بأقلامهم >بأقلامهم
جاسم عجاقة: "إن الحديث عن مؤتمر تأسيسي يخوف فئات معينة بالمجتمع اللبناني"
جنوبيات
في العام 1736 تمّ الاعتراف رسمياً بأبرشية بيروت للروم الكاثوليك التي اتخذت من اللغة العربية كلغة طقسية ليتورجية في الكنيسة، واليوم بيروت أصبحت أكبر وأهمَّ أبرشية ملكية كاثوليكية في الشرق الأدنى، وذلك بعد نزوح عدد كبير من الروم الكاثوليك من الدول والمناطق المجاورة إلى بيروت.
إلا أنه من اللافت اليوم، أن الروم الكاثوليك اللبنانيين المنتشرين في بلاد الاغتراب قد تكون نسبتهم أكبر من المقيمين في لبنان سعيًا منهم لاقتطاف الفرص الاقتصادية والريادية والإبداعية في بلاد الاغتراب.
في هذا السياق كانت انطلاقة المؤتمر الذي عقد أول من أمس تحت عنوان "التجدد للوطن" الذي جمع النخب من الروم الكاثوليك من منختلف المهن وكان من اللافت الحضور البارز للمفكرين، والمهندسين، والأساتذة المحاميين ورجال السياسة مثل ميشال موسى وملحم رياشي وأخرين لا يقلون أهمية، والشخصيات الفكرية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والدينية الكاثوليكية، وغيرهم من المستثمرين ومن أبناء المجتمع المدني الكاثوليكي الذين اجتمعوا بمباركة من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي وحضوره.
وعلى هامش المؤتمر المذكور أجرى موقعنا مقابلات خاصة من عدّة مع شخصيات كاثوليكية وازنة في المجتمع الكاثوليكي ومنها:
مقابلة مع البروفيسور الاقتصادي جاسم عجاقة
لفت البروفيسور عجاقة بأن المؤتمر المنعقد هو عبارة عن حركة فكرية لمقاربة كافة المواضيع بشكل مختلف من خلال العلم والأبحاث والمشاركة في مقاربة طرح وضغط على جميع الأفرقاء اللبنانيين، خصوصًا وأن الروم الكاثوليكيين موجودين في كل المحاور السياسية وليس لديهم أي تعصب وهم منفتحين على الجميع. وأكدّ أنه في حال نجاح التجربة "ستفتح باب التواصل مع الجميع"، معتقدًا أنه سيكون هناك "إعادة الثقة بين جميع اللبنانيين".
وبالإجابة عن سؤال إمكانية الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي وطني على غرار الذي دعا له أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إحدى خطاباته، استبعد عجاقة الذهاب نحو مؤتمر تأسيس وطني مشيرًا إلى "إن الحديث عن مؤتمر تأسيسي يخوف فئات معينة بالمجتمع اللبناني"، موضحًا بأن المؤتمر المنعقد هو محاولة لتغيير الفكر والنفسيات من خلال منهجية علمية في سبيل إيجاد حلول اقتصادية- اجتماعية- سياسية، متوجهًا بكلمة للسياسيين "بأن يرأفووا باللبنانيين".
وكشف عجاقة عن تعاون مع الاغتراب وضع على أجندة العمل لما ما لديهم من قدرة مالية تحقق الهدف المرتجى وهو النهوض اقتصاديا من خلال جذب الاستثمارات.
مقابلة مع مفوض حزب الوطنيين الأحرار فادي فارس معلوف
أشار معلوف "أن هذا المؤتمر هدفه جذب النخب من المستثمرين الكاثوليكيين" وأدلى بتصريح خاص لموقع جنوبيات أعلن فيه بأن " في مطلع العام 2023 سيكون هناك دعوات للاغتراب محصور بالطائفة الكاثوليكية بهدف تشكيل تجمع للكاثوليك". ولفت "إن الكاثوليك منفتحين على جميع اللبنانيين وغير متعصبين ولذلك يجب إعادة أخذ الدور السياسي الكاثوليكي". وأشار بأن " الكاثوليك اليوم يطالبوا بمجلس شيوخ ليكون لهم تمثيل رابع" (إضاقةً إلى التمثيل النيابي والحكومي والرئاسي).
