أتاح لجمهور اليوم أن يحظى بباقة من أجمل الأغاني التي قدمها وديع الصافي آنذاك، والتي لا تزال راسخة في ثنايا ذاكرة معاصري تلك الحقبة الزمنية.
وبأداء بمنتهى الروعة، أبدع نجل الراحل في تأدية برنامج غنائي متنوع، استهله بـ«رقصة الأباريق» و«بترحلك مشوار» و«لوين يا مروان عمهلك»، إلى أغنيتي «بالساحة تلاقينا» و«لبنان يا قطعة سما»، مرورا بـ«جنات ع مد النظر» و«حسنك يا زين» و«أنا وهالبير» و«عاللومة اللومة»، وصولا إلى «طلوا حبابنا طلوا» و«جايين يا أرز الجبل».