وبالإجابة عن مرشح حزب الوطنيين الأحرار لرئاسة الجمهورية في هذه الدورة أكدّ معلوف أن ميشال معوض هو مرشحهم وبأنهم سبق أن صوتوا له في الجلسات السابقة وسيصوتوا له في كل جلسة ولن يتوانوا عن دعمه إلى النهاية كونه يحمل صفات الرئيس السيادي بالنسبة لهم.
وأوضح معلوف بأنه بالمنظور القريب لا يوجد أي حل لأي ملف لبناني قبل أن يتم انتخاب رئيس للبلاد ويتم تشكيل حكومة جديدة.
مقابلة مع عضو المجلس الأعلى للروم الكاثوليك سليم أبو زيد
قال أبو زيد بأن مؤتمر التجدد للوطن عمل وطني وأضاف ”نحن الكاثوليك الطائفة الوحيدة التي لا تعصب لديها ولا يوجد لدينا اصطفافات، فنحن هنري فرعون، ويوسف سالم، وفيليب تقلا وكل هذه الشخصيات الكاثوليكية". وتمنى أبو زيد " التوفيق للشباب من الجيل الجديد معولاً عليهم في الطائفة الكاثوليكية لإفساح المجال أمام الطائفة للقيام بدورها من أجل التقارب بين جميع الأفرقاء اللبنانيين".
مقابلة مع أحد المنظمين المطلعين بحيثيات وأهداف وخطة عمل المؤتمر د.عياش
شدد عياش بأن للمؤتمر المنعقد "دور توحيدي وطني وليس دورًا سياسيًا" غير أنه عاد ووضح بأنه " للأسف مواقعنا (الكاثوليك) منذ الحرب 1975 وحتى اليوم تهمشت في الحكومة"، ولفت "نحن نجتمع اليوم لنعود ونلعب دورنا وننتظر أن يحدث ذلك مع انتخاب رئيس جمهورية جديد وتشكيل حكومة جديدة".
وأشار بأن " التوافق الوطني هو العنوان العريض لطائفة الروم الكاثوليك وهي الطائفة الوحيدة في لبنان التي تجمع بين اليمين واليسار وبين الشرق والغرب" مؤكدًا بأن المرتجى من المؤتمر "إعادة تكوين سلطة لبنانية سيادية وطنية صحيحة هدفها خدمة الشعب اللبناني وإعادة انبعاث الدولة اللبنانية وإعادة الريادة كما قبل حرب الـ75 بمعزل عن التدخلات الأجنبية لأنها كانت السبب بالحرب اللبنانية سابقًا".
وفي موضوع العقوبات المفروضة على لبنان فقال " إن العقوبات هي بسبب التدخلات الخارجية، ونحن لا يوجد لدينا الإمكانات اليوم لمنع التدخل الخارجي والقول للمتدخلين stop بسبب الانقسام الطائفي والوطني الموجود بلبنان" موضحًا بأنه هناك "ثغرة كبيرة جدا تسمح للخارج بالتدخل ومؤكدًا بأنه "عندما يكون هناك توافق وطني لن يستطيع عندها الخارج أن يتدخل".
ووجه كلمة دعا فيها اللبنانيين "للعودة إلى وطنيتنا لأنه من دون الانتماء الوطني لا يمكننا بناء دولة لبنانية" مؤكدًا بأن لهذا المؤتمر من ضمن أهدافه "تعزيز الإنتماء الوطني فإن الموضوع الاقتصادي هو جزء من الانتماء الوطني، وكذلك الأمر نفسه في النواحي الاجتماعية والسياسية".
بالمختصر المفيد، أجمع جميع من التقيت بهم من نخب المجتمع الكاثوليكي بأن للروم الكاثوليك عموما ملكة الحوار والتواصل والانفتاح على جميع الأعراق والطوائف بعيدًا عن العنصرية والتعصب الديني والعرقي بإجماع من اللبنانيين، لذا هم قادرين على تحقيق توازن من حيث انفتاحهم على كل من الغرب والشرق، وهم قادرين أيضًا على أخذ دور مركزي في الاصلاح الاقتصادي اللبناني عبر جذب الاستثمارات من خلال التعاون المنشود ما بين الكاثوليكيين المقيمين في لبنان وبين المنتشرين في بلاد الاغتراب.